محللون: لم يحدث فى تاريخ مصر أن لجأت المعارضة للحرق والقتل والتخريب وقطع الطرق والسكك الحديد مثلما نرى الآن السفير سمير برهان: مصر تمر بأزمة قاسية بسبب النخبة السياسية.. والبلاك بلوك امتداد ل"عبدة الشيطان" و"الأناركية" مجدى أحمد حسين: مثلما كان المخلوع فريدًا فى حقارته وعمالته وإذلاله للشعب فإن محاولات فلوله فى الانتقام بالحرق والتدمير فريدة أيضًا د. ليلى الوزير: الحزب الوطنى كان يربى هؤلاء الشباب على البلطجة والتخريب ضد من يعارضهم ويتقاضون مرتبات على ذلك هناك فرق بين المعارضة وبين الحرب، وهناك فرق بين الحرب الشريفة والحرب الدنيئة التى تتم بشكل خفى، وبأسلوب العصابات الإجرامية، وتشهد مصر منذ أيام بداية موجة من حرب العصابات التى تتبع أحط الأساليب فى القتل والحرق.. التخريب والتدمير، وطالت هذه الأعمال الإجرامية مقدرات الدولة، وتهدد باندلاع حرب أهلية تجر مصر إلى الهاوية، والجديد فى هذه الحرب أنها تتم تحت غطاء سياسى، حيث تدعمها بعض فصائل المعارضة، ويباركها إعلام مصر الذى أصبح يتعامل مع مصر وكأنها "زوجة أبوه" وليست هى أمه. يقول الدكتور سمير برهان مساعد وزير الخارجية الأسبق إن مصر تمر الآن بأزمة قاسية للغاية، وهذا بسبب النخبة السياسية المعارضة التى تضع مصالحها الخاصة قبل مصالح الوطن، وهذا الوضع سوف يقود مصر إلى العديد من المشاكل الاقتصادية وسيؤدى إلى انهيار مؤسسات الدولة فى ظل غياب الأمن، وللأسف كل الأحداث التى حدثت فى كل المناطق بسبب تقاعس من الأمن فى أداء دوره، وذلك نتيجة الانتهاكات التى تعرضوا لها بعد ثورة 25 يناير وأصبحت يدهم مرتعشة ومهزومة ومنهزمين نفسيًا وليس لديهم الجرأة لتطبيق القانون، وهذا شجع على البلطجة والفوضى فى كل أرجاء مصر وعدم احترام للقانون، مشيرا إلى أن العنف الممنهج أفسد الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة، ثم الهجوم على العديد من مؤسسات الدولة، وأيضا محاولات الهجوم على وزارة الداخلية لهدم الجهاز من الداخل، والهجوم على أقسام الشرطة، كما أن العنف أصبح ظاهرة عامة فى الشارع المصري. وأضاف برهان: ما ذنب المواطن المصرى البسيط الذى يتعرض للاعتداء من قبل فئة مندسة تتظاهر وتعتدى على ممتلكات الدولة؟ وفى النهاية الضحية يكون المواطن البسيط الذى يدعى البعض أن كل هذه المظاهرات والاحتجاجات من أجل الدفاع عن حقوقه، ولكن الحقيقة أن كل هؤلاء يسعون لخراب مصر، هذه المجموعات مأجورة وهذه هى وظيفتهم الأساسية البلطجة والتخريب، ويساعدهم فى ذلك عدد من الشباب المتهورين الذين لا يدركون خطورة ما يفعلون، معتقدين بكل جهل أن هذا من أجل تحقيق مطالب الثورة، مؤكدا أنهم يتقاضون مقابل ذلك أموالاً من فئة تريد تدمير مصر وإجهاض الثورة وهم معروفون. وقال برهان إنه يجب على السلطة التنفيذية أن تعود لسابق عهدها وتقوم بتطبيق القانون بكل