"ترام مصر الجديد" شاهد علي تخبط المسئوليين تصريحات "النقل" متضارب"..! "خبراء يفتحون النار على مشروع الطريق الحر بنها- شبرا.. " على بعد خطوات من ميدان روكسى كان الترام يمر من قلب مصر الجديدة، وبتتبع آثار القضبان، ستصل إلى مبنى هندسة السكة المختص بالكشف على سلامة وحدات القطار، وإصلاح ما أتلفه الطريق، وبالرغم من احتفاظ محطة الانتظار، التى تسبق مبنى الصيانة، بمقاعد الركاب فإنها خلت منهم تمامًا، بينما استقرت القمامة ومخلفات الهدم والبناء مكان الترام، ليصبح خردة مهجورة لا تتحرك، والعمال علي آمال أعادتهم للعمل بعد "قطع عيشهم". تصريحات وزارة النقل المتضاربة تفتح التساءلات عن مصير ترام مصر الجديدة الساكن، وقد صرحت الوزارة بأنها قامت بتوقيع اتفاقية بتطويره بتكلفة 80 مليون يورو، لكنها توقفت في الوقت الحالي بعد قرار الوزارة باستبداله بأتوبيسات حديثة. السبب الحقيقي لتوقف المشروع ومن جانبه صرح مصدر بوزارة النقل، أن مشروع تحويل ترام لمسار لاتوبيسات، مازال متوقف على الرغم من التنسيق مع محافظة القاهرة وهيئة النقل العام لتوفير اتوبيسات والإعلان عن موعد تشغيل الخط بعد خلوه من قضبان الترام، مؤكدا أنه ليس هناك أي مشكلات تمنع أخذ خطوة جدية في المشروع. ولفت المصدر، إلي أن كان من المقرر للاتوبيس ان ان يتم تشغلها في مقتبل 2017 المقرر وأن تسع حوالي 120 راكب في الرحلة الواحدة، مضيفا أن وزير النقل السابق، جلال السعيد، اتبع منهج إلغاء الترام واستبداله بالأتوبيسات أثناء توليه منصب محافظ القاهرة سابقا، وقام بتحويل مسار ترام المطرية لخط سير أتوبيس منفصل لتخفيف الازدحام المروري داخل القاهرة، ممضيفًا أنه بعد تولي الدكتور هشام عرفات الوزارة قام بأعادة مشروع ولكنه لم يتم خطوة جدية فى المشروع. تضارب تصريحات وزارة النقل ويكمل قال مظهر صالح، أستاذ الطرق والكبارى، أن على وزير النقل أن يحصم مشروع تحويل ترام مصر الجديدة لاتوبيسات واصفًا تصريحات الوزارة الأخيرة بدراسة تطوير الترام بدلا من ألغاءه نهائيا بالأمر الغير صائب؛ فمشروع الترام سيحتاج لأموال باهظة لتطويره وهو أمر غير متاح حاليا. وأشارصالح في تصربحات خاصة، إلي أن الترام لم يعد صالحة فى الوقت الحالى، وكان ضروريا استبدالها بأخرى سريعة، خاصة فى ظل قلة عدد مرتاديه إلي جانب أختفاء قطع غياره من الأسواق. وأضاف أستاذ الطرق والكبارى، أنه لا سبيل للتفكير فى عودة الترام في ظل عدم جدواه الاقتصادية، خاصة بعد وجود خط الرابع للمترو الذي يعد بديل للترام، لذا فالاصوب هو ألغاءه تماما والعمل علي تصميم خط منفصل للأتوبيسات، وتشغيل أتوبيسات حديثة وأتوبيسات أخرى بدورين. خناقة بين "النقل" و"القاهر" على ملكية ترام مصر الجديدة قال المهندس إسماعيل نجدي، الرئيس السابق للهيئة القومية للانفاق، إن النقل كانت تخطط لنقل ملكيتة ترام مصر الجديدة ليصبح مملوك لوزارة النقل، واستبداله بمشروع قطار مكهرب بدلًا من الترام ، ثم تم الاتفاق بينهما علي أن يصبح اتوبيسات. وأكمل الرئيس السابق للهيئة القومية للانفاق، في تصريحات خاصة، أن المفاوضات فشلت بين المحافظة، والوزارة؛ وذلك بسبب خلافات علي ملكية المشروع ورغبة محافظة القاهرة أن تكون لها احقية تطوير وتنفيذ المشروع، وتوظيف وتوظيف العاملين بجراجات هيئة النقل العام القريبة من بيوتهم فى الوظيفة الأقرب لوظيفتهم السابقة. وأضاف نجدي، أن المشروع كان سيحقق طفرة في عمليات النقل داخل القاهرة، ولكن تعثر المفاوضات أدى إلى إرجاء المشروع بالكامل