استمرت أمس حالة الضبابية السياسية في كل من ايطاليا واليونان مع اقتراب رحيل رئيسي وزراء البلدين وبدء محادثات تشكيل حكومة جديدة في كلا البلدين تتولي اقرار الاصلاحات الاقتصادية التي يطلبها الاتحاد الاوروبي, في الوقت الذي اعلنت فيه المفوضية الاوروبية أمس عن تحفيض حاد لتوقعاتها بشأن نمو الاقتصاد الاوروبي محذرة من ان الاتحاد الاوروبي يواجه خطر الانزلاق الي ركود جديد. ففي اليونان,استؤنفت أمس المحادثات الماراثونية بين الأحزاب السياسية في اليونان لليوم الرابع علي التوالي للاتفاق علي تشكيل حكومة ائتلافيه جديدة للبلاد, بعد يوم سادت فيه الخلافات حول اختيار رئيس الوزراء الجديد و ساء الامر الي الدرجة التي دفعت رئيس الوزراء المستقيل جورج باباندريو الي التصريح بانه سيسلم السلطة الي ائتلاف ليس له وجود. وكانت مصادر حزبية قد كشفت امس الاول أن الاعضاء الكبار للمعسكرين الاشتراكي والمحافظ استقروا علي رئيس البرلمان الاشتراكي المخضرم فيليبوس بيتسالنيكوس لتولي رئاسة الوزراء و لكن ظهرت عقبات حالت دون اتمام الاتفاق حيث رفضت قطاعات كبيرة داخل حزب باسوك الذي يتزعمه باباندريو وحزب الديمقراطية الجديدة المحافظ تأييد بيتسالنيكوس بعد عملية بحث استمرت ثلاثة ايام عن شخص يقود الائتلاف الي حين اجراء انتخابات مبكرة في فبراير المقبل. وفي تطور لاحق عاد اسم النائب السابق لرئيس البنك المركزي الأوروبي لوكاس باباديموس للظهور مجددا كمرشح مفضل لرئاسة الحكومة. من ناحية اخري, ذكرت مصادر مصرفية امس الاول أن اليونانيين سحبوا خمسة مليارات يورو من مدخراتهم في البنوك, أي نحو ثلاثة بالمائة من اجمالي الودائع, خلال الاسبوع المنصرم بسبب الازمة السياسية المتفاقمة وخوفا من الخروج من منطقة اليورو. وفي ايطاليا,تدخل الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو في محاولة لتهدئة الاسواق الايطالية بعد ان قفزت تكاليف الاقتراض الي مستويات كارثية قائلا ان اجراء عاجلا سيتخذ لانهاء الازمة السياسية في البلاد. وأكد نابوليتانوفي بيان أنه لا يوجد أي شك في قرار رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني الاستقالة فور إقرار البرلمان اصلاحات اقتصادية في غضون أيام. وفي بادرة محتملة علي أنه يمهد الطريق أمام ما يوصف بأنها حكومة تكنوقراط, عين نابوليتانو المفوض الاوروبي السابق ماريو مونتي عضوا في مجلس الشيوخ مدي الحياة, وسط توقعات بأن يكون مونتي أكثر الشخصيات المرشحة لرئاسة حكومة تكنوقراط جديدة تسعي لتنفيذ اصلاحات اقتصادية وتقود إيطاليا إلي انتخابات جديدة في2013. ومن جانبه, أعلن رئيس الوزراء سيلفيو بيرلسكوني تأييده للمفوض الاوروبي السابق ماريو مونتي,أبرز المرشحين لخلافته, مؤكدا أن مونتي سيعمل لمصلحة البلاد.جاء ذلك في برقية تهنئة بعث بها بيرلسكوني الي مونتي ببهنئه فيها بتعيينه عضوا في مجلس الشيوخ مدي الحياة.