استقرار سعر الدولار اليوم بعد قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة    أستاذ علوم سياسية: الأسابيع المقبلة من أصعب المراحل على المنطقة    تنسيق الكليات 2024..الآن رسميًا نتيجة المرحلة الثالثة لطلبة الثانوية العامة (دور أول وثاني)    فلسطين.. جيش الاحتلال يواصل نسف المباني السكنية في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة    قصف غزة.. الاحتلال يعتقل شابا بعد محاصرة منزله في كفر راعي جنوب جنين    شركة يابانية تتحقق من معلومات حول تفجير أجهزة اتصالات تنتجها في لبنان    مباراة الأهلي وجورماهيا في إياب دور 32 من دوري أبطال إفريقيا.. الموعد والقناة الناقلة    حبس عصابة تتزعهما سيدة بتهمة الاتجار في الأستروكس بالمعصرة    إجهاض إيمان العاصي في مسلسل برغم القانون يجذب الأنظار.. «مشهد مبدع»    استديوهات مارفل تطرح أول حلقتين من مسلسل Agatha All Along    أسعار الدجاج والأسماك اليوم 19 سبتمبر    مواعيد دخول الطلاب للمدارس في جميع المراحل التعليمية    حدث ليلا: مفاجأة في انفجارات لبنان ورسائل مجهولة ترعب الإسرائليين والسنوار يتلاعب بجنود الاحتلال.. عاجل    37.3 مليار جنيه قيمة التداول بالبورصة خلال تعاملات أمس الأربعاء    برج القوس.. حظك اليوم الخميس 19 سبتمبر 2024: لا تلتفت لحديث الآخرين    «أيام الفقر وذكرياته مع والده».. ماذا قال الشاب خالد في برنامج بيت السعد؟ (تقرير)    حكم صلاة الاستخارة للغير.. هل تجوز؟    مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: القرار الأممي نقطة تحول في مسار نضالنا من أجل الحرية والعدالة    تشكيل برشلونة المتوقع أمام موناكو في دوري أبطال أوروبا.. من يعوض أولمو؟    قراصنة إيرانيون أرسلوا لحملة بايدن مواد مسروقة مرتبطة بترامب    كيفية الوضوء لمبتورى القدمين واليدين؟ أمين الفتوى يوضح    شريف دسوقي: كنت أتمنى أبقى من ضمن كاست "عمر أفندي"    حقيقة الذكاء الاصطناعي واستهلاك الطاقة    الخارجية الأمريكية ل أحمد موسى: أمريكا مستعدة لتقديم خدمات لحل أزمة سد النهضة    موعد مباراة مانشستر سيتي وأرسنال في الدوري الإنجليزي.. «السيتيزنز» يطارد رقما قياسيا    «افتراء وتدليس».. رد ناري من الأزهر للفتوى على اجتزاء كلمة الإمام الطيب باحتفالية المولد النبوي    موعد صرف معاشات شهر أكتوبر 2024    الأهلي لم يتسلم درع الدوري المصري حتى الآن.. اعرف السبب    تفاصيل مصرع مُسن في مشاجرة على قطعة أرض في كرداسة    إصابة 12 شخصا إثر تصادم 4 أتوبيسات على طريق السخنة    طفرة عمرانية غير مسبوقة واستثمارات ضخمة تشهدها مدينة العاشر من رمضان    دورتموند يكتسح كلوب بروج بثلاثية في دوري الأبطال    "ماتت قبل فرحها".. أهالي الحسينية في الشرقية يشيعون جنازة فتاة توفيت ليلة الحنة    آيتن عامر بإطلالة جريئة في أحدث ظهور..والجمهور: "ناوية على إيه" (صور)    مصدر أمني ينفي انقطاع الكهرباء عن أحد مراكز الإصلاح والتأهيل: "مزاعم إخوانية"    عبير بسيوني تكتب: وزارة الطفل ومدينة لإنقاذ المشردين    بشاير «بداية»| خبز مجانًا وقوافل طبية وتدريب مهني في مبادرة بناء الإنسان    حامد عزالدين يكتب: فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم    الشاب خالد: اشتغلت بائع عصير على الطريق أيام الفقر وتركت المدرسة (فيديو)    «استعلم مجانًا».. نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة 2024 علمي وأدبي فور إعلانها رسميًا (رابط متاح)    كشف حقيقة فيديو لفتاة تدعي القبض على شقيقها دون وجه حق في الإسكندرية    إيمان كريم تلتقي محافظ الإسكندرية وتؤكد على التعاون بما يخدم قضايا ذوي الإعاقة    تراجع بقيمة 220 جنيهًا.. سعر الحديد والأسمنت الخميس 19 سبتمبر 2024 بعد التحديث الجديد    هل موت الفجأة من علامات الساعة؟ خالد الجندى يجيب    «هي الهداية بقت حجاب بس؟».. حلا شيحة تسخر من سؤال أحد متابعيها على التواصل الاجتماعي    كيفية تحفيز طفلك وتشجيعه للتركيز على الدراسة    السفر والسياحة يساعدان في إبطاء عملية الشيخوخة    أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد وتخلصه من السموم    الخطيب يدرس مع كولر ملف تجديد عقود اللاعبين وأزمة الدوليين قبل السوبر المصري    بخطأ ساذج.. باريس سان جيرمان يفوز على جيرونا في دوري أبطال أوروبا    الفنانة فاطمة عادل: دورى فى "الارتيست" صغير والنص جميل وكله مشاعر    قمة نهائي 2023 تنتهي بالتعادل بين مانشستر سيتي وإنتر ميلان    صلاح التيجاني: والد خديجة يستغلها لتصفية حسابات بعد فشله في رد زوجته    عقب تدشينها رسميًا.. محافظ قنا ونائبه يتابعان فعاليات اليوم الأول من مبادرة «بداية جديدة»    صحة مطروح تقدم 20 ألف خدمة في أولى أيام المبادرة الرئاسية «بداية جديدة».. صور    عاجل - قرار تاريخي:الاحتياطي الفيدرالي يخفض الفائدة إلى 5.00% لأول مرة منذ سنوات    من الأشراف.. ما هو نسب صلاح الدين التيجاني؟    محافظ القليوبية يكرم المتفوقين في الشهادات العامة بشبرا الخيمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقائق لأول مرة.. كيف أخترقت روسيا الانتخابات الأمريكية ب"مسانجر".. بوتين وترامب "أصحاب و لا بيزنس"
نشر في أهل مصر يوم 30 - 10 - 2017

في ظل حالة الجدل الكبرى المنتشرة حاليًا حول قضية الاختراق الإلكتروني الروسي للانتخابات الأمريكية، والتحقيقات المتعددة التي تجريها جهات مختلفة في الولايات المتحدة حول الأمر، تتباين الآراء حول ما إذا كانت نتائج هذه التحقيق ستغير من مجريات الأمور، وفي تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تناولت حقائق متعددة تخص القضية نفسها، وما يدور حاليًا من تحقيقات، وتعليق الأطراف المختلفة على الأمر.
-ما تحتاج معرفته عن الاختراق
تبدو وكالة الاستخبارات الأمريكية واثقة من أن الحكومة الروسية قد ساعدت حملة ترامب بالفعل، ويستند هذا التخمين على معلومات استخباراتية تقول بأن الكرملين حاول استخدام القرصنة لدعم المرشح الجمهوري، وهذه بعض النقاط الأساسية التي تحتاج لمعرفتها عن الأمر.
كشف موقع "فوربس" تقريرًا يتناول آخر ما صرحت به فيسبوك بعد تعاونها مع الاستخبارات الأمريكية في التحقيقات بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية السابقة.
يذكر التقرير أن تطبيق فيسبوك ماسنجر ظهر مؤخرًا علي مواقع وسائل التواصل الاجتماعي الكبرى مثل يوتيوب وتويتر وفيسبوك وإنستجرام والتي تسللت إليها حسابات مرتبطة بروسيا لمحاولة التدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وصرح "ديفيد ماركوس" نائب رئيس شركة فيسبوك أن الشركة جنبًا إلى جنب المحققين الفيدراليين الأمريكيين، لا يزالون يحاولون تحديد النطاق الكامل لاستخدامات العناصر الفاسدة لخدمة المراسلة على منصة فيسبوك وماسنجر التي تضم ما يقرب من 1.3 مليار مستخدم.
