يعاني المزارعون في محافظة الإسماعيلية من العديد من المشكلات التي أثرت بشكل سلبي على المساحات المنزرعة، ما أدى إلى تقليص البقعة الزراعية بالمحافظة، ولجوء العديد منهم إلى بيع أراضيهم أو البناء عليها، كما أثرت تلك المشكلات على إنتاج المحاصيل، الأمر الذي كبد المزارعين مبالغ طائلة نتيجة ارتفاع تكاليف المستلزمات الزراعية وعدم وجود محصول يغطى تلك التكاليف. ارتفاع أسعار المبيدات والأسمده والكيماويات والمحروقات، وكذا عدم وجود الدعم الكافي للفلاح، أدى إلى عزوف عدد كبير من المزارعين عن ممارسة الزراعة، وبحثهم عن مصادر أخرى تدر دخلا مناسبًا لهم ولذويهم بعيدًا عن تكبد المزيد من التكاليف والخسارة. "أهل مصر" ترصد أبرز المشاكل التي يعاني منها ذلك القطاع الحيوي الذي يعمل على مساحة 413 ألف فدان على مستوى المحافظة. ويقول ياسر دهشان مزارع إسمعلاوي "نعاني بشكل كبير من ارتفاع أسعار المبيدات والأدوية وجميع مستلزمات الزراعة التي ازدادت أضعاف مقارنة بالسنوات الماضية، وأصبحنا غير قادرين على الانفاق على الأراضي الزراعية التي نمتلكها، كما نعاني أيضًا من قلة المياه المستخدمة في ري الأراضي في فصل الصيف، خاصة وأن الأراضي تحتاج لزيادة كمية المياه بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة. وأشار دهشان إلى أن المزارعين يعانوا أيضًا من مشاكل في تسويق المحاصيل الزراعية، ونقص العمالة وعدم توافر الدعم الكافي من الدولة لرفع الأعباء الكثيرة عن كاهل المزارعين". وطالب دهشان بضرورة تضافر كافة الجهود بالدولة لإنقاذ الزراعة بمحافظة الإسماعيلية، وتابع خلالكم أوجه ندائي للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بالتدخل لتشكيل لجنة من وزارة الزراعة ومجلس النواب والجمعيات الزراعية لتوفير الدعم المناسب والكافي للفلاح الذي يتناسب مع الارتفاع المبالغ به في أسعار المبيدات والمستلزمات الزراعية، وأن يكون لهذه اللجنة دور فعال في مساعدة الفلاح في القضاء على مرض الهباب الأسود الذي أصاب محصول المانجو الإسمعلاوي، وأدى إلى انخفاض الإنتاج بشكل ملحوظ ". ويضيف سليمان سوشه مزارع "أطالب بإنشاء مراكز أبحاث متطورة للقضاء على العديد من الأمراض التي ظهرت مؤخرًا وأصابت الأشجار والمحاصيل مثل مرض الهباب الأسود، خاصه وأنه لدينا من الكوادر والعقول البشرية، ما يكفي لدراسة وإيجاد حلول مناسبة للقضاء على هذه المشكلات، وتابع أن ارتفاع أسعار المبيدات والأدوية مؤخرًا من 70 : 400 جنيه، أصبح عبئ كبير على كاهل المزارعين خاصة مع عدم توافر الدعم الكافي من الدولة، وعدم الاهتمام بالمزارعين ومشاكلهم، الأمر الذي أثر بشكل كبير على إنتاج المانجو الإسمعلاوي هذا العام، والذي يعد محصولا استراتيجيا بسبب مرض الهباب الأسود، حيث تراجع الإنتاج بشكل كبير ولم يعد بإمكاننا كمزارعين مقاومة هذه الأمراض دون تدخل من الحكومة والمختصين بوزاره الزراعة، خاصة مع الارتفاع الشديد في أسعار الأدوية والمبيدات، وتابع أن حصة ري الأراضي الزراعية غير كافية، خاصة في فصل الصيف ونطالب بتعديلها لتكون 4 أيام فتح و4 إغلاق بدلا من 8 أيام". ومن جانبه أكد الدكتور سيد خليل وكيل مديريه الزراعة بمحافظة الإسماعيلية، أن المديرية تدعم الفلاحين وتوفر لهم المبيدات والتوعيه اللازمة للقضاء على مرض الهباب الأسود الذي أصاب محصول المانجو الإسمعلاوي، وهو الدور الذي تقوم به إدارة المكافحة بالمديرية من خلال التواصل مع الفلاحين بأماكن تجمعهم وبالمراكز الإرشادية، وكذا تنظيم ندوات توعوية للمزارعين لتوعيتهم بأساليب الرش السليمة لمكافحة المرض، وأشار خليل إلى أن المديرية تدعم المزارعين بالكميات الكافيه التي تتناسب مع المساحات المنزرعة من الأراضي بنسبه 70%، ويحصل المزارع على شيكارة السماد بمبلغ يتراوح ما بين 16 : 165 جنيها بدلا من 240 جنيها للشيكاره الواحدة.
