أن يمرض كاتب أو تؤكل حقوقه فلا يجد أحداً من .رفاق الدرب. يقف بجواره أو حتي يقول له: سلامتك، فهذا ان .جاز. لكل الناس فلا يجوز لمن يعتقد أنهم .منورون. لا كالكهرباء التي تقلبها ظلمة أحيانا وإنما كنجوم السماء التي تهدي الناس في المتاهة. لا شك أن حظوط الكتاب الأجانب من السماء، سواء في بلادهم، أو في البلاد الثانية العاملة بالمثل القائل: .زمار الحي لايطرب. فمثلاً سمعنا أن كاتبا مصريا كبيراً أرسل إحدي قصصه الرائعة، لنشرها بمطبوعة مصرية كبري لكن هيئة تحريرها اعتذرت عن عدم النشر بحجة أن في قصته- المدهشة- قطتين فاطستين احداهما حمراء كعرف الديك والأخري بلون .قرع الثقافة، فانتظر الكاتب الساخر الكبير فترة ثم أعاد ارسال نفس القصة بنفس عنوانها لنفس المطبوعة المصرية .المحترمة.، لكن علي أنها مترجمة لكاتب أجنبي، فنشرتها المطبوعة في عددها .الممتاز. التالي والأكثر أنها .شبرقت بقرشين. علي الكاتب الساخر كمكافأة نشر القصة التي .ترجمها. وطالبته بإرسال المزيد من القصص المترجمة لهذا الكاتب الأجنبي .العالمي. الذي ما إن جاء لمصر في زيارة خاصة وسمع الكاتب الساخر بخبر مجيئه، حتي أقنع هيئة تحرير المطبوعة .إياها. بانتهاز الفرصة واقامة ندوة فكرية للكاتب .الأجنبي العالمي.، وفي الندوة، سأل الكاتب المصري مثيله الأجنبي عن .قصته. التي نشرتها المطبوعة الراقية مقيمة الندوة فأبدي الكاتب الأجنبي دهشة بالغة معلنا أنه لم يكتب تلك القصة ومطالبا في الوقت ذاته بحقوق ملكيته الفكرية لقاء نشر اسمه -المبارك- ككاتب قصة لم يكتبها، تماماً مثلما يحدث بالنسبة للعلامات التجارية المسجلة المشهورة والا فسيضطر -بلا أسف- لمقاضاة المطبوعة التي .تكع. تكلفة .الساقع. و.ملهوطات. الكاتب الضيف ولو لا تدخل مفكر كبير لحل الأزمة لأوصلها الكاتب المستضاف لقاعات المحاكم. ولا يوجد حتي الآن تفسير منطقي لتراجع غالبية الجهات المصرية الموجودة أصلا لرعاية الكتاب بالذات والمبدعين ماديا ومعنويا ولكنها تفعل كل شيء إلا الشيء الذي وجدت من أجله فوزارة كالثقافة ماذا تفعل لهم تحديداً غير أنها أحيانا تعلن عن عدد محدود من منح التفرغ التي تذهب لأصحاب .الريشة. مع أن شروط تلك المنح تعجيزية، كشروط إعادة القرع الثقافي لبائعيه بعد شرائه، وأي هيئة ثقافية أخري معنية بالكتاب لا تختلف عن وزارة ثقافة القرع إلا اسماً فقط، مع انها تستمد أسباب وجودها و.تكوينات. مجالس إدارتها من وجود ناس غلابة اسمهم الكتاب، لكن في ساعة احتياج أحدهم لدعم مادي أو معنوي فلا وجود لتلك التكوينات والحجة دائماً أن .الخزائن فاضية. ومن فضاها من الملايين التي يعلم الجميع أنها دخلت أمام أعينهم لتلك الخزائن بعدة مسميات وكانت .منورة. بداخلها هل اقترضها أحد لانارة بيته بها لحين توصيل الكهرباء إليه علي أمل إعادتها مرة أخري ولكنه نسي الإعادة لكثرة مشاغله؟ أم أن .القوارض. لم تجد تسليتها إلا .بقرض. تلك الملايين الكثيرة وإلقاء .الفتافيت. للقطط الحارسة، أسئلة كثيرة تدور حالياً لدي غالبية الكتاب والمبدعين عن أسباب التدهور المادي والمعنوي والصحي لكثير من كتاب البلد ومبدعيه، لا شك أنه أمر يسيء للجميع، بشكل أكبر واقسي من الاساءة التي سببتها اللوحة الملهوفة فأن يمرض كاتب أو تؤكل حقوقه فلا يجد أحداً من .رفاق الدرب. يقف بجواره أو حتي يقول له: سلامتك، فهذا ان .جاز. لكل الناس فلا يجوز لمن يعتقد أنهم .منورون. لا كالكهرباء التي تقلبها ضلمة أحيانا وإنما كنجوم السماء التي تهدي الناس في المتاهة وتفسيراً لما يلقاه الكاتب المصري من .رفاق الكار. أن الست الوالدة، دعت عليه وهو في .اللفة. بأن يصير كاتبا لأن روحها كادت تطلع أثناء ولادته المتعسرة فلما طلع من البيضة وظهرت شقاوته وكثرة الشكاوي منه دعت عليه أمه نفس الدعوة كعقوبة قاسية فلما كبر الولد تحققت دعوات أمه عليه وصار بالفعل كاتبا ليذوق الطعم الأصلي لشيكولاته المرار بعكس مثيله الأجنبي علي طول الخط الذي ما أن يسحبوا رجله من بطن الست الوالدة وتصرح الداية رسميا بأن الوليد السعيد يشبه الكاتب .آرثرميللر. أو .وليام فوكنر.، حتي تفقع أمه زغرودتين علي طريقة .الفرانكو. ولولا أنها في النفاس لوقفت .لتديها. عشرتين رقص باليه فرحا ببشري الداية بأن وليدها وهو لم يزل لحما أحمر في اللفة يشبه أحد الكتاب فمستقبله متي صحت النبوءة وصار كاتبا مضمون ألف في المائة ففي الحال تصرف له جمعيات رعاية الطفولة والأمومة ببلاد الفرنجة البزازة والملعقتين الذهبيتين الأولي لارضاعه صناعيا أجود أنواع اللبن المجفف المحلاة دائماً .بعصير القلوب. أما الملعقة الذهبية فلوضعها بفمه بعد كل رضعة ليصدق علي الكاتب الأجنبي أنه مولود وبفمه معلقة ذهبية وللاحتفاظ بها للنهاية تستمر العطايا والمنح المناسبة لكل مرحلة من مراحل عمر الكاتب الأجنبي إلي أن تتحقق دعوة أمه له فيصبح من أسعد الناس في الدنيا لمجرد أنه كتب كتابا أو اثنين ثلاثة أرباع صفحاتهما مليئة بأخطاء بلا حصر، تماما مثلما تتحقق دعوات أم الكاتب المصري عليه بأن يصيا كاتبا ليذوق المر من كل نوع سواء من كاشورة .لاوية بوزها. شبرين دائماً بطريقة تفتح النفس، أو من هيئات رسمية تأمل بأن القطة تأكل الكتاب لأن أقلام بعضهم كالرصاص.