قوة وبشكل صارم مع المخربين والمفسدين، ولا تتراخى فى تطبيق القانون ولا تخشى الحكومة ردود فعل الشارع المصرى أو الخوف من تطبيق القانون مراعاة لمصالح سياسية، مشيرا إلى أن مصر دولة قانون، لذلك من المفروض أن يتم تطبيقه بفاعلية على كل من تجاوز حدوده وارتكب جرم أو قام بالتخريب يجب أن يحاسب وبحزم، ولا يجب أن يترك الوضع هكذا، حيث إن كثرة الاحتجاجات والتظاهرات والاعتراضات ستتسبب فى انهيار الاقتصاد المصري، وبدأ العالم يتكلم عن مصر وكأنها بلد إرهاب ترهب وتروع المواطنين الآمنين، وهذا ظهر بعد الثورة وما زالت هناك بعض المفاجآت ستطفو على السطح مثل "البلاك بلوك"، هذه المجموعة موجودة فى مصر منذ أكثر من خمس سنوات فهم عبدة الشيطان وجماعة الأناركية ودورهم الإطاحة بالحكومة وتخريب وتدمير مصر ولابد من مواجهتهم بكل قوة، فمهمتهم الآن هى التخريب والتدمير لانهيار الدولة، ويجب وضعهم فى المعتقلات وإبادتهم والتصدى لهم وإن وصل الأمر لقتلهم، فهذه المجموعة تشكل خطورة بالغة على المجتمع المصري. ويقول مجدى أحمد حسين أمين عام حزب العمل الإسلامي: نحسب أن ما حدث فى الأيام القليلة الماضية من أعمال عنف همجية باسم ممارسة العمل السياسى أو الثورة، جريمة لا مثيل لها فى تاريخ مصر، فكما كان حكم المخلوع فريدا فى حقارته وعمالته وإذلاله للشعب، فإن محاولاته المستمرة للانتقام والحفاظ على مكاسب عناصره وأسيادهم فى الخارج أيضا فريدة وعجيبة ولا نظير لها فى تاريخ مصر، ولم نسمع فى تاريخ مصر عن معارضة سياسية أو حزبية تحرق المقرات والمبانى العامة وتنهب المنقولات منها وتعتدى على الأموال الخاصة وتستأجر البلطجية وتؤسس أجنحة مسلحة للقتل العشوائى وترهيب المواطنين وتثبيتهم فى الطرقات، وقطع الطرق والجسور والسكك الحديدية والمترو، ومحاولات لاقتحام محطات الكهرباء، وحتى اقتحام السجون والأقسام (وهذا امتداد لأفعال عصابة العادلى فى بداية ثورة 25 يناير)، ولكن يبقى فى المقدمة قتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق، فهذه من الكبائر التى تؤدى إلى الخلود فى النار، والتعرض لمضاعفة العذاب، حيث إن قتل أكثر من 30 مواطناً بصورة عشوائية أو من خلال استهداف أفراد الشرطة غير المسلحين فى بورسعيد بأسلحة نارية، خفيفة ومتوسطة هى جريمة منظمة ومدبرة، ونفس الشىء حدث فى السويس وأدى إلى سقوط 9 ضحايا، وحرق كل أقسام الشرطة والدفاع المدنى، ومن قبل قتل هؤلاء المجرمون 9 ضحايا عند الاتحادية، بالرصاص والخرطوش، وكانت الجثث توجد فى السويس فى أماكن بعيدة عن المظاهرات فى إشارة واضحة لقتل عشوائى، وكذلك هناك شكوك جدية عن حادث القطار فى البدرشين الذى راح ضحيته العشرات بأنه من فعل فاعل. ويقول حسين: إذن هناك استخفاف بدماء المصريين واستهانة لم نعرفها فى تاريخ العمل السياسى، ونحن نحمل قادة جبهة الإنقاذ المسئولية عن