بكل ثقة ويقين نستطيع الآن أن نؤكد مجددا أن مصر تتعرض لحرب شرسة منذ ما بعد الثورة وحتي الآن.. خسرت فيها أكثر مما خسرته في نكسة يونيو1967 كيف؟!! أما كونها حربا.. فقد تعرضت مصر لكل ما يمكن أن تسفر عنه الجيوش الجرارة والأسلحة الفتاكة.. أرواح أزهقت ودماء أريقت.. وتراث أحرق.. ومبان دمرت.. وإنتاج توقف.. واقتصاد انهار.. وهيبة الدولة قد ضاعت.. ومقام القيادة والرئاسة قد أهين.. تفلت أمن.. وانكسار نفس.. وفوضي عارمة.. وخلل وتفكك وارتباك في القرار والمشهد السياسي.. انهيار وهزيمة بدنية ومادية ونفسية.. أليس هذا هو ما تفعله الحروب وتسفر عنه جحافل الجيوش.. فلماذا لا نسمي الأمور بمسمياتها.. ونقول إننا في حرب.. لكنها حرب متطورة وفي شكل جديد أكثر خبثا.. وأشد تآمرا.. وأقل كلفة! وقبل الخوض في التفاصيل لابد من التذكير بحقيقة كثيرا ما أشار إليها كبار الغربيين وغيرهم وهي.. أن العدو الاستراتيجي للغرب الآن وبعد سقوط الشيوعية هو الإسلام والمسلمون كما يرون! لهذا كان تحرك الجحافل الأمريكية والصهيونية والغربية للسيطرة والتمركز في أفغانستان ثم العراق ثم السودان وتقسيمها وغيرها. وها هو الدور علي مصر.. ولكن لأن مصر دولة لها ثقلها وقيمتها ووزنها الحضاري والتاريخي.. فلابد لها من إعداد خاص وأسلوب حديث في السيطرة والحرب.. لا يثير أهل الحمية والغيرة في مصر.. ولا يغضب الدول الكبري في الشرق مثل الصين وروسيا أسلوب سرطاني.. أسلوب الموت البطيء والقتل بلا ألم.. والانتحار الذاتي أي يقتل الإنسان نفسه.. وهو ما نعيشه الآن.. نقتل أنفسنا بأنفسنا.. ونخرب بيوتنا بأيدينا.. في ظل مخطط مدروس ومنظم.. وفي إطار تأثير نفسي وتهييج عاطفي وتضليل إعلامي وغسيل للأدمغة وصناعة الأزمات وحفر العثرات والوقوف أمام مسيرة أي خير.. حرب حقيرة.. تصنع الأزمة كتعطيل الإنتاج مما يزيد البطالة ثم تستخدم هذه البطالة وأصحاب الحاجة من النفوس الضعيفة في أعمال التخريب وإثارة الفتن والفساد.. مقابل أموال وعبث بأدمغة وصحة هؤلاء العاطلين.. حيث نشرت الصحف الرسمية صورا من هذا الإفساد المنظم.. ذكرت اعترافات بعض هؤلاء العاطلين بأنه قد كانت تقدم لهم المخدرات وحبوب الترامادول وغير ذلك.. وليس هذا بمستغرب.. فقد ذكر التاريخ حرب الأفيون بين الصين وبريطانيا وغيرهما.. وسماها التاريخ حربا. في هذه الحرب.. القتل والتدمير والإحراق بأيد مصرية.. وهذا مبلغ الأسي.. إنها حرب بالوكالة لا يتحمل فيها اعداء مصر من الخارج شيئا يذكر.. ومما يؤسف له أن هذا يتم تحت مسمي المعارضة وحرية الرأي من أبناء مصر!! يعزز هذا الرأي ويؤكده ويدندن حوله ليل نهار.. فضائيات وصحف مصرية تلهب نيران الفرقة وتساعد علي التخريب وتغطي سوءات المخربين وتقتل وتهين وتدفن كل أمل وكل خطوة نحو الإصلاح والنهضة. باسم المعارضة أهين الرئيس كأبشع ما تكون الإهانة.. وهو رمز القيادة ورأس الأمة. باسم المعارضة خرج قادة التخريب ليمنحوا المفسدين والمخربين من البلاك بلوك.. وغيرهم من البلطجية الغطاء السياسي وحرية التعبير عن الرأي!! باسم المعارضة ألقيت النيران علي القصر الرئاسي وأحرقت المساجد!! باسم المعارضة تم تسليح البلطجية والإنفاق عليهم بإغداق وبذخ ليحاصروا مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية ويحاولون إرهاب شيخه الوقور الشيخ أحمد المحلاوي ومن معه من المصلين