قبل أن يتم تعديل المشروع. كما بدأت الهيئة العامة للطرق، تنفيذ مرحلة جديدة من الطريق الحر الجديد البديل للطريق الزراعي من شبرا الخيمة وحتى بنها بطول 40 كيلو متر ومن المقرر أن يتم إنشاء كوبري يربطها بمحور أحمد عرابي القادم من شبرا الخيمة، واستلمت الشركة أول 5 كيلو مترات بالطريق في المنطقة ما بين قريتي عرب العراقي بشبين القناطر وحتى رمادة بقليوب. قال اللواء عادل ترك رئيس هيئة الطرق والكبارى في تصريحات صحفية، إن والكبارىالانتهاء من تنفيذ طريق شبرا بنها الحر المدرج بالمشروع القومى للطرق بطول 42 كم، مع نهاية يونيو المقبل، لافتا إلى معدلات التنفيذ بالطريق متقدمة بشكل كبير. ولفت رئيس هيئة الطرق والكبارى، إلى أن الطريق الموازى لطريق شبرا بنها القديم سيساهم فى فك الاختناق المرورى اليومى الذى يشهده الطريق القديم، وسيمثل شريان ربط بين دائرى القاهرة الكبرى والدائرى الإقليمى. وفيما أمهل الدكتور هشام عرفات وزير النقل قيادات الطرق والكبارى حتى نهاية يونيو المقبل للانتهاء من طريق شبرا - بنها الحر المدرج بالمشروع القومى للطرق بطول 42 كم، مطالبًا شركات المقاولات المشاركة فى التنفيذ بالالتزام بالجداول الزمنية المحددة للتنفيذ. ويبقي السؤال ما فائدة الطريق الزراعي الجديد الذي يتم انشاؤه حرا بين الطريق الدائري ومدينة بنها ؟، فيري خبراء أن المشروع يعد أهدارا للمال حيث يكلف نحو مليار جنيه دون منفعة حقيقية منه علي حسب ما يراه الخبراء، علاوة عن أهدار للرقعة الزراعية التي كان من الممكن استغلال المال في تطويرها وتحسينها بدلا من تجريفهم. ومن جانبه وصف الدكتور أسامة عقيل خبير الطرق والنقل، مشروع الطريق الحر بنها - شبر التي تشرف عليه الهيئة العامة للطرق والكبارى والذى يتضمن 4 حارات بعرض 80 متراً وبطول 40 كيلو، ولا يبعد عن الطريق الزراعى الحالى إلا كيلومترات قليلة، بغير المجدي. وأوضح عقيل، أن تصريحات الوزارة تؤكد إن الطريق سيسهل للمسافر قطع الطريق فى نصف ساعة فقط، وبهذا لن يحل إلا مشكلة 40 كيلو من الطريق، لأنه سينضم بعد ذلك إلى الطريق القديم الحالى "القاهرة - الإسكندرية. وأكد خبير الطرق والنقل، أن إقامة المشروع سيهدر عدد كبير من الأفدنة الخصبة نحو 750 فدان بالدلتا، فليس من الحكمة أهدر أرضاً صالحة للزراعة لنقيم طريقاً حراً، بينما هناك مشروع آخر لتوسعة الطريق الزراعى الحالى بإقامة حارات مرورية جديدة على جانبى الطريق لاستيعاب الكثافة المرورية. وفيما أكمل الدكتور حسن عبد الظاهر خبير النقل والطرق، أن مشروع الطريق الحر شبرا الخيمةبنها يٌعد إهداراً للمال العام، حيث تبلغ تكلفته التقديرية المعلنة مليارا 750ألف جنيه، بالإضافة إلى 40 مليون جنيه أخرى لنقل المرافق، بالإضافة إلي المبالغ التى سوف تصرف كتعويض للأهالى بعد نزع الملكية للمنفعة العامة. وأشارعبد الظاهر، إلي أن هناك مشروعاً تم إنجاز جزء منه يحمل نفس الهدف و سوف يخدم نفس المنطقة، وهو طريق إقليمى يبدأ من مدينة السادات ماراً بالمنوفية والقليوبية والشرقية، فيربط الطريق الصحراوى "القاهرةالإسكندرية" بالطريق الصحراوى للإسماعيلية، وهو آيضًا يقلل جزءاً من كثافة النقل على الطريق الزراعى الحالى. لافتًا أن تلك الأموال كان من الأفضل استغلالها في تحسين الرقعة الزراعية، ومد المياه فى الترع، وتوفير الأسمدة واستصلاح الأرض التى تم الاعتماد عليها بالمبانى المخالفة، أوإصلاح وتطوير طريق المنصورة والشرقية وغيرها من الطرق التي تحدث عليه حوادث باستمرار.