هذه الدماء الزكية التى راحت ثمناً لتعطش بعضهم للسلطة، ولكراهية بعضهم للإسلام، وتم استغلال الثورة وغضب الشباب وقتل المصريين عن عمد، وقتل النفس التى حرم الله قتلها لا يوجد أى مبرر أخلاقى أو سياسى لها، لم نر ثوارا يسرقون أجهزة الكمبيوتر والتليفزيون كما حدث ورأيناه على الشاشة فى مبنى محافظة الإسماعيلية، لم نر طوال الثورة من ينهب المحلات إلا بلطجية مبارك والعادلى، لقد سقطتم سقوطا تاريخيا وأخلاقيا مدويا. وقال حسين: إذا كانوا يزعمون أنهم أغلبية فلماذا لا يستعدون لانتخابات بعد أيام ليحصلوا على أغلبية المجلس التشريعى ويشكلوا حكومة، مؤكدا أن هذا أفضل من حرق الوطن، أليس وأفضل من استمرار دعوتهم للحكم العسكرى الذى يرفض هذه الدعوة الخبيثة. وأكد حسين أن ما يطلق عليهم قادة جبهة الإنقاذ هم المسئولون سياسيا وجنائيا عن كل هذه الجرائم ولا بد من محاكمتهم عليها، فلم يعد سرًا أن الأموال توزع على البلطجية، وأن ذلك أصبح يتم علناً فى الشوارع بصورة تسمح بالمشاهدة المباشرة ورأى أعضاء حزب العمل ذلك بأنفسهم، وكل الحاصلين على هذه الأموال يستخدمون المولوتوف وغيره من الأسلحة البيضاء أو النارية، وزعيمهم شفيق أعلن من الإمارات أن حرب الشوارع ستتواصل إلى أبعد مدى. وأجهزة الأمن تعرف الممولين المباشرين بالاسم وتتركهم. ويضيف حسين أن الطغيان الحقيقى والإجرام الحقيقى يأتى الآن ممن يسمون أنفسهم جبهة الإنقاذ ولا تتصوروا أن الشعب غافل عن حقيقتكم، مؤكدا أن الشعب يرفض الأداء المنخفض للبلاد بعد الثورة فيما يتعلق بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسة الخارجية، ولكن كل ذلك ليس مبررا للتخريب، ونؤكد أننا نعارض أداء الحكومة المنخفض، ولكن يجب أن نتعاون معها ومع عدد من القوى الوطنية والإسلامية لتقديم بديل آخر لإنقاذ مصر سريعا، حيث إننا وصلنا لطريق مسدود، كما أن المعارضة تريد أن تسقط الشرعية عن النظام، وهذا يضع البلاد فى دوامة الفوضى، مشيرا إلى أن الخطر الرئيسى على الوطن من هذه المجموعات التى تحرق الوطن لصالح فئة معينة، لذلك يجب القضاء عليهم. وتقول الدكتورة ليلى محمد الوزير مستشارة بمجلس الشورى وأستاذ القانون بجامعة القاهرة إن مصر مستهدفة من مجموعة عصابات والشعب المصرى يساعد هؤلاء المخربين على تدمير هذا الوطن، لأن كل واحد مش عارف دوره وبعد سماع خطاب الرئيس مرسى تأكدت أن هذا الرجل يعلم دوره جيدا، ولكن للأسف الشعب لا يساعده فى أداء دوره ولا يريد أن يساعد نفسه ومن المفروض فهم أن كل فرد عليه دور فى بناء هذا الوطن وأن يتقى الله فى مصر. وحملت الوزير المسئولية الكاملة للأمهات الذين لا يراعون الله فى تربية أبنائهم، ولم تبث بداخلهم روح الإيمان، وأصبح أغلب الشعب المصرى لا يخجل من مخالفة القانون أو يخشى الله يريد أن يأكل دون أن يعمل، ويحصل على المال من أى مكان دون أن