وفي مقابلة لمجلة "وال ستريت جورنال" أثناء مؤتمر عقد في لاجونا بيتش، بكاليفورنيا، قال "ماركوس" إنه "يفهم أن عددًا قليلًا جدًّا" من الحسابات المدعومة من روسيا، والتي يبلغ عددها 470 حسابًا، حاولت زرع الانقسامات السياسية حول الانتخابات الرئاسية في أمريكا عام 2016، وأنهم أيضًا استخدموا ماسنجر للتواصل مع المستخدمين الآخرين.
وقالت "فوربس" أن بعض الحسابات المرتبطة بروسيا تستخدم مجموعة من الأدوات بما في ذلك الإعلانات، بالإضافة إلي أن المنشورات والأحداث غير المدفوعة، كي تكسب متابعات بين مستخدمي فيسبوك،ومن ثم تضخيم حالة التوتر حول مواضيع الهجرة.
وأشارت التقارير إلى أن معظم المتابعين لم يشككوا مطلقًا في أن الأشخاص الذين لديهم علاقات روسية يديرون حسابات، وأن عددًا كبيرًا من الحسابات تجاوز عدد متابعيه نصف المليون متابع، بينما نفت روسيا التدخل في الانتخابات.
صرح ماركوس قائلًا نحاول معرفة كيف تم استغلاله، مضيفًا أنه واثق من أن فيسبوك يمكنه فهم ومعالجة المشكلة.
إضافة إلى ذلك، صرح ماركوس في المؤتمر من خلال المنصة بأن فيسبوك تتعاون مع مستشارين خاصين ومع الكونجرس، مؤكدًا سوف نصل إلى حقيقة المسألة، وسنتعلم منها، ثم سنضمن بناء أنظمة تمنع تكرار ما حدث مجددًا.
روسيا قد تحاول التدخل في الانتخابات القادمة للولايات المتحدة الأمريكية هذا العام والعام القادم.
وأشار "ماركوس" إلى أن منصة تضم ما يقرب من ملياري مستخدم مثل فيسبوك، هي مجبولة على أن تصطدم مع العناصر الفاسدة، لكنه أيضًا أكد تعامل فيسبوك الجاد مع الأمر؛ إذ قامت فيسبوك بتوظيف "الآلاف" من المشرفين الجدد لمراجعة الإعلانات والأنشطة المتعلقة بالانتخابات، وكذلك الخطط التي حددها سابقًا المدير التنفيذي "مارك زوكربيرج"، ومدير العمليات "شيريل ساندبيرج" من أجل تحسين عمليات الأمان والمراجعة، باعتبارها حلولًا ملموسة.
كيف تدخلت روسيا
يذكر موقع فوربس أنه حسب ما جاء في التقارير، أرسلت صفحات مدعومة من روسيا لمستخدمي تطبيق ماسنجر دعوات ومنشورات بصفة يومية تقريبًا، أعلن فيسبوك الشهر الماضي أن الحسابات التي لها صلة بروسيا قامت بشراء إعلانات سياسية بما يقارب 150 ألف دولار أمريكي، في الفترة من يونيو 2015 إلى مايو 2017، من أجل الدفع بمحتوى انقسامي لصفحات المستخدمين، إلا أن فيسبوك ألغت الحسابات الشهر الماضي على أساس أنها حسابات وهمية مزيفة.
يقول تقرير فوربس إن تويتر صرحت الشهر الماضي بأنها وجدت حوالي 201 حساب على تويتر ذا علاقة بحسابات وهمية احتيالية على فيسبوك تم تحديدها سابقًا.
بالإضافة إلي أن تويتر أوردت أن موقع شبكة آر تي الإخباري المدعوم من روسيا، والذي صرحت الاستخبارات الأمريكية أنه حاول التدخل في الانتخابات الأمريكية، اشترى إعلانات بما يقارب 274 ألف دولار على تويتر العام الماضي، جدير بالذكر أن بموجب القانون الفيدرالي فإنه تحظر الحكومات الأجنبية والرعايا الأجانب من تقديم مساهمات مالية أو إنفاق أموال تهدف للتأثير في الانتخابات الاتحادية، أو المحلية، أو انتخابات الولايات في الولايات المتحدة الأمريكية.
أشار تقرير فوربس إلى أن قضية استخدام روسيا لمنصات التواصل الاجتماعي على الإنترنت للتدخل في الانتخابات الأمريكية عصفت بالعديد من عمالقة التكنولوجيا، وفيسبوك على وجه الخصوص وقعت تحت سيل من الانتقادات من جراء فشلها في مراقبة المحتوى والإعلانات على المنصة بفاعلية.
