الظاهر أن حظ الكتاب والمبدعين الأجانب »عال« كحظ الغوازي، سواء في بلادهم التي ركبت «المكاكيك« ، لانها تضع الثقافة والإبداع في »نن عيونها«، أو في البلاد الثانية التي تركب »التكاتيك« لأنها ثقافيا وابداعيا »ماشية« بالعكس. فمثلا ، سمعنا أن كاتباً مصريا كبيراً، أرسل إحدي قصصه الرائعة لمطبوعة مصرية كبري، فاعتذرت هيئة تحريرها عن عدم نشرها، لأنها رأت في القصة حوالي أربع قطط »فاطسة« إحداها حمراء كعرف الديك الرومي، والثانية بلون السماء والثالثة كرغيف »ظلطي« ساخن، أما القطة الرابعة، ففطست في القصة أثناء كتابتها، كما »فطس« الجنيه في بحر الظلمات أثناء محاولات تعويمه، وبعد فترة أعاد الكاتب الكبير، إرسال نفس القصة بنفس عنوانها لنفس الإصدارة المحترمة، لكن علي انها قصة مترجمة لأحد الكتاب الأجانب »المحاظيظ« فنشرتها المطبوعة المصرية في عددها الممتاز، كما اتحفت الكاتب »المترجم« بحفنة لحاليح كمكافأة نشر قصة مترجمة للكتاب الأجنبي السعيد، وطالبته بترجمة المزيد من قصص هذا الكاتب المشهور، الذي جاء لمصر فيما بعد لرؤية آثارها وزيارة »تحفها«، فاقترح الكاتب المصري استضافة الكاتب الأجنبي المحظوظ، واقامة ندوة فكرية له، لتحقق المطبوعة إياها انفرادا صحفيا هائلا: وفي الندوة، سأل الكاتب المصري «مثيله» الأجنبي عن قصته التي نشرتها المطبوعة العريقة مقيمة الندوة فأبدي دهشته البالغة، معلنا أنه لم يكتب القصة حاملة اسمه السعيد ولاغيرها، لأنه اساسا لا يكتب القصص، لكنه طالب بحق الملكية الفكرية، لقاء »لطع« اسمه - الميمون - علي قصة لم يكتبها، وإلا سيضطر الكاتب المستضاف - بلا أسف - لمقاضاة المطبوعة المضيفة، التي »تكع« ثمن »الساقع« الذي »يقربعه« الضيف، وأيضاً ثمن »ملهوطاته« المحمرة والمشوية، ولولا تدخل مفكر محترم من حاضري الندوة لحل الأزمة لأوصلها الكاتب الأجنبي لقاعات كل المحاكم، بما فيها محكمة معروفة شعبيا عندنا بمسمي، محكمة »الأسري«. ولكن لماذا تتراجع غالبية الجهات المصرية من »فوق لتحت«، عن القيام بمهمتها، في رعاية الكتاب والمثقفين والمبدعين، مع أنها وجدت أصلا لهذا الغرض المنسي، لكنها تقوم بأي مهام اخري، إلا مهمتها الأصلية، فوزارة كالثقافة مثلا، ماذا تقدم للمثقفين والمبدعين، غير العدد المحدود من منح التفرغ ، فتعلن عنها في نطاق »محدود« وبشروط تعجيزية تعتبر »أم« كل العقد، الموجودة في »أم الدنيا« فالمنح والجوائز ذاتها، كأنها معمولة علي مقاس حاملي، الريشة الإبداعية.. والرعاة الرسميون للإبداع لا يرون المبدعين، إلا اذا كانت الريشة علي رؤوسهم . حتي الجهات التي نصبت نفسها كراعية »قطاع خاص« للإبداع، لا تختلف عن ثقافة المنح الرسمية، إلا اسما فقط، ثم اتضح مؤخراً، أن الثانية بنت خالة الاولي، ولكن كثيرا ما حدث تعارض بين »التنوير« كمهمة أصلية للاثنتين، وبين شغلهما المظلم، والأمثلة تفوق الحصر، فإن احتاج مبدع من الغلابة، لرعاية من هذه، أو دعم من تلك، ولأن »غلبان« الإبداع ، له الله ككل الغلابة الآخرين، فلا »حس«