للأسف .. العقد قد انفرط في كثير من الميادين وشوارع المحروسة وباتت محاولات البعض لتأجيج الخلافات ونشر الفوضي وتخريب المؤسسات الأمنية والهيئات الحكومية واضحة لتنفيذ أجندات داخلية وخارجية لإعلاء المصالح الخاصة والمتاجرة بآلام الوطن الجريح وبتنا مهددين بفتنة كبري. لا قدر الله تقضي علي أحلام الوطن العزيز ما لم يتم تداركها فالفتنة ضررها جسيم وخطرها عظيم وحدودها لا تقف عند من أشعلها ودفع الناس إليها. بل ان نارها تحرق الكل بلا تميز لدين أو لون أو عرق قال تعالي "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" فالتعبير عن الرأي أمر مشروع وحق مكفول وهو جزء من الدعوة إلي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شريطة لا يؤدي ذلك إلي كارثة يصعب حلها أو أزمة يستحيل علاجها، ونحن أحوج إلي الدعاة »المستنرين« كي يقوموا بواجبهم الأمثل نحو اصلاح حال الناس ونشر الفكر الأزهري الوسطي. الذي يدعو القائمين علي سدة الحكم في بلادنا أن يستجيبوا لتطلعات الناس ومطالبهم المشروعة وألا يتعالوا في قبول النصح وتحقيق ما يخمد الفتنة ويبث الاستقرار ويقلع العنف والاستبداد وخراب البلاد وقد عاب القرآن علي من يرفضون ذلك كما أوضح في قوله تعالي"وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد»وعلي الجميع أن يعلم أن الوطن في خطر ودماء المصريين أغلي من لعبة المصالح والأرقام المالية ولا طائل من الخراب وإراقة الدم الحرام" فلا يزال المؤمن علي دينه ما لم يصب دما حراماً" ومن الممكن أن نعالج جميع أمورنا علي طاولة المفاوضات طالما سلمت النوايا وأخلصت الأغراض من أخبثها »فزوال الدنيا أهون علي الله من سفك دم بغير حق« ولابد من أن يعلو صوت العقل ونسموا بالأغراض فوق ثورة الغضب والإنفعال المقيت والتعدي علي حرمة دماء الآخرين وكرامتهم والمساس بمقدرات الوطن والإفساد في الشارع والفوضي العارمة التي تصنع التخريب والدمار والنكاية وطلب الثأر من الآخرين ليس من الإسلام في شيء »من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا« و»الله لا يحب المفسدين«. وليتق الله كل من يهدف إلي بث الفرقة واحداث الفتنة لتحقيق مآرب شخصية وأهواء ذاتية وصناعة ميكافيلية جديدة وامبريالية أجنبية تستبيح الوطن وتنشر الفوضي الخلاقة والإنفلات الأمني وهذه مآرب أعداء الوطن الطامعين في نكسته ما بين عشية وضحاها. لعنهم الله!.