- عبد الحليم قنديل : الشعب المصري يقتنع بتجسد الأفكار في أشخاص .. وسيكون هناك دولة كاملة موازية لدولة مبارك - جهاد عودة : الداعون إلى الفكرة يعلمون أنهم بلا شعبية .. والفكرة مجرد " شو إعلامي " - عمرو هاشم ربيع : نجاح الفكرة يرتبط بمدى تواصل النخبة مع المواطن البسيط - بهاء الدين شعبان : النظام لا يستجيب للنصائح ولا حل لإصلاح مصر إلا بإزاحته تزامنا مع انتخابات مجلس الشعب دعت حركة كفاية إلى تشكيل برلمان موازي للبرلمان المصري الذي لا تعترف الحركة بشرعيته وأعلنت أن هناك 300 شخصية عامة تمثل النواة الأولى لهذا البرلمان واستجابت للفكرة الجمعية الوطنية للتغيير وحزب الغد والكرامة وشباب 6أبريل وغيرهم من القوى وكلهم من نواب مستقلين ومعارضين سابقين أو من شخصيات عامة مصرية تعترض على المشاركة في انتخابات مجلس الشعب بحجة أنها ستكون مزورة وتتم في أجواء غير ديمقراطية فهل ستلقى الفكرة قبولا شعبيا وتحدث تأثير في الشارع السياسي المصري أم أنها لا تعدو أن تكون ظاهرة إعلامية ودعائية فقط ولا تمثل ولا تعبر إلا عن أصحابها فمن المعروف أن أصحاب الفكرة هم أول من دعا إلى مقاطعة الإنتخابات ويعتقدون أن إصلاح مصر لن يتم إلا بإزاحة النظام الحاكم عن طريق عصيان مدني سلمي فهل سيكون البرلمان الموازي هو البداية وسنشهد بعده حكومة موازية ورئيس جمهورية موازي ومحافظين موازيين بمعنى آخر هل سنرى دولة جديدة داخل الدولة أم أن الأمر لا يعبر إلا عن أصحابه الفكرة طرحت قبل ذلك في السودان خلال هذا العام إلا أنها لا زالت طور النقاش بين قوى المعارضة السودانية ولم تتبلور أو تشكل إلى الآن كما أنها طرحت في البحرين عام 2006 من جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) ولكنها فشلت أيضا ولكن نحن في مصر " أم الدنيا " وصاحبة الريادة السياسية الملهمة للشعوب العربية وقطعا الفكرة في مصر عندما تطبق فان لها ظروف مختلفة عن أي دولة أخرى عبد الحليم قنديل الراعي الرسمي للفكرة والمنسق العام لحركة كفاية يرى أن جماعة الإخوان المسلمين يشكلون العقبة الرئيسية في هذا الأمر لقبولهم المشاركة في انتخابات مجلس الشعب وكان من الأولى بهم أن يقاطعوا الانتخابات وينضموا للبرلمان الموازي وخاصة وان لديهم 120 نائب سابقين ولديهم خبرة برلمانية كبيرة ولو شاركوا في البرلمان الموازي فقطعا كان سيكتسب قوة كبيرة وعن الفكرة في ذاتها قال قنديل أنها نواة لإعلان النظام البديل لنظام الرئيس مبارك الذي يراه قنديل نظاما غير شرعيا يستند على العصا الأمنية في فرض سيطرته على المجتمع المصري ومن اجل إزاحة هذا النظام فلابد من قيام عصيان مدني سلمي شامل للإطاحة به وهذا العصيان المدني ليس مجرد كلام ولكنه يحتاج إلى تنظيم شعبي قوي يقتنع الشعب به ويشارك من خلاله لان الشعب المصري يحب أن يرى المبادئ متجسدة في أشخاص ولذلك لابد من أن يرى المواطن نائبا شرعيا يمثله وحكومة شرعية ورئيس شرعي يختاره حتى ولو كان بشكل موازي للنظام القائم وبعد أن يحدث ذلك نكون كقوى وطنية قد استقرينا على شكل بديل للدولة المصرية يليق بها بدلا من حالة التهلهل والترهل التي أصابت الدولة ووقتها سيكون البرلمان الموازي والحكومة الموازية ورئيس الجمهورية الموازي هم محركو العصيان المدني والقادرين على قيادة الشعب لهذا العصيان
