إن الغضب الذي يجتاح الشعب في مصر الآن يمزق البلاد, ويهدد جميع مؤسسات الدولة بالانهيار. ولاشك في أن السبب الرئيسي لهذا الغضب هو عدم رضا الملايين عن أداء الدولة, ودور الحكومة الضعيف, وكذا سياسات البطء والتردد والارتعاش, والتراجع والعناد أمام المطالب الحيوية. وعلي الحكومة أن تعرف وتدرك أنه لاحل لمشكلاتنا إلا بترتيب البيت من الداخل قبل كل شيء آخر, ومعلوم للجميع أن الثورة قامت تحت شعار( عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية) إذن فالمواطن المصري لايهمه إلا ضمان أمنه وغذائه, وكرامته, ولم يعد يهتم الآن بصناديق الانتخابات أو من يمثله في البرلمان, أو أي مجلس من مجالس مصر, بعد أن عايش الأزمات الحالية, ورأي بعينه عملة بلده تنهار كل يوم أمام معظم عملات العالم, والحكومة في واد والشعب في واد آخر. إن غلاء الأسعار, واكتواء الجيوب من لهيب التجار, وصرخات البيوت من المشكلات المزمنة تحتاج لحل سريع قبل قيام ثورة الجياع, التي لو قامت لا قدر الله فسوف تطيح بالأخضر واليابس, ونرجو ألا نري هذه الثورة.. المسألة الآن لم تعد مسألة سياسية ولا تكتيكية, وإنما هي قدر ووجود وحياة وتجاوزت أطماعا في الحكم والاحزاب المتناحرة. لو سمحتم أيها السادة المسئولون عن البلد, تحركوا فورا قبل فوات الأوان, وقبل أن نبكي علي اللبن المسكوب ويكون كل شيء قد ضاع! لمزيد من مقالات بقلم:مصطفى سلامة