أما آن الأوان لتشكيل حكومة موازية تعمل وتجتهد لحل مشاكل الشعب ؟ .. حكومة ذات رؤية تتشكل من الأكفاء الذين تعج بهم الكثير من أحزاب المعارضة في كل المجالات وخاصة التعليم والاقتصاد، حكومة بها من الشباب الواعي الذي يسعى لبناء الوطن ويستطيع النزول إلى أنحاء الجمهورية، في كل القرى والنجوع والمراكز لعرض أفكار إيجابية وتكنولوجية وعملية لحل مشكلات المواطنين والعمال والإبداع في توعيتهم بالحقوق والواجبات، فلابد أن نعترف بأن الشارع لا يجد البديل لذلك هو يكتفي إما بالرفض أو بعدم المشاركة في أي من الفعاليات الوطنية مثل الإنتخابات. تبدو فكرة الحكومة الموازية المكونة من المعارضة فكرة لا بأس بها خاصة مع تصريح الجبهة الرئيسية للمعارضة الخاص بمقاطعة الإنتخابات البرلمانية المزمع عقدها في شهر إبريل القادم، فالمقاطعة لن تنجح إلا بتقديم البديل على المستويات كافة. فالحكومة الحالية هي والعدم سواء، حيث لم تحرك ساكنا مع فضيحة الخطاب المرسل من مكتب وزير المالية لمجلس الأثار عارضا تأجير آثار مصر، إلا ببيان هزيل ينكر الواقعة رغم وجود خطابات بالفعل وتم تداول صورها وإرسالها إلى وسائل الإعلام المختلفة .. هي فضيحة كفيلة وحدها بإقالة أي وزير، بل إقالة حكومة بأكملها لتورطها أو تساهلها في مجرد التفكير بل تشجيع من يتخيل أنه يمكن الموافقة على تأجير آثار أو ممتلكات مصر. وما أكثر إخفاقات الحكومة الحالية في كل المجالات، من تموين وطاقة وصحة واقتصاد وسياحة وقوى عاملة ومرافق وزراعة ومياه وتعليم وبحث علمي ... فلماذا لا يتم استثمار هذه الإخفاقات وإثبات أن المعارضة تستطيع تقديم البديل فيلتف حولها الشعب وخاصة أن صفوف المعارضة تحتوي بالفعل على عناصر رائعة أثبتت مقدرتها على تقديم حلول في العديد من المجالات، د. محمد غنيم ود. أحمد النجار ود. أبو الغار ود. حسام عيسى وغيرهم ممن هم أساتذة كبار يشهد لهم الجميع. إن المقاطعة دون نزول الشارع وحل المشكلات بصورة عملية لن تؤدي إلا إلى مزيد من رفض المجتمع لكل القوى الموجودة ولفظها تماما .. لعل حكومة موازية مكونة من المعارضة الجادة تنجح في إصلاح التصدع والإنقسام في الشارع والذي هو نتاج سوء الإدارة وغياب الوعي بالمشكلات الحقيقية وعدم فهم متطلبات الشعب والتعامل الأمني فقط في كل الأمور وذلك لا يعود إلى عدة أشهر فقط بل منذ إستفتاء مارس 2011 المشؤوم ... لعلها تنجح في تحقيق العدالة الاجتماعية وإرساء العدل ونيل القصاص وملئ الفراغ الناتج عن نبذ الشارع للنظام الفاشي والمستبد. ما أحوجنا إلى لم شمل الشعب المصري وإلى إعلاء دولة القانون وعودة هيبة القضاء حتى تخرج مصر من الموقف الصعب الذي هي فيه الآن ... وإلى أن يتحقق ذلك .. اللهم افرغ علينا صبرا... [email protected]