وتمضي الأيام.. ونعود إلي مدينة برلين العريقة.. تاركين دفء القاهرة إلي برد أوروبا بحثا عن المستقبل. يأتي الأسبوع الأول من شهر مارس من كل عام. ويسافر أهل السياحة إلي العاصمة الألمانية برلين لحضور قمة السياحة العالمية أو مايسمي بورصة برلين التي تعتبر أكبر سوق للسياحة والسفر في العالم وتعقد دورتها رقم47 هذا العام في الفترة من6 إلي10 مارس. الكل يسافر إلي هذا المعرض الذي يصاحبه ندوات ومؤتمرات وصفقات يشارك فيها كل القائمين علي صناعة السياحة والسفر أملا في غد أفضل أو في تعاقد جديد في هذه القمة التي استحقت هذا اللقب عن جدارة. فعلا هي قمة السياحة كما تقول الأرقام.. فلك أن تتخيل عزيزي قاريء صفحات سياحة وسفر أن عدد الدول المشاركة في هذه البورصة180 دولة ويمثلها نحو11 ألف عارض يمثلون شركات السياحة والفنادق والطيران في العالم ومن المقرر أن يشارك فيها هذا العام نحو100 وزيرا للسياحة وأكثر من77 سفيرا و20 من رؤساء هيئات السياحة في العالم فضلا عن رئيس منظمة السياحة العالمية ويغطي أعمال البورصة أكثر من7 آلاف صحفي من94 دولة. ولك أن تتخيل أن البورصة العام الماضي عقدت خلال أعمالها صفقات بلغ حجم قيمتها أكثر من6 مليارات يورو, كما أن عدد زوار البورصة بلغ أكثر من172 ألف زائر بينهم113 ألف متخصص منهم62% من المانيا والباقي من خارج المانيا. وبورصة برلين تشكل أهمية كبيرة في المانيا دفعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لافتتاح البورصة هذا العام والمشاركة في هذا الحدث العالمي لتكون هي المرة الأولي التي تفتتح فيها أعمال البورصة وحضور الحفل الكبير الذي أقيم مساء الثلاثاء الماضي في مركز المؤتمرات بأرض المعارض التي تشهد أعمال البورصة, وقد حضر حفل الافتتاح رئيس اندونيسيا التي كانت بلاده ضيف شرف هذا العام.. وشارك في هذا الحفل نحو4500 من المدعوين من كل دول العالم. وصباح أمس الأربعاء تم افتتاح البورصة بحضور وزير الاقتصاد الألماني وعمدة برلين ورئيس منظمة السياحة العالمية الأردني طالب الرفاعي, وكانت مصر السياحية حاضرة في بورصة برلين.. فقد أفتتح السيد هشام زعزوع وزير السياحة جناح مصر بحضور كبار رجال السياحة والسفر من مصر المشاركين في الجناح الضخم وبدء سلسلة من اللقاءات مع كبار منظمي الرحلات الألمان, ووسائل الإعلام في إطار تنشيط السياحة إلي مصر, كما يلتقي برئيس لجنة السياحة في البرلمان الألماني, ورئيس اتحاد الشركات الألمانية ويبحث إقامة بورصة للسياحة في مصر بالتعاون مع بورصة برلين, كما يتحدث الوزير في ندوة عن مبادرة جرين ستار الفندقية ومستقبل السياحة الخضراء والحفاظ علي الموارد الطبيعية, حيث سيكون المتحدث الرئيسي في هذه الندوة. وقد شارك وفد برلماني من مجلس الشوري في افتتاح البورصة للتأكيد علي ترحيب مصر قيادة وحكومة بالسياحة من كل العالم مؤكدين ان الاحزاب الاسلامية في مصر ترحب بالسياحة وضم الوفد الدكتور طارق السهري وكيل مجلس الشوري والمهندس فتحي شهاب رئيس لجنة الثقافة والاعلام والسياحة بالمجلس والاعضاء عادل المهدي وصلاح الصايغ.. الوفد ويحيي ابوالحسن الوسط. وقد شارك في اعمال البورصة اللواء خالد فوده محافظ جنوبسيناء والمهندس طارق سعد الدين رئيس هيئة التنمية السياحية. ومن المقرر أن يعقد وزير السياحة مؤتمرا صحفيا عالميا اليوم بمركز المؤتمرات بأرض المعارض يحضره السفير محمد حجازي سفير مصر في ألمانيا, والسفير ناصر حمدي رئيس هيئة تنشيط السياحة الجديد يتحدث فيه عن السياحة المصرية. إن نظرة عامة علي أحداث بورصة برلين ومناقشات الندوات والمؤتمرات فيها تؤكد أننا أمام قمة سياحية حول كل الموضوعات التي تهم السياحة وليس الموضوعات التجارية فقط. تقول إدارة البورصة إن المناقشات تم تقسيمها إلي: يوم المستقبل:( الأربعاء6 مارس) يختص هذا اليوم بمناقشة الإحصائيات والدراسات المتوافرة عن صناعة السياحة في