رش الثمار بالمبيدات لتحسين الإنتاج تعرض مزارعو المانجو في الإسماعيلية خلال السنوات الأخيرة لأزمة كبيرة بعد إصابتها بمرض العفن الهبابي الذي أثر علي محصول المانجو وانخفاضه، واستدانة معظم المزارعين لمحاولة القضاء عليه وآخرون اضطروا لاقتلاع الاشجار من جذورها واستبدال الانواع المصري بأخري أجنبية. في البداية يقول ياسر دهشان أحد أصحاب مزارع المانجو بالاسماعيلية ان مرض الهباب الاسود خطر يهدد بقاء محصول المانجو بل سيؤدي الي اختفاء أشجار المانجو بالاسماعيلية نهائيا خلال عامين إذا لم تتدخل الدولة بقوة لإنقاذ المحصول. وأكد دهشان ان المزارعين قاموا حتي الان بقطع ما يقرب من 70% من الشجر حتي الجذوع ويستغرق نموه مرة أخري من عامين الي ثلاثة أعوام. لافتا الي أنه يقوم الان ببيع الارض بالمتر كمبان بعد قطع الاشجار، بسبب انتشار هدا المرض الاشبه ب»السرطان» . وعن المرض يقول: أن هذا المرض يكسو الأشجار بسواد قاتم للأوراق والأغصان وهو ما يمنع عملية التجديد للشجرة وإن تم التجديد فهو تجديد ضعيف للغاية كما انه يقضي علي التزهير الخاص بالشجرة. وطالب دهشان بضرورة إقرار الرش الإجباري من قبل الدولة للمحصول للقضاء علي الرضي، بالاضافة الي دعم مستلرمات الانتاج الزراعي »الاسمدة والمبيدات» بعد ان ارتفع سعر الشيكارة الواحدة إلي 200 جنيه بدلا من 35 جنيهاً وهو ما يعادل 10 اضعاف. وأوضح دهشان ان المانجو يحتاج الي كمية كبيرة من المياه مطالبا بفتحها 4 ايام وغلقها 4 ايام وليس غلقها ل8 أيام. ويقول د.السيد خليل وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة، إن المساحة المزروعة بالمحصول في العام الجاري تبلغ 110 آلاف فدان، مشيرا إلي أن معدل الإنتاج الخاص بالأصناف المعروفة القديمة مثل العويس والزبدة وخلافه يبلغ3 أطنان للفدان والأنواع الجديدة مثل الكيت والكنت والأمريكاني تنتج 9 أطنان للفدان. وتابع :من المتوقع انخفاض المحصول بسبب الاضطرابات الجوية التي أدت إلي تساقط الثمار، مشددا علي ضرورة تقديم الدعم الفني اللازم للمزارعين عن طريق الإرشاد الزراعي وتنفيذ التوصيات باستخدام الأسمدة والمبيدات اللازمة للحفاظ علي إنتاجية الفدان. وكشف المهندس محمود عبد القادر مدير عام المكافحة في المحافظة عن أسباب انخفاض محصول المانجو الإسمعلاوي، قائلا: »رغم معالجة أكثر من 80% من المحصول من مرض العفن الهبابي إلا ان الإهمال في الخدمة من حيث برنامج التسميد والرش الوقائي وعدم انتظام الري وارتفاع منسوب الصرف الزراعي وزيادة ملوحة مياه الري والتربة، كلها عوامل أثرت علي إنتاجية الفدان من المانجو. وأشار عبد القادر إلي أن »العفن الهبابي» الناتج من الإفرازات العسلية للحشرات القشرية والبق الدقيقي وهي حشرات ثاقبة ماصة الموجودة أسفل الورقة دون معالجة لسنوات عديدة وتهيئة الظروف البيئية لتكاثرها وظهرت بصورة وبائية في الآونة الأخيرة احد أهم أسباب تدهور إنتاج المانجو الإسمعلاوي. وأرجع ذلك إلي أن الورقة هي مصنع الغذاء للنبات وعدم القيام بعملية التمثيل الضوئي الغذائي أدي إلي تدهور الإنتاج. وأضاف: »المزارع الذي تأخر في عملية المقاومة والمكافحة انخفض محصوله لأن النبات لم يكمل دورة النمو وبالتالي اعطي نموا خضريا علي حساب النمو الثمري. يقول جلال أبو الطاهر نائب رئيس الغرفة التجارية بالإسماعيلية- إن سوء الأحوال الجوية ومرض العفن الهبابي الذي أصاب الأشجار هذا العام علي مستوي المحافظة بالكامل قد تسببت في خسائر فادحة بالنسبة للمزارعين وما يترتب عليه من ارتفاع أسعار المانجو هذا العام بشكل كبير بسبب قلة المحصول بعد إصابة الأشجار والمزارع بالمرض الذي يسبب عقما للأشجار، هذا بخلاف انه من الأمراض الزراعية المعدية للأشجار فيقوم المرض بالانتشار في المزارع ويصيب كل الأشجار بالعقم وتساقط للأوراق فلا يتم اي إنتاج أو ثمار من الأشجار بسبب هذا المرض. وأضاف أن محصول المانجو بالإسماعيلية تأثر بشكل كبير بالتقلبات الجوية التي جعلت الثمار تتساقط من الأشجار وهي غير مكتملة النمو، مشيرا إلي أن المحصول الموجود الآن علي الأشجار هو نصف محصول العام الماضي بمعني أن العوامل الجوية تسببت في فقد نصف محصول المانجو هذا العام. وطالب مزارعو المانجو بالإسماعيلية بإعفائهم من فوائد القروض المتراكمة عليهم لبنك التنمية والائتمان الزراعي والتي يحصلون عليها سنويا، وحل معاناتهم في غلق المساقي لمدة 8 أيام مقابل فتحها 4 أيام فقط، والذي يعرض الأراضي المزروعة بالمانجو للبوار، مشيرا إلي أن مرض العفن الهبابي هذا العام تتراوح خسائره علي مزارع ومساحات المانجو المزروعة لتصل إلي 30% تقريبا. وحمل نائب رئيس الغرفة التجارية بالإسماعيلية مسئولي الزراعة والإرشاد الزراعي، مسئولية انتشار مرض العفن الهبابي بمحصول المانجو، حيث انه لا يوجد الإرشاد الكافي بالنسبة للفلاحين المزارعين، ولا يعلم الفلاح البسيط اي أنواع المبيدات التي يقوم برشها في المزارع، مع انتشار المبيدات والأدوية غير الصالحة للاستخدام.