أكد العلماء والمفكرون مسلمين وأقباطاً أن ما يحدث الآن علي أرض مصر يصب في صالح أجندات خارجية هدفها الوقيعة بين المسلمين والأقباط وإحداث فتن للقضاء علي هيبة مصر وقوتها أمام العالم. أوضحوا أن هذه المسيرات الطائفية لن تصب في مصلحة الوحدة الوطنية ولا لصالح مصر ولكنها تكريس لسياسة العزلة بين الطرفين وإحداث وقيعة بين أبناء الوطن الواحد. أشاروا إلي أن ما حدث استجابة لدعوة أعداء مصر الذين يهدفون لتخريب وهزيمة الوطن وعلي حكماء الأمة مسلمين ومسيحيين أن ينحوا الشعارات جانباً وأن يضعوا الحلول العملية لمنع تكرار ما حدث وأن يضربوا بيد من حديد علي المتسببين في هذه الأحداث وغيرها الذين يحاولون إجهاض الثورة ويحولونها إلي فتنة وفوضي يستفيد منها أعداء الوطن. الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان قال إن الحل الأمثل لما نعيشه الآن من أحداث الفتنة ضرورة وضع آليات مؤسسية يقودها علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي ووضع إدارة للأزمات دون كلمات رنانة أو فرقعات إعلامية ووضع نظام مؤسسي للقضاء علي الفتن في مهدها وأن يكون الطرح فيها بصدق. أضاف أن كل ازمات مصر يمكن أن تحل شريطة أن يتحرك المخلصون المتجردون الأمناء الذين يعملون لنصرة دين الله. لا نريد من يتحرك لأجل حزب أو زعامة وليس من حقي أن أقصي الآخر ولا الآخر يقصيني. وأوضح الشيخ حسان أن الأقباط والمسلمين يركبون سفينة واحدة إن غرقت غرق الجميع وإن نجت نجا الجميع. وقال إن ما حدث بداية خطيرة.. ولا نريد لأي عالم أن يقول كلمة واحدة تأجج المشاعر وتثير العواطف وعلي الحكماء أن يتحركوا قبل فوات الأوان. وخاطب الشيخ حسان المسئولين في المجلس العسكري ومجلس الوزراء قائلاً: الأمر يحتاج حزماً وحسم لأي مخالف ومخطيء يطبق عليه القانون فوراً وبأقصي سرعة وأن الخلل والتباطؤ مع المسيئين سيزيد النار اشتعالاً والفتنة خطراً. وأي مخطيء مسلماً كان أم مسيحياً يحاسب ويطبق عليه القانون ومن يثير المشاعر ويحركون الفتنة يجب أن يحاسبوا بكل قوة وحزم وإلا فلا نلوم إلا أنفسنا. دعا الشيخ حسان إلي تغيير سياسة "الطبطبة" لأن هناك مخططاً واضحاً ومرسوماً لتدمير مصر وإسقاطها وإلا فما معني أن أخرج وأحتج وفي يدي سلاح. فما هي النية وما هو الهدف فهذا قتل مع سبق الإصرار والترصد. جذور المؤامرة ويطالب الدكتور محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعية الشرعية بضرورة استشعار الخطر الموجود من الداخل والخارج علي استقلال مصر ووحدتها.. واستدعاء المخطط القديم الذي أعلنت عنه الولاياتالمتحدة مراراً مثل الفوضي الخلاقة والشرق الأوسط الجديد وإعلان الصهيونية عن تقسيم دول الشرق الأوسط ومنها مصر علي غرار ما تم في السودان والأموال التي تتدفق علي بعض الجهات لإثارة الشغب واستخدام البلطجية والاستعانة بفلول النظام لإحداث تلك الفوضي قبل الانتخابات التي أعلن عن بدء إجراءاتها الأربعاء القادم.. وهم لا يريدون الاستقرار لهذا البلد.. وكذلك لابد من التحذير من الشعور بأن مرحلة الدولة الرخوة في المرحلة الانتقالية إذا لم يحصل علي حقه ولو عنوة في هذه المرحلة لن يحصل عليه مستقبلاً وشجعهم علي ذلك استجابة الحكومة لكثير من المطالب الفئوية بعد المظاهرات والاعتصامات. دعا الدكتور محمد عبدالمنعم البري رئيس جبهة علماء الأزهر والأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر.. حكماء الأمة من المسلمين والمسيحيين إلي الجلوس سوياً في أسرع وقت وبقلب وعقل مفتوح يضع مصالح الوطن فوق كل اعتبار لدراسة أسباب الفتنة ووضع حلول عملية لمنع تكرارها وتأديب المتسببين فيها بأقصي عقوبة لأنهم يتلاعبون بأرواح الأبرياء في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر حيث يجهضون الثورة ويحولونها إلي فتنة وفوضي لن يستفيد منها إلا أعداء الوطن في الداخل والخارج. وأكد الدكتور البري أن مصر سيحفظها الله ولكن لابد من القصاص العادل من المجرمين وذلك تطبيقاً لقوله تعالي: "ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب".. وإذا تم تطبيق القانون بحزم فإن المتآمرين علي مصلحة الوطن من شياطين الإنس سيدخلون الجحور. كلنا خاسرون أما المستشار إدوار غالي الدهبي - نائب رئيس هيئة قضايا الدولة الأسبق فيري أن ما حدث ليس في مصلحة مصر وكلنا خاسرون مسلمين ومسيحيين وكلنا يهزم الآخر ومصر هي الخاسرة بمسلميها وأقباطها. وقال إن الذين قاموا بهذه الأحداث مخربون واستجابوا لأعداء مصر في الداخل والخارج ومن مصلحتهم تخريب الوطن وهزيمته وعلي ولاة الأمة أن يطبقوا الدين. كما أنزل ولا يفسرون نصوصه علي هواهم وأقول للذين يثيرون هذه القلائل وهذا التخريب أنتم لا تفهمون دينكم علي حقيقته. فالمسيح يقول: "أحبوا أعداءكم.. طوبي لصانعي السلام". فالإسلام والمسيحية لا يقران مثل هذه الأفعال فالمشاكل لا تحل بهذه الطريقة ولابد من الجلوس علي مائدة المفا وضات ومناقشة المشكلات مناقشة علمية لصالح مصر.. أما هذه المسيرات الطائفية فهي تضر أكثر مما تفيد وليس لها أي قيمة ولا تحقق أي مكاسب بل هي تكرس العزلة والحكومة عليها أن توجد حلولاً لما يحدث في مصلحة الشعب. فتنة كبري أما الدكتور أيمن نور المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية فيري أن ما حدث هو فتنة كبري هدفها إسقاط مصر ولم يستبعد أن تكون هناك أيد عابثة تريد إثارة الفوضي وإشعال النار في مصر. وأضاف قضايا الأقباط يجب أن يتم معالجتها بالقانون وأن يكون القانون ناجزاً لأن العدالة البطيئة لا تختلف عن العدالة الظالمة. وقال مسيرات الأقباط أصبحت خطراً داهماً في هذه الظروف لأن هناك من يندس فيها ويشعل النار. ويقول الدكتور عبدالله الأشعل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إن ما حدث كا رثة كبري ولا تصب إلا في صالح المستفيدين من انهيار الدولة وضياع ثورتها. وأضاف: المسيرات الطائفية التي يتم فيها رفع الصليب تعطي دلالات دينية والمفترض أن مطالبهم قانونية ويجب أن يتم حلها في إطار القانون الذي يحكم جميع المصريين. وأشار إلي أن المسيرات الطائفية خطر جداً خاصة وأن هناك من يندسون بينها ويعملون علي إشعال الفتنة الطائفية. سابقة خطيرة من جهته اعتبر المفكر القبطي جمال أسعد ما حدث تصعيد خطير وسابقة هي الأولي من نوعها في تاريخ أقباط مصر الذين استخدموا السلاح في تلك التظاهرة التي كان يفترض أنها سلمية وكل هذا يوجب أن يتم وضع الأمور في نصابها الصحيح ولذا نطرح تساؤلات منها: لماذا لأول مرة في تاريخ أقباط مصر يتم استخدام السلاح؟! وهل هذا رد علي فض المظاهرات الأسبوع الماضي بالقوة؟! أم هل تم اختراق الشباب القبطي من قبل لهم مصالح من الداخل أو الخارج؟ وهل هناك علاقة بما حدث من إعلان الدولة القبطية وطلب الحماية الدولية؟ أم أن هناك علاقة بين ما حدث ومحاولات نشر الفوضي الخلاقة ودعوات تقسيم المنطقة؟!! أشار إلي أن كل هذا يستوجب ضرورة التحرك الفوري والانتباه للمشكلة كبداية للحل الصحيح من خلال تطبيق القانون بشكل كامل وفوري علي الجميع وعلي المخطئين بكل حزم أياً كان موقعه وعدم العودة للوراء فالقانون وتطبيقه هو بداية الحل الصحيح. وأكد المستشار عبدالراضي أبوليلة رئيس محكمة جنايات أسوان أن أحداث أمس الأول عملية هوجاء اختلط فيها الحابل بالنابل. مشيراً إلي أن المسلمين والأقباط في مصر علي طول الزمان رجل واحد ولم تحدث فتنة بهذا الشكل. خاصة أي أحداث مشابهة مثل ذلك يتم إخمادها. واشار إلي أن هذه العناصر من بقايا فلول الحزب الوطني المنحل الذين يريدون تعكير صفو البلاد وعدم عودة الحياة السياسية ويرغبون في الانتقام من الجيش والشعب معاً. ووصف الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية أن ما حدث فتنة سياسية يقصد بها أحداث الوقيعة بين الشعب وتوريط الجنس وإظهاره أنه يسحق المتظاهرين. وقال إن هناك مخططاً يجمع أصحاب المصلحة من بقايا أمن الدولة المنحل. وأعضاء الحرب الوطني وبعض رجال الأعمال لإحداث الفوضي والعمل علي إسقاط هيبة الدولة.