ويرى الدكتور جهاد عودة عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني وأستاذ العلوم السياسية فيرى أن الفكرة عبثية ولا تعبر إلا عن الأشخاص الداعين لها والذين يعلمون جيدا أنهم لا وجود لهم بالشارع المصري والدليل هو المظاهرات الهزيلة التي ينظمونها والتي لا يحضرها إلا العشرات الذين تتكرر وجوههم في كل حدث يقومون به ولا يعرفهم الشارع المصري الذين يدعون أنهم يتكلمون باسمه وبالتالي فان الفكرة فاشلة لأنها بدون أي مساندة شعبية ويضيف عودة أن القائمين على الفكرة لو كان لهم تواجد بالشارع لشاركوا في الإنتخابات ولكنهم يعلمون جيدا أنهم غير موجودون بالشارع والدليل أن من الداعين للفكرة من سيشارك في الانتخابات لأنه شارك قبل ذلك ونجح ويعرف أن دائرته الإنتخابية بها من سيؤيده مثل حمدين صباحي وسعد عبود عضوا مجلس الشعب السابقين الذين أعلنوا أنهم سيخوضون الانتخابات لضغوط جماهير دوائرهم الانتخابية عليهم وبالتالي فمن المؤكد أن الذين قاطعو الانتخابات ويدعون لما يسمى ب" البرلمان الموازي " يعلمون جيدا انه سيفشلون إذا ما شاركو في الإنتخابات فما كان منهم إلا اختلاق ظاهرة جديدة تكون سببا في تواجدهم في الصحف المستقلة والقنوات الفضائية لكي يقولوا أنهم موجودين
ويرى عمرو هاشم ربيع أن أسلوب الكيانات الموازية هو من الأساليب التي تلجأ لها المعارضة لكي تستطيع التحرك داخل الجماهير وتطرح أمامهم حلول بديلة عن الكيانات القائمة وهذه الفكرة في مصر تتوقف على مدى تواصل النخبة مع المواطن البسيط وإقناعه بالفكرة فالمعضلة ليست في الفكرة نفسها بقدر ما هي في قدرة المعارضة على أقناع الشارع بها لان هذه الأفكار وان كانت سليمة من حيث النظرية ومن حيث العقل ولكن من المطلوب أن يتم ترجمة النظرية إلى واقع عن طريق نزول هذه النخبة إلى الأقاليم والتي تعتبر من اكبر مشاكل المعارضة حيث أن أكثر نشاطاتها في القاهرة في الأماكن التي تجمع النخبة المعتادة في وسط القاهرة ولكن حين تنزل هذه النخبة إلى المواطن في الأحياء الشعبية والعشوائيات والقرى والنجوع وهم السواد الأعظم من الشعب المصري وأكثر من يتضرر من مشاكل النظام ويعاني من سوء إدارته من بطالة إلى فقر إلى مرض فحين يقتنع هؤلاء بالنخبة ويقتنعوا أنهم قادرين على فعل شئ ويقتنعوا بإخلاصهم وهذا يتطلب جهدا عاليا من الإقناع ولن يتحقق في يوم وليلة !! وقتها فقط ستلاقي هذه الأفكار نجاحا هائلا ومن المؤكد أنها تستطيع وقتها تغيير النظام لان العصا الأمنية مهما قويت فأنها في النهاية لن تستطيع أن تقف أمام جموع الشعب والذي من المفترض أن قوى الأمن تنتمي إليهم في الصعيد والدلتا وغيرها من الأقاليم ويرى المفكر اليساري أحمد بهاء الدين شعبان أن فكرة البرلمان الموازي فكرة جيدة وجديرة بان تنفذ وهي الحل أمام تجبر النظام الحاكم الذي يزور الانتخابات بشكل علني وما حدث في مجلس الشورى الماضي إلا دليلا قاطعا على ذلك وكان لابد من البحث عن خيارات جديدة وإشكال جديدة من النضال أمام هذا التزوير فكانت فكرة المقاطعة وهي في حد ذاتها فكرة جيدة ولكنها ستكون سلبية إذا اكتفت المعارضة بالجلوس في المنزل ولكن إذا قمنا بعمل انتخابات موازية وتشكيل حكومة موازية بل وانتخاب رئيس جمهورية بديل ستكون أجدى وكافية بتوصيل رسالة إلى النظام والى الخارج أن هناك من هو أولى بالحكم وان هناك من يمتلك الشرعية وهناك من انتخبه الشارع بدون تزوير كما أن الفكرة في حد ذاتها تعتبر وسيلة جديدة من وسائل حشد الجماهير خلف فكرة العصيان المدني الشامل والتي استقر معظم القوى السياسية الوطنية على أنها الحل الوحيد لإصلاح مصر لان النظام لا يقبل النصح بل على العكس هو يعاند ما تراه القوى الوطنية في صالح الشعب ويفعل العكس لكي يثبت انه قوي !!! وبالتالي فلا مجال لإصلاح النظام والحل الوحيد هو بإزاحته كلية.