قرية العزة في الاسكندرية مثال صارخ لنزاع الحدود بين المحافظات, حيث يؤكد المهندس علي الشوني مسئول ملف النزاعات الحدودية بالاسكندرية منذ عام2006, أن النزاع الحدودي والخدمي بين محافظات الاسكندرية والبحيرة ومطروح يعتبر قمة المأساة التي حلت بسكانها خلال الفترة الأخيرة, ضاربا مثالا بقرية العزة التي تفاقمت مشكلتها بين الاسكندرية والبحيرة التي ترفض فصلها لكونها تقع في زمامها مع أن كل خدماتها ومرافقها تستمدها من الاسكندرية ولايستفيد سكانها من الأجهزة التنفيذية بالبحيرة بل يعانون من عدم الاعتراف بتبعيتهم, موضحا أن القرار الجمهوري رقم101 لسنة1990 يؤكد تبعية القرية للاسكندرية برغم أنها تقع عند الكيلو43 شرق طريق اسكندرية القاهرة الصحراوي داخل زمام الوحدة المحلية لقرية الناصر التي تتبع مركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة رغم أنها إداريا وتعليميا وزراعيا وأمنيا تتبع الاسكندرية والخدمات الصحية والكهربائية والتليفونية تتبع البحيرة.. والاسكندرية طالبت بفصلها عن البحيرة التي رفضت وأصبحت القرية حائرة بين المحافظتين في الخدمات, وأشار الشوني إلي أن المضحك في الأمر أن الجمعية الزراعية انقسمت إلي بابين أحدهما للاسكندرية والآخر للبحيرة وحكمها أمور تعكس إلي أي مدي وصل الحال في النزاعات الحدودية والإدارية. أما القرية15 التي تتبع اداريا مركز ومدينة برج العرب بالاسكندرية ولكن الوحدة الصحية بها تتبع البحيرة فتعكس جانبا آخر من المأساة. المهندس حسن خير الله رئيس لجنة, الاسكان والتخطيط العمراني بمجلس محلي الاسكندرية السابق, يؤكد أنه توجد أكثر من29 قرية بمنطقة بنجر السكر بغرب الاسكندرية التابعة لمشروعات وزارة الزراعة للخريجين, وحوالي53 قرية بأبيس وشرق الاسكندرية يعاني سكانها من التشتت في الخدمات وتدهورها بين الاسكندرية والبحيرة ومطروح موضحا علي سبيل المثال أن قرية أبيس4 تبعد عن الاسكندرية بنحو600 متر بينما تبعد عن دمنهور بنحو9 كيلو مترات وتستمد خدماتها من الاسكندرية ولكن مازال الصراع مستمرا بين المحافظتين عليها, موضحا أن منطقة الطابية والعزب المجاورة لها تتبع حي المنتزه بشرق الاسكندرية ومع ذلك فان المعاملات الإدارية تتبع البحيرة, واشار خير الله إلي أن القري27,28,29 ببنجر السكر تتبع مطروح اداريا وتعليميا وصحيا بينما معظم الخدمات من الاسكندرية, وقري الناصر ومناطق شمال التحرير والشعراوي حائرة بين محافظتي الاسكندرية والبحيرة أما الدكتور طارق القيعي رئيس مجلس محلي الاسكندرية السابق فيقول إن عملية ترسيم الحدود بين المحافظات كانت سياسية بحتة تبتعد عن الواقع واحتياجات المواطنين, ويؤثر في ترسيمها تنفيذيون وقيادات سياسية لضمان كتلة تصويتية كبيرة لمصلحتهم في الأنتخابات البرلمانية والمحلية مما جعل سكان المناطق الحدودية المتنازع عليها اداريا يعيشون ازمة حقيقية. ويفجر شاكر النجار رئيس لجنة الاستثمار السابق بمجلس محلي الاسكندرية مشكلة من العيار الثقيل, حيث إن مناطق طوسون والهلالية والرحمانية, والعرب الكبري والصغري وغيرها مناطق حائرة بين الاصلاح الزراعي وهيئة الأوقاف, واطلق البعض علي سكانها لقب مطاريد شرق الاسكندرية. ويؤكد الدكتور هشام سعودي عميد كلية الفنون الجميلة, أنه لابد من وضع حدود ادارية واضحة المعالم لأنهاء التداخل بين المحافظات.