تسأل الكثير من الأمهات من أين لك هذا، وتقوم المعارضة بشحن الشعب ضد الحكومة لمصلحتها وتصرفاتها غير المشروعة لاستغلال هؤلاء الشباب لتقودهم إلى التمادى فى الإجرام والبلطجة والمفاهيم الخاطئة والسماح له بالسرقة وإن منعته من هذه السرقة التى اعتاد عليه يغضب ويثور. وقالت الوزير إن الحزب الوطنى كان يدرب هؤلاء الشباب على استخدام العنف والبلطجة فى السابق وكان هذا هو مصدر رزقهم والأم تشجع أبنائها على ذلك لأنها وظيفة يتقاضى منها أجرا، كان حلالا أو حراما ليس مهما، المهم فلوس وخلاص، فهذه المجموعة كان النظام السابق يدربها ويؤهلها للتخريب ويستخدمها فى الانتقام من معارضيه، ومجموعة البلاك بلوك تابعة للنظام القديم الذى زرع العديد من المجموعات داخل مصر كعبدة الشيطان ويطلقون على أنفسهم الآن البلاك بلوك تربوا وترعرعوا على يد نظام فاسد، والمعارضة والإعلام الفاسد يشجعهم على ذلك وهذا سيقود البلاد إلى الأسوأ، وأيضا يقومون باستغلال الشباب المتعلم الواعى وتلعب على وتر غير الكفء الذى يمتاز عنك فى كل شىء يجب أن يعلم الشباب أن زمن الواسطة والمحسوبية انتهى، ولكن مصر تحتاج لمهلة لتوفيق أوضاعها وأن زمن الطغاة انتهى. وتصيف الدكتورة ليلى أن ما حدث فى بورسعيد من أجل تطبيق القانون وصدور حكم ضد المتهمين فى مذبحة بورسعيد بالإعدام مأساة ومهزلة بكل المقاييس، ويجب على الأهالى الذين خرجوا يصرخون بعد سماع الحكم وظلوا يخربون فى مؤسسات الدولة بمساعدة مجموعة مندسة أن يضعوا أنفسهم مكان أبناء ضحايا مذبحة بورسعيد الذين قتلوا غدرا من أجل مباراة وليتها شىء مفيد، فمصر لم تبن بالكرة وبس، واستغل ذلك الحدث مجموعة فاسدة لتصفية حسابات وإشعال الفتنة فى مصر، هؤلاء الأهالى المكلومون على فلذات كبدهم من حقهم أن تبرد قلوبهم المشتعلة على قتل أبنائهم وهم لا يريدون إلا القصاص العادل. ويقول العقيد محمد عوض إن هناك من يريد تدمير هذا الوطن ويستغل عدم انتماء الشباب لوطنهم والحكومة لا حول لها ولا قوة، فمؤسسات الدولة مازال موجودا بداخلها المخربين والمفسدين ومصلحتهم تقتضى إسقاط النظام الحالي، والحكومة الجديدة قادرة على التخلص منها، وكل ما يحدث الآن من فوضى مخطط للضغط على الشعب الفقير غير المؤهل ضد أعدائه والذى ينساق وراء شعارات خداعة باسم الديمقراطية، والديمقراطية لا تكون بتخريب مصر، فالطرف الثالث مازال موجودا داخل مؤسسات الدولة وهو وراء هذه المجموعة الشرسة التى تسمى "البلاك بلوك"، ويشجعون الشعب على التظاهر والاحتجاج والتخريب، وبذلك الشعب المصرى ينساق وراء هؤلاء المخربين الذين يطلقون على أنفسهم معارضين للنظام بحجة عدم وجود أمل فى الحياة، لذلك يجب على الجوامع والكنائس أن تقوم بدورها فى توعية الشعب، فهى القدوة الحسنة للشعب، وأن تقود الشعب إلى الطريق الصحيح، فهى الراعى غير الموجود والقدوة التى سقطت.