كما أشار إلى موافقة قادة مجلس الشيوخ الأمريكي على النتائج التي توصلت إليها الاستخبارات الأمريكية بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قاد حملة منسقة بهدف التدخل في الانتخابات الأمريكية لعام 2016.
جدير بالذكر أن حسب تصريحات قادة مجلس الشيوخ الأمريكي، يبدو أن تدخل روسيا في الانتخابات لا ينحصر على الانتخابات الأمريكية فقط، بل ربما تمتد جهود روسيا للتدخل في انتخابات فرنسا وهولندا وألمانيا.
بالإضافة إلي أن لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي صرحت بأن روسيا قد تحاول التدخل في الانتخابات القادمة للولايات المتحدة الأمريكية هذا العام، والعام القادم.
أكدت فوربس أنه من المتوقع أن يصدر بيان عن كل من فيسبوك وجوجل وتويتر في نوفمبر في مؤتمر صحافي حول تدخلات روسيا في الانتخابات عبر منصاتهم.
ذكرت أجهزة الاستخبارات الأمريكية سابقًا أن أهداف موسكو تنحصر في إرباك الانتخابات الأمريكية وتقويض الثقة في النظام الانتخابي.
وصف ترامب ما توصلت إليه وكالة الاستخبارات المركزية ب«السخيف»، وأنه لا يصدقه، وقال ترامب في تصريح لشبكة "فوكس" معلقاً على ما ذكرته الوكالة "أعتقد أن هذا مجرد عذر جديد. أنا لا أصدق ذلك على الإطلاق".
ووفقاً لتقرير "واشنطن بوست"، لا يؤمن مكتب التحقيقات الفيدرالي بأن روسيا كان لها هدف محدد من تدخلها، ويرى مسؤولوه أن الكرملين ربما لم يملك هدفًا بعينه على الإطلاق، أو ربما كان لديه مزيج من أهداف متعددة.
ربما يبدو ما يعلنه مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية مختلفة في محتواها، إلا أن ذلك الاختلاف نابع من طبيعة عمل كل منهما، إذ يميل مكتب التحقيقات إلى إثبات الأمور بدلائل قاطعة لا تقبل الشك، في حين تميل وكالة الاستخبارات إلى بناء استنتاجات بناء على ما تراه من أحداث.
أخبرت وكالة الاستخبارات المركزية الإدارة الأمريكية بأنها تعتقد بأن الروس اخترقوا النظام الإلكتروني للجنة الوطنية للحزب الجمهوري.
في المقابل، يبدو المسؤولون متشككين في ما إذا كان المخترقون قد تمكنوا من استخلاص معلومات أم لا، في حين تنكر اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري أنها اخترِقت من الأساس.
ربما سيكون علينا الانتظار للأسابيع، وربما الأشهر القادمة؛ لمزيد من التفاصيل ونتائج التحقيقات حول الأمر، إلا أن ما يجب متابعته في الفترة القادمة ربما يكون الصراع داخل الكونجرس؛ في محاولة للتعامل مع تداعيات الحدث؛ إذ طالب أعضاء الحزبين بتحقيق مشترك للمجلسين، وتطلق نتائجه علنًا.
-هل ستؤثر نتائج التحقيقات في مجريات الأمور؟
وترى وكالة "بلومبرج" أن الأمريكيين أنفسهم ووسائل الإعلام الأمريكية تبدو وكأنها ترغب في تصديق أن الحكومة الروسية كانت وراء تسريب رسائل البريد الإلكتروني لكلينتون، والتي ساعدت ترامب على الفوز بتلك الانتخابات.
وتقول الوكالة أن الاختراقات الإلكترونية أمر يصعب تعقبه والتحقق من مصدره بشكل قاطع، أحدهما اختراق Sony Pictures والذي نتج عنه تسريب كم كبير من البيانات السرية، وأنه بعد شهر كامل من البحث والتحقيق، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي أن حكومة كوريا الشمالية تقف خلف الأمر، والسبب في ذلك كان تشابه البرمجيات الخبيثة المستخدمة في الهجوم مع برمجيات اكتُشِفت في هجمات سابقة ورُبِطت بكوريا الشمالية.
