روما-أثينا- وكالات الأنباء: شهدت كل من إيطاليا واليونان بطلا أزمة منطقة اليورو الاقتصادية مساء أمس تطورات سياسية انعكست إيجابيا علي الوضع الاقتصادي في القارة العجوز, ففي الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء الإيطالي الجديد ماريو مونتي تأليف حكومته الجديدة والتي جاءت حكومة تكنوقراط, بهدف طمأنة الاسواق بأن ايطاليا ستقدم تضحيات من اجل الخروج من ازمة الديون التي تواجهها حاليا, نجحت الحكومة الائتلافية الجديدة في اليونان بقيادة لوكاس باباديموس النائب السابق لرئيس البنك المركزي الأوروبي في الفوز بثقة البرلمان, منهية بذلك مرحلة من عدم الاستقرار السياسي في اليونان الذي انعكس علي وضعها الاقتصادي. ففي إيطاليا, أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي تأليف حكومة تكنوقراط جديدة, وذلك بعد84 ساعة من المشاورات مع القوي السياسية والنقابات, واحتفظ فيها بحقيبة المال, فيما أسند وزارة الدفاع للقائد العسكري لحلف شمال الأطلنطي' الناتو' جانباولو دي باولا, والخارجية للدبلوماسي جوليو تيرسي دي سانتا أغاتا. وعين مؤسس جمعية سانت إيجيدو الكاثوليكية أندريه ريكاردي وزيرا للتعاون الدولي والاندماج, وهي المرة الأولي التي تحصل فيها المجموعة صاحبة النفوذ علي الصعيد الدبلوماسي علي مقعد وزاري, كما عين المدير التنفيذي لمجموعة إنتيزا سان باولو المصرفية كورادو باسيرا وزيرا للتنمية الاقتصادية. وتتضمن حكومة التكنوقراط ثلاث نساء, هن: المحامية نائبة مدير جامعة لويس الخاصة باولا سفيرينو وزيرة للعدل, والأستاذة الجامعية إليسا فورنيرو وزيرة للعمل, وأنا ماريا كانشيليري المعروفة بالمرأة الحديدية وزيرة للداخلية. والجديد هو أن مونتي استحدث وزارة سوبر للنمو تضم حقائب التنمية الاقتصادية والبني التحتية والبيئة, وعهد بها الي كورادو باسيرا رئيس ثاني أكبر بنك في البلاد' انتيسا سان باولو'. وأعلن مونتي أن هذا القرار يهدف الي' التركيز أكثر علي المبادرات المنسقة للنمو الاقتصادي و'تعزيز قلب الاقتصاد الحقيقي بأكبر قدر من العناية والتماسك'. ومن التعيينات المهمة في تشكيلة حكومة مونتي اسم انتونيو كاتاريجالا, رئيس سلطة مكافحة الاحتكار المالي, الذي تولي منصب وكيل وزارة في مكتب رئيس الوزراء. وذكرت صحيفة كوريرا دل سيرا الايطالية ان التشكيلة الوزارية الجديدة مكونة من' خبراء وليس سياسيين'. في الوقت نفسه, في اليونان, فازت الحكومة الائتلافية الجديدة برئاسة النائب السابق لرئيس البنك المركزي الأوروبي لوكاس باباديموس, بالتصويت علي الثقة في البرلمان نظرا لحصولها علي دعم أكبر حزبين وبعض أعضاء حزب' لاوس اليميني الأصغر. وفازت الحكومة الائتلافية الجديدة ب251 صوتا من إجمالي أصوات أعضاء البرلمان البالغ عددها003 صوت ليصبح هذا التصويت أول اختبار حقيقي لباباديموس منذ تعيينه رئيسا للوزراء.وفي هذه الأثناء, بعثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بخطاب إلي رئيس الوزراء اليوناني الجديد أعربت فيه عن أملها في أن يحالفه الحظ في مهمته الشاقة التي تولاها قبل أيام لانتشال اليونان من الكارثة المالية التي تعانيها والتي تهددها بالإفلاس. ومن ناحية أخري, أعربت ميركل عن تطلع بلادها للتعاون مع ماريو مونتي رئيس الوزراء الإيطالي الجديد, ووصفته بأنه' متخصص وعلي دراية جيدة بالوضع الاقتصادي في منطقة اليورو'.