عام2013, والتوجهات الحديثة في عالم السياحة, وكذلك موضوع الأزمة المالية العالمية وتأثيراتها علي الصناعة ككل, وكذلك قضية سلوكيات المستهلكين وأنماط السفر, والتأثيرات التي تتعرض لها صناعة السياحة بسبب ظاهرة التغير المناخي والتطور في مجال الإبداع التكنولوجي, كما ستكون هناك مناقشات مستفيضة عن صناعة الطيران والنقل الجوي, وسياحة البواخر السياحية. يوم الضيافة:( الخميس7 مارس) ويختص بمناقشة الكيفية التي ستكون عليها فنادق الغد وقضية العلاقة بين الفنادق والمناطق المحيطة بها, كما سيبحث اليوم أيضا توقعات الجيل الشباب بشأن مستقبل العمل في الفنادق في آسيا وأوروبا. يوم التسويق والتوزيع:( الجمعة8 مارس) للعام الثاني علي التوالي, يتم خلال البورصة عرض أحدث الدراسات الشاملة عن استخدام الإنترنت وصور الواجهات السياحية, كما ستتم مناقشة قضية العلاقة بين الإدارة ومنظمي رحلات السفر, وقضية عودة الاستثمارات في مجال وسائل التواصل الاجتماعي, والأنماط التجارية الجديدة والاستراتيجيات الإبداعية في عالم السفر والسياحة, فضلا عن الفرص والمخاطر المرتبطة بتوفير محتويات مدفوعة الثمن لوسائل الإعلام. يوم المسئولية الاجتماعية للشركات(7 مارس) يركز هذا اليوم علي الموضوعات المتعلقة بالمسئولية الاجتماعية للشركات العاملة في المجال السياحي, مثل قضية نقص الموارد المائية, وحماية الأطفال من الاستغلال الجنسي في الواجهات السياحية, وكذلك موضوع المواجهات المستمرة بين السائحين وسكان المناطق المحلية والاحتكاك الثقافي الذي يحدث عادة خلال الإجازات بين الجانبين وسبل الاستفادة منه, إضافة إلي موضوع إنشاء صندوق الأممالمتحدة المثير للجدل للمناخ الأخضر المعروف اختصارا باسمGCF يوم وجهات السفر( أيام6 و7و8 مارس) بجانب أسواق السفر والسياحة التي تشهد نموا مثل السياحة العلاجية والسياحة الثقافية والسياحة الطويلة وغير ذلك, ستركز هذه الأيام في آي.تي.بي أيضا علي أسواق السفر الصاعدة بقوة في قارة آسيا, خاصة في أذربيجان وكذلك أمريكا اللاتينية, إضافة إلي وجهات سفر ذات طبيعة متميزة مثل إسبانيا وتركيا ومصر والدول المطلة علي نهر الدانوب في أوروبا. وعلاوة علي ذلك ستكون هناك مناقشات أخري في جميع أيام المؤتمر حول موضوعات متخصصة مثل: يوم سفر الأعمال وتجري مناقشاته أيام6 و7و8 مارس ويوم السفر الإلكتروني وتجري مناقشاته أيام6 و7و8 مارس. وهكذا.. صفقات وأحداث يومية في بورصة برلين تؤكد بالفعل أنها السياحة العالمية. وهذا مايؤكده أحد خبراء السياحة الكبار في العالم حيث يقول ديفيد سكوزويل الرئيس التنفيذي للمجلس العالمي للسفر والسياحة إن صناعة السفر والسياحة توفر الآن258 مليون فرصة عمل علي مستوي العالم, وقيمة هذه الصناعة تبلغ6 تريليونات من الدولارات الأمريكية, أي مايعادل نسبة91% من الناتج الإجماليGDP للعالم كله, وهو مايجعل هذه الصناعة قائدا رئيسيا لحركة النمو الاستثماري والاقتصادي. ودلل سكوزويل علي ذلك بقوله: إن ما يحققه قطاع السفر والسياحة يفوق ما يحققه قطاع صناعة السيارات علي مستوي العالم, فهو يحقق915% من الناتج العالمي مقابل8% فقط لسوق السيارات, ولكنه في الوقت نفسه أقل بقليل مما يحققه قطاع البنوك والذي تبلغ نسبته11% من الناتج المحلي العالمي. وأشار أيضا إلي أنه من بين التحديات الرئيسية التي تواجهها الصناعة حاليا زيادة فرص العمل والاستثمارات, وإزالة الحواجز والقيود علي حركة السفر والتنقل, مثل قيود التأشيرات والضرائب والأنظمة القديمة للبنية الأساسية. بقي أن أشير إلي أن المانيا تحتل المركز الثاني في قائمة الدول العشر الكبري المصدرة للسياحة إلي مصر بعد روسيا, فقد بلغ عدد السائحين الألمان إلي مصر العام الماضي نحو11 مليون سائح, وكان أكبر رقم حققته المانيا إلي مصر في عام الذروة2010 هو13 مليون سائح فماذا يحدث في2013 الله أعلم. وإلي حديث آخر من بورصة برلين الخميس المقبل.
