38عاما مضت علي ذكري نصر أكتوبر, إلا أن هذا النصر يظل دوما مبعث فخر أمة بأسرها ومصدر إلهام لأجيال وأجيال قادمة لإرادة شعب رفض الانكسار والهزيمة فقد عايش الشعب المصري الأزمنة كلها, وواجه القوي جميعها وتمكن من البقاء فوق أرضه شامخا, وليس غريبا ان تستقر في وجدان التاريخ المقولة الخالدة مصر مقبرة الغزاة. والأمم الفطينة هي التي تتذكر وتبقي لحظات انكسارها وأوقات انتصارها دوما حية في عقول الناس, وما بين النكسة والنصر مرت سنوات عجاف وعملية استعداد ضخمة من أجل ان يفتدي شباب مصر بالموت الحياة فلقد افتدوا بأرواحهم الطاهرة حياة أمة بأكملها. وعلي الدرب ذاته جاء شباب25 يناير يستلهمون العبرة ويؤدون الدور نفسه, فقد تقدموا طواعية ليعيدوا لمصر الحياة بعد سنوات طويلة من الموت. ومثلما حمي شعب مصر وساند قواته المسلحة وناصرها وهي تعبر من النكسة الي الانتصار, فإن القوات المسلحة عادت لتعيد الدور نفسه مع ثورة52 يناير فهذه الثورة التي فجرها شباب مصر وحمل لواءها الشعب كان لابد أن تحميها وتحافظ عليها القوات المسلحة فهذا هو الدرس الذي علمته مصر لجميع أبنائها من أجل أن يحيوا ومن أجل أن تبقي صامدة علي مر الزمن.