قامت الثورة واسقط رأس النظام ومعه اسقطت قصدا السترة الواقية من الرصاص عن جسد مصر فأصبح عاريا مباحا لكل من يريد اطلاق الرصاص. الاعداء وحتي النيران الصديقة توجه سهامها وطلقاتها الي الجسد الضعيف اصلا بسبب امراض واوجاع عصر مضي هتك السلوك والقيم قبل ان يسقط الجسد. وساعد في تزايد ضعف الجسد انه بقدر ما نجحت الثورة في احداث تغيير خارجي علي الجسد لكنها فشلت في احداث تغيير ايجابي داخله بل سارعت بأعادة صياغة مفاهيمه ومبادئه وقيمه بفعل الانهيار المفاجيء لحاجز الخوف والهيبة ومعهم دولة القانون كرد فعل لوقوع الحدث. ونظرا لانه لم يكن للثورة اب واحد وفي ظل نجاحها اصبح لها مليون اب وربما أكثر, جميعهم يطالبون بحقهم فيها او نصيبهم منها ومن هنا بدأت التفككات ثم التحزبات وبالتالي الصراعات. ولكي تقوي التكتلات كان لزام عليها أن تستمد العون من قوي اكبر فظهرت امريكا والاتحاد الاوروبي وايران وغزة وبعض من دول الخليج في الصورة تمويليا احيانا وسياسيا احيانا وحقوقيا احيانا اخري وهذا لايتعارض مع المخططات السابقة التجهيز لتفتيت الدول العربية بشكل عام لحسابات الطاقة من ناحية والاسلام من ناحية اخري وبشكل خاص لضمان امن اسرائيل. ومن ثم فليس صدفة حدوث ثورات الربيع العربي في آن واحد وتدخل القوي الخارجية لحسم صراع الثورات الذي لم يحسم بعد. وبصرف النظر عن التدخلات الخارجية فهي لن تفلح لو كان الجسد المصري قويا متينا ولكن وبسبب ضعفه السابق الحديث عنه هزته الضربات المتتالية وبالذات الموجهة من اصحاب الوطن والمتظللين بسمائه والشاربين من نيله والحاملين لاسمه. فمن يهدد بقطع الاتصالات والانترنت وبغلق العبور في قناة السويس وبوقف خطوط الانتاج.. ويغلق المصانع ويعطل المواصلات العامة ويضرب عن العمل في المستشفيات ومن يعتدي ويقتل رجال الشرطة ومثلهم من الجيش ويحرق مركباتهم ومدرعاتهم أليس عدوا لمصر.. ومن يخرج علينا من شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد ليثير الشعب, يفعلونها باسم الحرية والبحث عن الحقيقة أحيانا وباسم البطولة الثورية احيانا اخري وهم لايدركون ان الشعب الطيب النقي قد مل منهم وأصبحوا يكررون أخطاء الماضي البغيض أليسوا أعداء لمصر. ومن يصر علي اثارة الشغب في الملاعب ومن يصر علي تحقيق مطالبه أو حرق البلد كله ومن يطالب بأعادة بناء الدنيا اليوم وليس غدا أليسوا اعداء للوطن. أما طوفان البلطجية الفاجرة والباعة المتجولين واصحاب المحال المفترشين للارصفه واحيانا لنهر الطريق دون اكتراث بالعابرين وسلوك سائقي النقل والميكروباسات والتكاتك والقاء القمامة وردش المباني بالطرق وتدني الاخلاقيات أليس هؤلاء أشد اعداءا للوطن. اما المظاهرات والاعتصامات المتتابعة المتزايدة بسبب وبدون سبب وكان أصحابها لايريدون للوطن ان يهدأ ابدا, تري هل هي بالصدفة؟! والحل كما اراه أن عودة الامن وبقوة رادعة شرعيه وحضارية اصبح ضرورة حتميه قومية ينجزها الشعب. ان ادارة الدولة يجب ان تكون بأحداث الفعل وليس ان تكون في موقف رد الفعل.. اقصد ان قرارات الدولة يجب ان تكون سابقه لاحلام وتصرفات الشعب بتركيباته المختلفة وحتي تجهض الالغام النائمة. ان تبرير قرارات ادارة الدولة او قرار تأخيرها أمر لازم وفي حينه بشفافيه مطلقة حتي يشعر الشعب انه جزء من النظام وليس تابعا له. ان الاعلان الفوري عن اسماء المتهمين في اي حدث جنائي وبالوثائق وبالذات المرتبطة بالامن القومي وتحديد واضح لموعد المحاكمات وبالتالي الاحكام بعيدا عن لعبة التوازنات والايادي المرتعشة. المزيد من مقالات محمد حسن رسمى