يمشي كما تمشي الفراشة في اتجاه النار لا يدري بما قد دار في بال النسيم الرطبِ من عصفٍ ولم تدرِ الفراشة كيف تفتح عينها حتي تري ما الفرق بين النور والنيرانْ ولم تك بعد تُثقلُ روحهُ إلا حقيبته ولثغته بحرف الراءْ. إيمان لم ترحم هشاشة ذلك الطفل المغلَّف بالقصائدِ والندي والناي وهْو يدس في عينيه جرح الأغنياتْ لم يحتمل خوف اليمامة من رصاصة صائد فاختار أن ترضي بقضبان القفصْ. في الحصة الأولي بأول يومِ في العام الدراسيّ الجديدْ ما كان طفلا جاهلا كي لا يجيد قراءةَ العنوانْ لكنْ علي الجهة المقابلةِ التقت عيناهُ باللازورد في جفن الملاك بِ "حِراء" عينيها تلعثم ذلك الطفل النبي بوحيهِ - اقرأ - هَه ههْ، وما أنا قارئ؟؟. إيمانُ أكبر من تحمل قلبه القروي قلب ما تعلّم كيف يكسر للبراءة ما تبقّي من لُّعبْ أو أن يقول قصائد الغزل العفيف أمام والدهِ ولا أن يفتح التلفاز كيف يشاء في أي اتجاه. للعود أن يخفي ملامح لحنه عن أذْن صاحبه الذي قرأ الحكاية قبل مبدئها وللصحراء أن تدلي لعنترة الشجاع بفلسفات الريح وللأغنام ألا تستكين لكلبهِ الوحشي. في درس القراءة كان عنترةُ الشجاعُ هو ابتداء الدرس للأستاذِ "خضرْ" -اليوم نبحرُ يا أحبائي معا بروايةٍ عن فارس الصحراء عنترة الشجاع في المبتدأ لم يبدُ عنترة الشجاع برمحه قدام جيشٍ كان يقدر أن يواجهه وحيدا ما كان إلا حاديا ركب المليكة, جاثيا كي يحلب الأغنام وهو يبُص من ثقبٍ بمهجته تجاه عيونها السَوْدا وعبلةُ لم تكن تدري بما قد دار في أحلامه العذراء إلا أنها كانت تدور لوحدها في كوكب رسمته في الكراس فطنت بنات الفصل ما قد دار في عينيه ثم ضحكن بينَا كان يخفي روحه في درج مقعده هل سوف يقدر أن يواجه ضحكهن وهل سيترك نوقه للريح تأخذها إلي أي اتجاه. كيف احتملتَ السهم دون نزيف؟ كيف ارتكنت إلي السراب ولست تدري كيف غار الماء في عينيك أو كيف الطريق إلي خيام الروح عَودا من ضياعك ما كان عنترة الشجاع- كما حكي الأستاذ "خضر" لهم- شجاعا لم يرضَ إلا أن يُقطّعَ رسمةً فاضت بها أوجاعه فوق السطورِ وما استطاعت عبلةُ الغيداء أن تمشي بعيدا عن بنات الحي كي تلقي عليه جوابها الورقي رجعوا من الصحراء أحلاما تحادث نفسها عن ذلك الألم الأنيقِ وعن ذبول الورد قبل أوانه عن كيف أضحِي السيف باقة ياسمين وما الذي ستري الفراشة حين تفتح عينها للوهلة الأولي أمام النار. في الحصة الأولي بأول يومِ في العام الدراسيّ الجديد عادوا بأحلام الرمال معبئين بخوفهم وبشهقة أولي استحالت في المساء إلي قلوبٍ فوق أغلفة الكشاكيل التي للوهلة الأولي ستجرحها سهام الحرب إذ لم يَنْجُ عنترة الشجاع من النزيف وما استطاعت عبلة الغيداء أن تخفي الذي يجتاح مهجتها لكي تلقي عليه جوابها الورقي.