بدأت أمس أعمال مؤتمر "إعلام المستقبل في أعقاب ثورات الربيع العربي" الذي نظمه الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل بحضور ستيفان فولى المفوض الأوروبي لشئون سياسة الجوار والتوسع. ويشارك في المؤتمر الذي يركز حول "ربيع الإعلام في بلدان الربيع العربي" أكثر من مائتين من كبار الإعلاميين والصحفيين من مصر وفلسطين والأردن وتونس والمغرب والدول الأوروبية ودول القوقاز وشرق أوروبا وخبراء أوروبيين وعرب في مجال الإعلام. وتركز أعمال المؤتمر الذي تستمر لمدة يومين على عدد من الموضوعات المتعلقة بمستقبل الإعلام والصحافة على مستوى العالم ومن بينها السياسة الإعلامية والديمقراطية، حرية التعبير، تعددية وسائل الإعلام، حقوق المساواة في المجال الاعلامى، بدءا من حقوق الملكية الفكرية ووصولا إلى الصحافة العالمية في العالم المتغير.
ويناقش المؤتمر الذي يعقد في ختام الدورات التدريبية التي نظمتها شبكة الصحفيين لدول الجوار الأوروبي على مدار السنوات الثلاث الماضية - الإعلام الاجتماعي وثورات الربيع العربي، الدور الذي يقوم به الإعلام في التوعية ودعم الديمقراطية وحرية التعبير بالإضافة إلى دور الانترنت شبكة التواصل الجماهيري وشبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك والتويتر في هذا الإطار فضلا عن التغطية الإعلامية والصحفية في المناطق التي تشهد صراعات. . وقال جاك شينكر، مراسل صحيفة الجارديان البريطانية في مصر منذ عام 2008 ، أنه في عهد مبارك أكثر من 90% من المصريين يعيشون في فقر، إلا أن الإعلام لم يستطع تناول هذه القضية.. إلا أن شبكة المعلومات العنكبوتيه كانت الملاذ لتجد ما أمكن للإطاحة بالأنظمة السياسية.. ولعبت دورا في مصر وتونس. مبارك كان شخصا ينبغي التخلص منه خاصة في ظل تردي الأوضاع الإقتصادية.. والتواصل بين فئات المجتمع والنشطاء ساهم في هذه الثورات، وبالطبع ليست هي العامل الرئيسي وإنما اتفاق المصريين والتفافهم حول هذه المطالب.. بداية من صفحة "كلنا خالد سعيد" والتي ساعدت بشكل كبير في مواجهة السلطة. و اشترك معظم المتحدثين في أن استخدام الشبكات الإليكترونية كان لها دورا كبير في الثورات، كان لم يتحقق منذ عشر سنوات لولا وجود هذه المواقع الإليكترونية التي ساهمت وقامت بالتعبئة الفورية عبر الفيسبوك، بالرغم من المحاولات المتكررة من حكومات هذه البلدان لحجبها وتعطيلها. حيث لعبت الشبكات الإليكترونية دورا مهما وتعطي فرصا لتفاعل المواطنين حول الآراء، لكن هذه الشبكات قد لا تركز على المحاور الأساسية والرئيسة التي قد تفرغ الثورة من مفهومها، والتي يجب أن يلعب الإعلام هنا فيها هذا الدور من خلالها دورا مهما أكثر تأثيرا في المجتمع. ويرى البعض أن الفيسبوك وتويتر يرمزان إلى الشعور بالتقارب مع الغرب.. لكن المشكلة تكمن في الإعلام التقليدي وأسلوب تناوله للأحداث، فكان لتواصل الجمهور دورا كبيرا. وعن الأحداث المؤسفة التي وقعت الأحد الماضي في مصر، قال جاك شينكر، مراسل جريدة الجارديان البريطانية في مصر، أنه كتب عنها لصحيفته، أن الجيش حاول أن يدافع عن نفسه بمحو بعض المعلومات الخاصة بمبارك وكان هناك تكتيكا لإثارة التوتر بين الطوائف الدينية.. كما لاحظنا أن عدد من النشطاء أدركوا ممارسات طنطاوي ونقلوا هذه المعلومات.. وقد كتبت في الجارديان، أن المسيحيون في مصر يعانون مشاكل وخاصة في الأشهر الأخيرة.. ففي الحقيقية أن الوطنية التي كان مبارك يروج لها.. لم يكن لها وجود فالتوترات موجودة والخلل الطائفي ملحوظا أيضا منذ فترة. وأضاف أن هناك من يحاول الحفاظ على المناصب والمكاسب التي كان يحصل عليها في الماضي. وقال شينكر: "أننا لا يمكن أن نعذي الأحداث الأخيرة في مصر للفتنة الطائفية، وهذا طبعا على حد قوله ومن وجهة نظره هو. ويناقش المؤتمر الذي يستمر على مدار يومين، أيضا دور الإعلام في المراحل الانتقالية والمقارنة بين دور الإعلام في دول شرق أوروبا وبلدان الربيع العربي التي تشهد حاليا مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية، ومن الملاحظ أن المتحدثين في هذا المؤتمر والذي يبلغ عددهم 27 مشاركا من مختلف الدول الأوروبية، ولم يمثل من دول الثورات أي إعلامي عربي، فيما عدا سمير برهوم، رئيس تحرير جريدة "ذا جوردن تايمز" الأردنية، وهو بالطبع لم يمثل دول ثورات الربيع العربي. المزيد من مقالات ريهام مازن