المحاصرين.. ولكن هيهات لهم إن شاء الله!! الحرب شرسة وتستخدم فيها أنجس الوسائل وأخبثها.. إشاعات من الممكن أن تنال من مصر كلها.. مثلما أثير عن إقالة وزير الدفاع الأمر الذي كذبته الرئاسة واستنكرته القوات المسلحة!! الحرب شرسة.. حيث يحاول المحاربون المفسدون إحداث شلل تام لمصر بالدعوة للعصيان المدني والذي بدت نذره في بورسعيد مستغلين العواطف الملتهبة. إن الحقيقة المؤكدة أن يد الإفساد في كل المواقع واحدة.. وهي ليست معارضة وطنية.. ولكنها مجموعة من المتآمرين علي مصر.. الكارهين المعادين لمصر الإسلام.. مصر الأزهر.. مصر الحياة.. مجموعة من النخبة مصلحتها أن تعيش مصر في التخلف والظلام والتبعية.. نخبة لا تألوا جهدا في القتل وإراقة الدماء والتخريب والتدمير.. حتي يتهيأ لهم طريق الحياة علي الأنقاض كالبوم والغربان والوطاويط لا تعيش إلا في الظلام ولا تنعق إلا علي أكوام الخراب!! لقد حاصرت هذه الحرب المستعرة كل أفعال الرئيس والرئاسة ونالت منها ما نالت حتي أصابتها بالتراجع والضعف.. وهذا مبلغ الخطورة.. أن ينال العدو من الرئيس.. لأن ذلك نذير الضياع الكامل لا قدر الله ولهذا فإنه لم يعد ثمة وقت أمام الجميع وقبيل ضياع مصر أن نتحرك وننهض جميعا.. رئيسا وشعبا في مواجهة هذه الحرب وهذا الخطر وذلك بقيام الرئيس مرسي بكشف تفاصيل وأبعاد هذا المخطط وهذه الحرب مهما كان الثمن.. لأن ما سندفعه الآن أكثر بكثير مما سينتج عن كشف المخطط بالتفاصيل والأسماء.. وأؤكد أن الشعب سيقف خلفه ويؤيده.. كذلك لابد من الإسراع في حل مشكلات الشعب الأصيل الفقير وخاصة المشكلات اليومية كالخبز والوقود وغير ذلك. كذلك لابد من اتخاذ الرئيس قرارات تعيد للثورة قيمتها مثل تفعيل الحد الأقصي للأجور وتحقيق العدالة الاجتماعية ولو نسبيا. لقد أصبحنا ندرك أننا في وهم ولم نقم بثورة.. ولهذا يجب أن يعاد إلينا حقيقة الثورة وواقعها.. وأنه لا وقت مطلقا للضياع.. فالحرب تلاحقنا.. والتآمر الداخلي والخارجي علي أشده.. ومصر والشعب المصري لن يرحم أحدا تقاعس عن نصرتها أو عن كشف المتربصين والمتآمرين بها.. لأن القادم يحمل من المفاجآت ما لا تحمد عقباه.. فليس من السهل أن يفرط هذا الشعب المسلم فيما أنجزه من ثورة قامت ودم أريق وتضحيات وخسائر كثيرة.. كل ذلك في سبيل كرامته وعزته ونهضته.. لهذا لن يكون هناك تهاون ولا تفريط فيما أنجزناه مطلقا.. وسيكون القرار الوحيد مواجهة الحرب مهما يكن الثمن حماية لمشروعنا وحلمنا الكبير.. مصر المسلمة. ومشروعنا الاسلامي والوطني. لن يكون هناك تهاون مع من يتنازعون علي المناصب والكراسي من قيادات العمل الإسلامي.. ولهذا لابد من عودة التيارات الإسلامية وأحزابها إلي الله وليس إلي اللعبة السياسية القذرة التي بدا أساها إلي الخلاف الفج بين حزب النور وحزب الحرية والعدالة.. ما هذا الأسي وهذه الفتنة؟.. أين علماؤنا من قول الله: ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم. إننا في حرب خبيثة ومن أولويات الفقه وضرورات الشريعة أن ننشغل جميعا بحماية مصرنا الغالية من الضياع.. وأن تتوحد كل الصفوف لمواجهة هذه الحرب الشرسة التي يقودها بالوكالة نخبة من أبناء الوطن والتي نخرت ونالت من مقدرات الأمة وهيبة مصر وثرواتها أكثر مما أحدثته.. أي حرب سابقة ولو كانت نكسة يونيو.. اللهم إني بلغت.. اللهم فاشهد.