أنا ممن يرون - ربما غير مصيب أن علي الكاتب وصاحب الفكر دورا في إضاءة بعض ما قد يلتبس علي الجماهير في القضايا المختلفة خاصة الثقافي منها والوطني ، وكثيرا ما يلجأ الصحفيون إلي الكتاب لسؤالهم عن هذا الأمر أو ذاك وأغلبهم لا يجد غضاضة في ذلك فهذا حق المجتمع، لأن حاملي القلم هم عيون الوطن المبصرة، وهم بحكم خبراتهم وقراءاتهم وتأملاتهم القادرون علي الغوص فيما وراء الظاهر من شئون الناس، وهم بالقطع أقدر من غيرهم علي تلمس الطريق إلي المستور والمجهول من السلوك السياسي والثقافي والإنساني، وظل النظر دائما إلي الكاتب بوصفه زرقاء اليمامة الذي يستطيع من قراءة وتأمل الحاضر أن يستشرف المستقبل، ومن هنا يستجيب معظم الكتاب خاصة المهمومين بالوطن وقضاياه والمؤرقين بالحراك الثقافي والاجتماعي لاستفسارات رجال الإعلام ، ومن الطبيعي أن يقول المفكر كلمته ويمضي عائدا إلي ما يشغله، وليس علي الكتاب والمفكرين التخلي عن مشروعاتهم الأدبية والفكرية كي يركضوا وراء كل كلمة يصرحون بها للصحفيين والمنشورة في عشرات الصحف داخل مصر وخارجها ، ليتحققوا من دقة ما نشر ، لأن أي تغيير في حرف معناه الخروج عن المعني المراد والإساءة إلي الأشخاص أو إحداث غير المقبول من الالتباس فضلا عن الإساءة لصاحب الرأي ذاته ، وعندما يكتشف الكتاب ما حدث لآرائهم من تحريف وتجريف وعبث فإنهم يصابون بالفزع ويروعهم جدا ما حدث لكلماتهم ، وكثير من الصحفيين لا يعنيهم هذا ولا تهتز في جلودهم شعرة من القلق، ويمضي الكتاب عندئذ يتعثرون في دهشتهم وتوتر أعصابهم لأن الكلمة عندهم مقدسة ويجب أن تحظي بكل احترام واحتضان صادق وحريص كأنها الوليد الذي يستحق من الجميع كل رعاية، وعليهم إذن أن يتخلوا عن كل ما يشغلهم ليطاردوا المنشور في مظانه العديدة ليتولوا الدفاع عن أنفسهم ضد كل تشويه طال كلماتهم ، وهذا بالضبط ما حدث لكلمتي التي صرحت بها لشاب من جريدة ألكترونية جديدة تحمل اسم »فيتو« حيث نشر فتاها واسمه هيثم الشافعي أو من يرأسه هذه السطور التي جاءت عكس كلماتي تماما مع أنها تتضمن بعض ألفاظي، فهما إذن جريمتان ، ولن تغفل العين عن كم الركاكة وسقم التركيب.. قالت الجريدة : قال الروائي فؤاد قنديل: إن جريدة »أخبار الأدب« لم تعد منبرا ثقافيا يعوض القراء عن النقص الكبير الملحوظ في طرح الثقافة المصرية والعربية. وأكد أن هناك »مسحة إخوانية« تتجه إلي الجريدة عن طريق صوت تابع للتيار الإسلامي بشكل حزبي تروج لرموز فصيل بعينه، ما أدي إلي نتاج لايَرضي عنه المثقفون أو القراء ممن اعتادوا متابعة الجريدة. وأضاف قنديل، أن المادة التحريرية للجريدة بعد تولي الكاتب الصحفي مجدي العفيفي، لاتتعدي كونها مجموعة من مقالات المدح في رموز جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أن الاستفادة منها أصبحت تقتصر علي الآيات والأحاديث بغرض »الفلترة« الإسلامية ولَيِّ الرقاب والأقلام ما حولها إلي جريدة حزبية تقف خارج الإطار الثقافي . أما ما قلته بالحرف ردا علي سؤال مقدم أساسا بصورة مقصودة وخاطئة وهو : هل ما زالت أخبار الأدب بعد تولي مجدي العفيفي رئاسة تحريرها جريدة ثقافية؟ : نعم .. أخبار الأدب ما زالت جريدة ثقافية تقوم بدورها لتعويض النقص الملحوظ في رصد الحراك الثقافي علي الساحتين المصرية والعربية ، وإذا كان الأستاذ مجدي العفيفي يميل للتيار الإسلامي فهذا شأنه ، المهم أنه لا يروج له ولا يفرض رؤيته إلا في مقاله أحيانا، وهذه المسحة الإخوانية لديه لم تستطع تحويل الجريدة إلي مطبوعة حزبية تتوجه لفصيل بعينه، وكونه يستأنس ببعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لا يعني أن الجريدة تسعي لإجراء فلترة إسلامية لكل ما يعرض عليها ولا تحاول لي أعناق الأقلام لحساب تيار متأسلم، أنا بالقطع أرفضه كتيار سياسي وليس كعقيدة ، ولو لاحظت غلبة هذا التيار أو تغلغله لما نشرت سطرا في هذه الجريدة أو غيرها وهذا ما لاحظته في الأهرام مثلا . هل لاحظتم الآن مدي التدني والتجني علي ما قلته وما أقتنع به ؟؟ وقد أرسلت هذا البيان الي موقع فيتو أرجو إذن أن تنشر هذه السطور تحت عنوان بارز »كذب يصل إلي حد الجريمة«، وفي حالة عدم النشر سوف ألجأ إلي القضاء حتي يتم تصحيح هذا العبث وهذه الإهانة التي لا تصدر إلا عن غرض غير كريم ولا نبيل يعمل بقوة وثقة ضد الثقافة والضمير والمسئولية، ويحشر أصحابه ضمن رعاة الفكر الخطأ الذي يتصور أن كل من يذكر الله فهو عدو وهو رجعي متخلف.