في ذلك الوقت، كان توجيه اللوم لكوريا الشمالية منطقيًا تمامًا؛ إذ كانت سوني قد أطلقت قبلها فيلم The Interview والذي تضمن سخرية من زعيم كوريا الشمالية، منطقيًا رأى الجميع أنه ربما يكون ذلك الفيلم قد استفز ديكتاتور كوريا الشمالية ودفعه لإطلاق هذا الهجوم الإلكتروني.
بمراجعة الأمور من جديد، وُجِد أن هناك حلقة مفقودة في الأمر؛ فكوريا الشمالية ليس لديها أي تاريخ يخص تنفيذ هجمات إلكترونية على بنوك، كما أن بنوك أخرى حول العالم تعرضت لهجمات مماثلة! فهل علينا أن نصدق أن حكومة كوريا الشمالية مسؤولة عن كل شيء؟
تضيف أن اتهام دولة ما بعينها بتنفيذ هجوم إلكتروني يعتمد بالأساس على نتائج سابقة، وكذلك على افتراضات بأن التقديرات السابقة كانت صحيحة، والمشكلة هي أنه دائمًا ما يندر وجود دليل قاطع على سبيل المثال، حتى إذا تم التوصل إلى أن كوريا الشمالية كانت وراء الهجمات السابقة، فلن يخرج مسؤول من كوريا الشمالية ليتحدث عن الأمر من الأساس.
-بوتين وترامب.. أصحاب أم بيزنس؟
يأتي الجدل المثار بشأن الانتخابات الأمريكية والتدخُّل الروسي بها في وقتٍ يتابع فيه الأمريكيون وجهتي نظر على طرفي النقيض، أحدهما يتبناها أوباما، الرئيس الذي أوشكت ولايته على الانتهاء، والأخرى يتبنَّاها رئيسهم المنتخب الجديد، دونالد ترامب.
في حديثه الأخير قبل مغادرة البيت الأبيض، يهاجم أوباما، بعبارات ربَّما لم يستخدمها طوال فترتي رئاسته، بوتين، مشيرًا إلى الفرق بين أمريكا وروسيا هم أصغر وأضعف اقتصادهم لا ينتج شيئًا يريد الآخرون اقتناءه سوى النفط والغاز والأسلحة، ولا يتطور، وهو موقف واضح تتبناه الإدارة الأمريكية بشأن السياسة التي ينتهجها بوتين، سواء في الداخل الروسي، أو في صراعاته الإقليمية أو العالمية.
يُوصف ترامب في الصحافة الأمريكية بأنَّه "صديق بوتين" وطالما تحدث الرئيس المنتخب الجديد بإعجاب عن رجل روسيا القوي.
لكن حدود علاقة الاثنين لا تتوقف عند الإعجاب المتبادل، أو حتى المصالح التي تربط أعمال دونالد ترامب التجارية بروسيا، كما يقول الكاتب الأمريكي البارز وفقاً لصحيفة واشنطن بوست.
-من المتورطين في الأمر؟
الأوامر، بحسب التقديرات الاستخباراتية، صدرت من فلاديمير بوتين نفسه، وهو ما قاد إلى ردود فعلٍ غاضبة من الإدارة الأمريكية، وتوعد الرئيس باراك أوباما بالرد في وقتٍ ومكانٍ من اختيارنا نحن.
استتبع أوباما هذا الوعيد بإجراءات عدائية ضد الجانب الروسي، إذ فرض عقوباتٍ على هيئتين استخبارايتين روسيتين يُعتقد تورطهما في الاختراقات، وطرد 35 مسؤولًا روسيًا من الولايات المتحدة، إلا أن بوتين رفض اتخاذ ردة فعلٍ على هذه الإجراءات.
- لماذا اشتعل الجدل مجددًا حول الاختراقات الروسية؟
ظلت المعلومات حول الاختراقات تتسرب ببطء، وغالبًا بشكلٍ غير رسمي، في منتصف يونيو من العام الماضي، أفادت اللجنة الوطنية الديمقراطية باختراقٍ لشبكتها الحاسوبية، وبعد تحليل شركة الأمن السيبراني "كراودسترايك" للاختراق، وجّهت الاتهام علنًا إلى مخترقين روسيين.
