قررت مجموعة من الضفادع الصغيرة القيام بمسابقة للجري فيما بينها, وكان التحدي هو الوصول إلي أعلي قمة برج, في صباح اليوم التالي تجمعت حشود الضفادع من كل صوب لمشاهدة السباق وللتشجيع والحشد إلا أن الكثير من الضفادع الحاضرة كانت متأكدة في قرارة نفسها أن احدا من الضفادع الصغيرة لن يستطيع أن يحقق التحدي ويصل الي قمة البرج. مضت الضفادع الصغيرة تصارع وتركض لكن كان كل ما تسمعه من الحشود هو: مستحيل.. مستحيل!! وصراخ هناك يقول: لا يمكن ان يصل اي ضفدع إلي القمة لأن البرج عال جدا, وتكررت صرخات الإحباط والتيئيس تجاه الضفادع الصغيرة المسكينة التي راحت تسقط من الإعياء واحدا تلو الآخر.. باستثناء تلك الضفادع المتحمسة والمملوءة بالنشاط والحيوية. ومع تساقط اعداد كبيرة من الضفادع رددت الحشود مرة اخري تصرخ في الباقين: هيا توقفوا.. لن تستطيعوا.. هذا مستحيل!! ومع تلك الدعوات تزايد المتساقطون من الضفادع ولم يبق في السباق سوي ضفدع واحد استمر في الصعود الي القمة وإلي أعلي وأعلي.. ولم يتخل عن إصراره أبدا..! وتساقطت كل الضفادع وبقي هو يصعد ويصعد ولا يهتم ابدا بصرخات اليأس والمستحيل.. وفي النهاية وصل الضفدع الصغير الي قمة البرج والجميع قد اصابته الدهشة والانبهار لهذا الإصرار وتلك الروح القتالية التي تحلي بها ذلك الضفدع العجيب.. عندها تساءلت الضفادع كلها والمشاهدون والحشود عن سر صمود هذا الضفدع وحده بينما تساقط العشرات في الطريق.. كان الجميع يقول بحسد: كيف استطاع ان يصل؟ كيف استطاع ان يصمد؟ لم يطل الأمر كثيرا لقد اكتشفوا ان الضفدع الضئيل الفائز أصم! رضا نبيه [email protected]