يعيش سكان عدة مناطق تتداخل حدودها الإدارية مابين محافظتي الإسكندرية والبحيرة في مأساة جعلهم حائرين بين المحافظتين لإنهاء المتطلبات الرسمية لحياتهم اليومية، من بين هذا التداخل أن أغلب قري ومراكز محافظة البحيرة المتاخمة للإسكندرية تتبع شركة مياه الشرب في الإسكندرية، بل إن بعض هذه المناطق تبعد عشرات الكيلومترات عن الإسكندرية منها مثلا منطقة البستان التابعة لمركز الدلنجات والتي يفصلها عن مقر شركة مياه الشرب بالإسكندرية حوالي 200 كليو متر وهو ما يتكرر مع قري ومراكز كثيرة بعضها يطل علي الطريق الصحراوي الذي يخضع مروريا إلي إدارة مرور الإسكندرية حتى الكيلو 77 إسكندرية - القاهرة مثل قري الشعراوي والعشرة آلاف وكل الأراضي المتاخمة لترعة النصر، أما شركة الكهرباء فمن الممكن لرجال الإعمال وأصحاب المزارع الكبيرة علي جانبي الطريق الصحراوي أن يوصلوا التيار الكهربائي لمنشآتهم "حسب الوساطة". وتعد إجراءات توصيل المرافق أمورا سهلة بالنسبة للكبار أما الخدمات الأساسية في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان والأمن فهي مشكلة حقيقية لكل البسطاء من سكان القري التائهة بين المحافظتين الكبيرتين، فيما كانت محاولات قد جرت بين مجلسي الإسكندرية والبحيرة في عام 2009 لإنهاء هذه المشكلات وجلس رئيسا المجلسين مع وكلائهما وقتها للاتفاق علي الصورة النهائية لضم أماكن بعينها إلي الاسكندرية في مقابل إنهاء مشكلات أخري في البحيرة، لكن لا شئ في إدارتنا المحلية يكتمل لا قبل الثورة ولا بعدها. ويقول زكريا الجنانيي عضو مجلس الشوري والقيادي البارز في حزب الحرية والعدالة بالبحيرة إن رسيم الحدود هو عملية سياسية بحته كان يقوم بها قيادات الحزب الوطني الذي يضمون لدوائرهم قري يضمنون أصوات أهلها مما جعل ترسيم الحدود يبتعد عن الواقع وعن حاجات الناس، إلي درجة أن بعض القري بها بيوت تتبع سياسيا البحيرة والبيوت الملاصقة لها تتبع الإسكندرية. وأضاف: الخدمات بها إشكالية كبيرة والذي يتأثر هو المواطن الذي لا يستفيد من أي من خدمات المحافظتين وضرب مثلا بمشروع الصرف الصحي بمنطقة "الخضرا" ظل سنوات في انتظار موافقة أي من المحافظتين. أما عبدالفتاح محمد عبدالتفاح عضو اللجنة المركزية بحزب التجمع والنقابي البارز فيقول: الطابية والعزب المجاورة لها يتبع حتى المنتزة بالإسكندرية ومع ذلك فإن المعاملات الإدارية لها تتبع البحيرة رغم أن الرقم القومي للسكان تتبع الإسكندرية. أما مناطق الشعراوى وشمال التحرير وقري الناصر فهي أيضا حائرة بين الإسكندرية والبحيرة ويزيد سكانها علي 30 ألف نسمة وتعاني من الإهمال في كل شئ وخصوصا شبكات المياه التي تتبع احيانا شركة مياه الشرب بالإسكندرية وأحيانا شركة المياه بأبي المطامير بحيرة. وهو ما يقوله المزارع حلمي عباس الذي يضيف أن سكان قرية أبوالنوم يعيشون في ظروف غير إنسانية فما زال سكانها يستخدمون الصرف اليدوي "الترانش" والكهرباء تنقطع باستمرار وأسلاكها عارية وأقرب وحدة صحية علي بعد خمسة كيلو مترات.