تنطلق اليوم أعمال قمة مجموعة الثماني الصناعية الكبري في منتجع دوفيل الفرنسي الشمالي, وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة في فرنسا. وسيناقش القادة العديد من القضايا من الاقتصاد العالمي إلي البرنامج النووي الإيراني, لكن الثورات الشعبية في الشرق الأوسط( الربيع العربي). ستهيمن علي المحادثات التي تستمر لمدة يومين. وفي أول قمة دولية تتطرق لموجة الثورات الشعبية في العالم العربي, يبحث زعماء الدول الثماني دعم اقتصادات مصر وتونس بحضور رئيسي وزراء البلدين لاستكمال عملية بناء الديمقراطية والاقتصاد الموجه نحو السوق في الوقت الذي استبق البنك الدولي الاجتماعات بالإعلان عن تقديم ستة مليارات دولار للبلدين من بينها4.5 مليار دولار لمصر. ومن جانبها أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في خطاب وجهته للدول المشاركة في القمة, التزام بلادها بمبادلة الديون مع مصر ودعت كلينتون باقي الدول المشاركة في القمة للانضمام إلي المبادرة. ومن المتوقع أن يكشف زعماء مجموعة ال8 النقاب عن حزمة من المساعدات الاقتصادية والسياسية والمالية لمصر وتونس فيما تحدثت مصادر غربية عن تأهب الاتحاد الأوروبي للإعلان عن شراكة استراتيجية مع العالم العربي ضمن ما يعرف باستراتيجية الجوار الجديدة. ومن المرجح أيضا أن تشمل المحادثات الخاصة مواضيع عدة وليس علي جدول الأعمال الرسمي, واحد تلك الموضوعات مسألة اختيار رئيسا جديدا لصندوق النقد الدولي خلفا لدومينيك شتراوس كان, الذي لا يزال قيد الاقامة الجبرية في نيويورك بتهمة الاعتداء الجنسي. وتبحث قمة الثماني واحدة من الأفكار الرئيسية وهي السماح للبنك الأوروبي للتعمير والتنمية, الذي ساعد الجمهوريات السوفياتية السابقة في أوروبا الشرقية والوسطي علي تحرير اقتصاداتها قبل عقد من الزمن, من أجل تقديم قروض لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقال مسئول كبير في إدارة أوباما إن كل بلد ستكون له حرية تطوير نهجه الخاص بدعم من المجتمع الدولي, مشيرا إلي أن قمة دوفيل ليست مؤتمرا للمانحين. كما تبحث مجموعة ال8 إمكانية زيادة الضغط العسكري علي العقيد الليبي معمر القذافي وتصعيد حملة منظمة حلف شمال الأطلنطي. ومن المقرر أن تصدر القمة إعلانا لدعم الربيع العربي وإطلاق شراكة بعيدة المدي بين دول المجموعة والدول العربية التي تمر حاليا بمرحلة التحول الديمقراطي بداية بمصر وتونس, مع الاستعداد للانفتاح علي دول أخري بالمنطقة. وأوضح مصدر بوزارة الخارجية الفرنسية, في تصريح أمس, أن القمة سيصدر عنها إعلانان آخران هما الإعلان العام الذي يتضمن في شقه السياسي مواقف لدول المجموعة إزاء التطورات الجارية خاصة فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب والأوضاع في أفغانستان وباكستان وإيران وموضوع الأمان النووي والتغيرات المناخية, بينما يتضمن الشق الاقتصادي للإعلان الموقف من تطورات الاقتصاد العالمي وجولة الدوحة لتحرير التجارة العالمية في إطار منظمة التجارة العالمية ومتابعة تنفيذ مجموعة ال8 لتعهداتها فيما يتعلق بالمساعدات من أجل التنمية في البلدان الأكثر فقرا. وأضاف المصدر أن القمة سيصدر عنها إعلان ثان مشترك بين مجموعة ال8 وأفريقيا وسيكون الأول من نوعه في تاريخ قمم المجموعة حيث أن الإعلان كان يصدر منذ عام2003 في صورة إعلان من مجموعة ال8 حول أفريقيا, أما هذه المرة فسيكون إعلانا مشتركا بين الجانبين, للتعبير عن دعم مجموعة ال8 للتقدم الديمقراطي في أفريقيا وتعزيز الشراكة بين الجانبين, حيث ستشارك في الاجتماعات دول مجموعة مبادرة النيباد الأفريقية من أجل التنمية وعلي رأسها مصر والجزائر وجنوب إفريقيا, بالإضافة إلي3 دول أفريقية أخري شهدت انتخابات ديمقراطية في الآونة الأخيرة هي غينيا والنيجر وكوت ديفوار. ومن جانبها حذرت روسيا, في بيان للكرملين أمس من استخدام قمة الثماني كقاعدة لتكثيف الضغط والعقوبات علي الأنظمة العربية الشريكة لموسكو, مثل النظام السوري. وفيما حذر ستيفان فولين مفوض شئون توسيع الاتحاد الأوروبي من أن توزيع مساعدات الاتحاد لن يعتمد علي البعد الجغرافي ولكن البعد السياسي من حيث الديمقراطية والانتخابات الحرة, كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن الاتحاد الأوروبي سوف يطرح وثيقة أعدتها كبير مسئولي السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ومفوض عملية التوسيع ستيفان فول لإعادة صياغة العلاقات مع العالم العربي أمام القمة الصناعية بحيث يقدم المليارات من اليورو في صورة مساعدات مقابل الإلتزام بتحقيق التعددية الديمقراطية خلال العامين المقبلين.