عبدالحسيب الخناني{br} دعا المشاركون في ندوة الصالون الثقافي التي عقدت أخيرا بالمركز القومي للترجمة إلي ضرورة نشر ثقافة الديمقراطية بين فئات الشعب المصري في كل أرجاء الوطن, وإلي ضرورة فتح الأبواب أمام الباحثين المصريين للوصول إلي المعلومات التي تفيدهم في أبحاثهم. وتيسير سبل وصولهم إلي أصحاب القرار مثل غيرهم من الباحثين الأجانب. وكانت الندوة التي أدارها الدكتور أحمد زايد عميد آداب القاهرة وشارك فيها الدكتوران عبدالمنعم المشاط المستشار الثقافي بأمريكا وعبدالحكيم راضي أستاذ البلاغة بآداب القاهرة قد ناقشت الترجمة العربية لكتاب الديمقراطية في الخطاب السياسي المصري المعاصر للباحثة الأمريكية ميشيل دوريتشر دون, وأثنت علي مترجم الكتاب الدكتور عماد عبداللطيف بآداب القاهرة الذي استهل حديثه من الدراسة التي تتناول الفترة من عام1998 حتي عام2003 من الحياة السياسية في مصر بشرح العلاقة بين اللغة والسياسة, واستخدام أدوات لغوية بلاغية مثل بلاغة التحايل حتي إن السياسة موجودة في التعبير العامي المصري مثل كلمة خذه بالسياسة, وقال المترجم إن الوظائف السياسية للغة تسهم في تأسيس شرعية نظام ما أو جماعة سياسية ما, وإن الصراعات السياسية هي لغوية في الأساس, مشيرا إلي أن الكتاب في الأساس, كدراسة علمية, يتناول في الحقيقة سبل تعامل الدكتاتوريات مع الديمقراطية. وقال الدكتور عبدالمنعم المشاط إن أهم نتائج الكتاب تتمثل في إظهار الفجوة بين الخطاب السياسي والعمل السياسي, فبينما كان يتحدث الرئيس السابق عن الإصلاح من أعلي وبالتدريج, وكان خطابه يتمحور حول الذات, كانت لجنة الإصلاح الدستوري تتحدث عن الإصلاح من أدني وعن طريق المجتمع المدني, لافتا الانتباه إلي قدرة الباحثين الأجانب علي الوصول لدائرة صنع القرار بسهولة عكس الباحثين المصريين, داعيا إلي ضرورة الاهتمام بدراسة الخطاب السياسي الراهن. وتناول الدكتور عبدالحكيم راضي لغة المترجم في التعامل مع الخطاب السياسي عند كل من السادات وخلفه, مطالبا المثقفين بأن يقوموا بدورهم في التوعية السياسية بين عامة المصريين, مشيرا إلي أهمية الدلالات اللغوية والسياق العام والقرينة والموقف كأدوات تحليل إلي جانب الرصد الإحصائي للكلمات, وأكد أن الباحثة الأمريكية التي جاء عنوان كتابها الديمقراطية وركزت في صفحاته علي الفعل الديمقراطي مع غياب اللفظ قد كشفت الغطاء الرقيق من اللاديمقراطية التي كانت تنضح بها كلمات المسئولين, وأن ذكاءها تجلي في الكشف عن ديمقراطية أمريكا التي تقف إلي جانب الحكام الديكتاتوريين إذا كانوا في خدمة مصالحها, مع أنها تتغني بالديمقراطية وتقف ضدها إذا تعارضت المصالح.