وفي يوليو ظهرت رسائل بريد إلكتروني مسروقة من اللجنة على موقع ويكيليكس؛ ما دفع عددًا من أعضاء الحزب الديمقراطي، من بينهم مدير حملة كلينتون، لاتهام الروسيين باستهدافهم الانتقاص من شعبية هيلاري، لصالح ترامب.
بعدها خرجت عدة تقارير في الصحف الأمريكية تستشهد بمصادر سرية تؤكد أن الهدف كان فوز ترامب،مؤكدًا أنها كانت بنية التدّخل في العملية الانتخابية الأمريكية.
- من تم اختراقه أيضًا؟
ينقل التقرير عن مجلة إسكواير الأمريكية أن الاختراق الروسي للولايات المتّحدة ودول أخرى ربما بدأ في 1996، بعد خمسة أعوامٍ من سقوط الاتحاد السوفييتي،من هذه الدول الأخرى ألمانيا، التي صرحت وكالة الاستخبارات الداخلية فيها بأن مخترقين على صلة بالحكومة الروسية قد استهدفوا حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، وهو حزب المستشارة أنجيلا ميركل.
برونو كال، رئيس الاستخبارات الخارجية الألمانية، أخبر صحيفة زود دويتشي تسايتونج الألمانية الشهر الماضي أن روسيا قد تسعى إلى خلق ضبابية سياسية بهدف التأثير على الانتخابات الألمانية في عام 2017، والتي ستترشح فيها أنجيلا ميركل سعيًا إلى الفوز بفترة رابعة في المنصب.
اختراقات مزعومة أخرى شملت إستونيا، الجمهورية السوفيتية السابقة، والتي تعرّضت لهجومٍ شرس على بنيتها التحتية استمرّ شهرًا كاملًا في 2007. وهجمات مماثلة استهدفت دولتي جورجيا، وأوكرانيا. تشترك تلك الدول الثلاثة في قياداتها الموالية للغرب، والمنتقدة للسلطوية الروسية تحت حكم فلاديمير بوتين.
-ما هي توابع الاختراق
وفقًا للتقرير، يتوقف الأمر على الهدف،عندما يصل المخترقون الذين يُعتقد أنهم على صلة بروسيا إلى حواسيب وخوادم الحكومات أو المؤسسات أو الأفراد، يُمكنهم تسريب معلوماتٍ حساسة إلى موقع ويكيليكس أو المواقع المشابهة، مثلما حدث في اختراق اللجنة الوطنية الديمقراطية، واختراق الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات اتّهمت الوكالة روسيا بتزويد رياضييها بالمنشطات، ومنعت فريق سباقات المضمار والميدان من المشاركة في الألعاب الأولمبية الأخيرة في ريو، وبعد هجومهم على وكالة الأمن القومي الأمريكية، نشر المخترقون الملفات السرية على مواقع مشاركة الملفات، وفقًا لمجلة "إسكواير".
- ما الدليل عن أن روسيا تدخّلت لصالح ترامب
المُتاح من المعلومات للعامة لا يؤكد بالقطع النوايا الروسية، بعضُ الأحداث تُشير إلى الأمر، منها التأييد المستمر للتلفاز الحكومي الروسي لترشح ترامب، والأقاويل التي ترددت بأن اللجنة الوطنية الجمهورية تعرضت هي الأخرى للاختراق، لكن لم تُنشر أية تسريبات محرجة مماثلة للتي نُشرت عن الديمقراطيين.
تُشير ذي أتلانتك أيضًا إلى أن التقرير المشترك الصادر عن وزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الفيدرالية في 29 ديسمبر عن النشاط السيبراني الروسي أثناء الانتخابات الأمريكية افتقر إلى أدلة محددة، وتضمن قائمة طويلة من البرمجيات الخبيثة، بعضها يستخدمه المخترقون غير الروسيين، وفقًا لنيويورك تايمز.
- لماذا نثق في تقاريرٍ صادرة عن الجهات نفسها التي اتّهمت العراق بامتلاك أسلحة الدمار الشامل؟
الاختلاف كبير بين الأمرين؛ اختلافٌ في الأشخاص الذين عملوا على التحليلات الاستخباراتية، واختلافٌ في طبيعة الموضوع، واختلاف في عملية التحليل، لكن هذا لا يعني أن الإخفاقات الاستخباراتية السابقة ليست ذات أهمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.