هم أنفسهم بالوجوه البائسة التي رأيناها في كل أحداث الفوضي منذ الثورة وخلال الفترة الانتقالية التي ادارها المجلس الأعلي للقوات المسلحة بكثير من النيات الحسنة ولكن بقليل من الخبرة السياسية مما ساعد علي نمو هذا السرطان الجديد الذي ينخر في جسد الأمة المصرية. هذه الوجوه المتخلفة الجاهلة هي ذاتها التي أحرقت المجمع العلمي وأشعلت نيران أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وهي التي لا تعرف معني للوطن أو الثورة أو الكرامة والحياة الحرة.. هم فقط لا يعرفون سوي من يدفع أكثر ويملئ بطونهم ببعض اللقيمات.. انهم بعض من نتاج الفقر والحرمان والجهل في العهد الماضي الذين حولتهم الثورة واختلافات النخب السياسية وصراعهم علي ابتلاع لحم مصر الحي, الي وقود لنيران تشعل جسد الوطن المتعب, وبلطجية لا يعرفون سوي لغة المال الذي يحركهم اينما تأمرهم الجهات المستفيدة من استمرار حال مصر في التدهور أكثر وأكثر حتي يمكن تنفيذ مخططات التقسيم. عار علينا نحن المصريين أن نستسلم لهذه الفئات التي تمرمغ بتاريخ أمتنا الحضاري في تراب الاستخفاف بمصير الوطن في لحظات هو أحوج الي التجمع والتكاتف من أجل النهوض من عثرة قد تكلفه كل المستقبل.. عار علينا أن نظل في حال الخوف من هذه العصابات المنظمة والمدفوعة الأجر.. عار علينا أن نظل هكذا في حالة العماء الكامل رغم كل ما نمتلك من أجهزة استخباراتية تسمع وتري كل لمحة وهمسة.. عار علينا أن نعرف ولا نفضح هذه القوي المتآمرة علي مصر الثورة والتاريخ والامكانات الضخمة.. عار علينا أن نظل هكذا نمد أيدينا نشحذ لقمة العيش ولدينا كل هذه الثروات تحت الأرض وفوقها.. عار علينا أن نسمح للمؤامرة الكبري أن تكتمل. الذين هاجموا السفارة الأمريكية هم في الحقيقة من صنف الذين لا يعرفون كلمة واحدة عن التوحيد والايمان.. هم مدفوعون بشظف العيش وحقارة الحياة ممن يحركهم ويدفع لهم, ولا مجال لأحاديث المرتعشين الذين يرتعدون خوفا من أن ينالهم غضب المخططين وهؤلاء الفوضويين.. هؤلاء الصبية يتحركون بالريموت كونترول لاستفزاز قوات الأمن لعلهم يقتلون أو يصابون عسي أن تنالهم عناية الدولة مثلما اعتنت من قبل بكل رفاق البلطجة وأعمال التخريب والفوضي.. قاتل الله الفقر والعوز. قد يكون للمجلس الأعلي للقوات المسلحة في الفترة الانتقالية بعض العذر في الوقوف مكتوف الأيدي ازاء هذه الفوضي المعروفة أهدافها مسبقا, خوفا من تلك الاتهامات التي كانت جاهزة دوما بقتل المتظاهرين والرغبة في الاستيلاء علي السلطة.. ولكن الآن وفي ظل الرئيس المدني المنتخب, لماذا تأخرت كثيرا لحظة المواجهة الحاسمة مع هذه العناصر.. لماذا ترتعش الأيدي في مواجهة هؤلاء المخربين ؟. وعندما نتحدث عن الأيدي المرتعشة فلابد أن نلفت نظر السادة معاوني النائب العام, وهم جزء أصيل في المنظومة القضائية ونقطة البداية في تحقيق العدل المؤدي الي الأمن الشامل.. لماذا يا سادة أصدرتم أوامركم النافذة بالافراج عن الخمسة الأشقياء الذين تم القبض عليهم في أول يوم لهذه الأحداث الكارثية ؟ وهل تدركون أن هذا القرار كان له الأثر الكبير في تشجيع بقية الأشقياء والممولين من جهات لابد من التوصل اليها, علي الاستمرار والتمادي في افعالهم الطائشة التي شوهت صورة الثورة بأكثر مما هي مشوهة ؟. أما عن هؤلاء الأنذال الذين انتجوا هذا الفيلم المسئ ضمن سلسلة من حلقات الخيانة للوطن الأم.. هؤلاء كانوا يبتزون نظام مبارك الفاسد وكان يسكت عنهم خشية أن تنفتح عليه أبواب جهنم.. أما الآن فعلي الدولة المصرية الحديثة بقيادة الرئيس مرسي أن تضرب بكل غلظة وقوة القانون الصارم علي أيدي هؤلاء الخونة.. وهم علي أي الأحوال نفر قليل باعوا أنفسهم للشيطان ولأمريكا واسرائيل ويشوهون صورة الكنيسة المصرية وأقباط المهجر. المزيد من مقالات محمد السعدنى