العمل السردي الوحيد الذي كتبه تشارلي تشابلن، هو رواية قصيرة كانت أساس فيلمه العظيم "أضواء المسرح" والتي ظلت غير منشورة لمدة 60 عاما، وتُنشَر لأول مرة. "أضواء المسرح السفلي" التي تمتد إلي 34 ألف كلمة، تقتفي أثر القصة نفسها التي تدور في فيلم تشابلن الذي ودّع به أمريكا "أضواء المسرح"ذ وهو عن المهرج العجوز مدمن الكحوليات كالفيرو والباليرينا التي ينقذها من الانتحار. الفيلم الذي لعب تشابلن فيه دور كالفيرو ولعبت كلير بلوم دور الباليرينا كان الفيلم الأمريكي الأخير الذي صنعه تشابلن قبل أن يتم منعه من دخول البلاد بسبب تعاطفه المزعوم مع الشيوعية. الرواية القصيرة التي كتبها تشابلن عام 1948 - قبل سيناريو الفيلم - تُوسِّع وتُعَمِّق القصة، وتقدم رؤية لحالة الكاتب العقلية في هذا الوقت. ظلت الرواية في أرشيف تشابلن لعقود، ولكنها جُمعَت الآن من خليط من الأوراق المكتوبة بخط اليد والمكتوبة علي الآلة الكاتبة عن طريق كاتب سيرة تشابلن الذاتية ديفيد روبنسون. ونشرها معهد "سينيتيكا دي بولونيا" لترميم الأفلام الذي كان يقوم برقمنة أرشيف تشابلن من أجل عائلته. سيسيليا سينسياريلي إحدي مديريْ مشروع تشابلن، قالت عن الرواية: "تحتوي علي دلالات. إنها قصة عن كوميديان فقد جمهوره، يحكيها كوميدان كان قد فقد أيضا في هذا الوقت جمهوره، وكان يشار له في الصحافة علي أنه "الكوميديان السابق، و(المخرج السينمائي الناجح السابق)". إنه نوع من الجزء السابق للفيلم يُظهِر "لِم كان كالفيرو يصاب بالكوابيس، لِم فقد الشعوربسحر مهنته، وسحر الجمهور" تقول سيسيليا: "الكتاب يتعامل بشكل أكبر قليلا مع علاقة الفنان بجمهوره، ومع معني الفن". يقول كالفيرو في الرواية: "أعلم أنني مضحك، ولكن المديرين يعتقدون أنني انتهيت، أنني ماضي. يا الله! سيكون من الرائع أن أجعلهم يرجعون في كلامهم. هذا هو ما أكرهه في التقدم في العمر - الازدراء واللا مبالاة التي يظهرونها لك. يعتقدون أنني بلا فائدة... هذا هو سبب أنه سيكون من الرائع أن أعود!... أعني بشكل انفعالي! أن أجعلهم يهتزون من الضحك مثلما اعتدت أن أفعل... أن أستمع إلي الصيحات وهي ترتفع... أمواج الضحك تصل إليك وترفعك علي قدميك... يا لها من إثارة! تريد أن تضحك معهم ولكنك تربط جأشك وتضحك بداخلك... يا الله. لا يوجد شيء شبيه بهذا! بقدر ما أكره هؤلاء القذرين بقدر ما أحب سماع ضحكاتهم". كان تشابلن يمر بوقت عصيب في أمريكا عندما كان يكتب الرواية، يقول روبنسون: "كان هدفا كبيرا لإدجار هوفر مدير الإف بي آي، الذي كان مؤثرا لدرجة أن كما كبيرا من الطبقة الوسطي الأمريكية كرهه. كان هذا صادما له، هو الذي كان أكثر رجل محبوب في العالم لثلاثين عاما". يقول روبنسون إن هذه المشاعر: "ظهرت في قصة كالفيرو". نشر معهد سينيتيكا الرواية الأسبوع الماضي، وستكون متاحة علي موقع أمازون، رغم أنها لم تحصل علي ناشر بريطاني ولا أمريكي، هذا الذي تتمني سينسياريلي أن يتغير. تقول سينسياريلي: "من المدهش أن هذا الرجل الذي لم يذهب للمدرسة سوي ستة أشهر في حياته استطاع أن يصير كاتبا. وسبب كون الرواية لم تنشر من قبل هو أن أسرته كانت متحفظة قليلا... ولكنهم اقتنعوا في النهاية أن هذا سيصير عملا طيبا للقيام به". يقول روبنسون: "لم يكن يهدف إلي نشر الرواية، كانت أمرا خاصا تماما... كتبها لنفسه". في تعليقه علي الرواية يكتب روبنسون أن تشابلن "يستطيع أن يتحرك ذ بدون سابق تحذير - من اللغة الدارجة الصريحة إلي الخيال المدهش الخالي من الجهد كما يبدو، كأن يحدق كالفيرو المسحوق "وهو متعب إلي النهر الصامت الذي يتحرك كالشبح في الحياة التي تخصه... ويبتسم له بشيطانية وهو يعكس آلاف الأضواء من القمر ومن المصابيح المعلقة علي الجسر". يكتب روبنسون أن طفولة تشابلن في جنوبلندن يمكن أن تُشاهَد في الرواية، في شخصية طفل "يدمن الجلوس في الحدائق... البقع الخضراء الكئيبة المنعزلة، والناس الذين يجلسون هنا، هم القبور الحية لليائس والمعدم" تُظهِر الرواية أيضا "البهجة في الكلمات الجميلة والغريبة لعصامي يعترف ذاتيا، يضع قاموسا إلي جانبه ويخطط لتعلم كلمة جديدة كل يوم. عندما يصل لكلمة تعجبه يستخدمها حتي لو لم تكن مناسبة للموقف، ومع ذلك يكتب بشكل رائع. في أفلامه أخذ يعمل ويعمل حتي وصل للشكل المناسب، والأمر نفسه تم مع هذا الكتاب، إنه جيد للقراءة، غريب ولكنه جيد". باميلا هتشنسون التي تُدوِّن عن الأفلام الصامتة قالت عن نشر الرواية أنه أمر مثير جدا، وتضيف: "هناك دوما اهتمام عظيم بتشابلن ذوعندما يكون قد كُتِب عنه الكثير علي مر السنوات، ففرصة قراءة كلماته هو، خاصة الكلمات التي لم تسمع عنها من قبل، هو أمر مثير". وتضيف: "واحدة من الأشياء الرائعة في (أضواء المسرح) هي أنها تظهر عودة تشابلن إلي لندن شبابه: السكان والمسارح التي يعرفها". "أن تقرأ ما يكتبه عن هذا العالم في الأربعينيات من القرن الماضي يؤكد اعتقادنا الراسخ أن تشابلن لم ينس جذوره البريطانية طوال نجاحاته في الولاياتالمتحدة". "موضوع (أضواء المسرح) ذ الفقر، الحالة النفسية ومسرح المنوعات ذ إلي جانب مشاهد لندن، يمكن أن يكون منتزعا بالضبط من طفولته. مسودات هذه الرواية تؤكد أن هذه الأشياء لا تزال تدور في ذهنه إلي وقت متأخر من حياته".