بسواعد الرجال، وعزيمة الأبطال الذين يصنعون مستقبل أفضل لبلدهم، العمل متواصل 24 ساعة، 3 ورديات يومياً، أصوات الماكينات لا تنقطع أبداً، مئات الأيدي العاملة تري في عيونهم نظرة التحدي، تجدهم كلاً في موقعه علي ماكينة عملاقة يصل طولها إلي 90 متراً، وارتفاعها 13 متراً، يؤمنون بمقولة رئيسهم "إحنا بنتحدي التحدي"، يتفاخرون بالعمل في ذلك المشروع الذي حتماً سيخدم أبناء الوطن، هذا الوصف هو للمشهد العام لمشروع حفر الأنفاق أسفل قناة السويس بمدينتي الإسماعيلية وبورسعيد، هذا المشروع العملاق الذي سيربط سيناء بالوطن الأمن، وفقاً لخطة الدولة لتنمية أرض الفيروز. وتولي الدولة شبه جزيرة سيناء أهمية خاصة وأولوية في مشروعات التنمية التي تقوم بها في كل ربوع الوطن، وعندما كانت تنمية سيناء تبدأ من ربطها بالوادي فقد بدأ تنفيذ مجموعات أنفاق سيارات لتحقيق ذلك الهدف. 4 أنفاق في الإسماعيلية وبورسعيد يشقها أيادي المصريين أسفل القناة من العاملين بالشركات المدنية الوطنية الكبري، ومعاونة كبري الشركات العالمية التي تعمل في هذا المجال. صعاب عديدة واجهت رجال القوات المسلحة، 4 أنفاق تمر تحت قناة السويس القديمة والجديدة، ماكينات للحفر غير متوافرة، تربة يصعب الحفر فيها، عامل الوقت الذي يداهمهم، بالإضافة إلي تحقيق أفضل معايير الأمن والسلامة والجودة.. ولكن كعادتهم رفعوا شعار الرئيس السيسي "نحن نتحدي التحدي"، مصممون علي قهر أي صعاب تواجههم. ولكن دائماً الرجال كما عاهدناهم.. يتحدون الصعاب، ويصنعون المعجزات، وانتهوا من حفر الأنفاق، وجار الانتهاء من أعمال التشطيبات للأنفاق تمهيدًا لافتتاحها في الفترة المقبلة، وتقع مجموعة الأنفاق الأولي بمنطقة جنوب بورسعيد بعلامة كم 19٫150 ترقيم قناة، والمجموعة الثانية شمال الإسماعيلية بعلامة كم 73٫250 ترقيم قناة، وتتكون كل مجموعة من نفقين للسيارات "بمعدل نفق لكل إتجاه مرور"، وتم تصميم هذه الأنفاق بقطر خارجي 12.6 متر، وعلي عمق من 16 إلي 20 متر أسفل منسوب قاع المياه لقناة السويس. وكان الكثيرون يتساءلون عن »متي يمكننا أن نحفر أنفاقنا بأنفسنا ؟».. ليأتي القرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن يتم مشاركة الشركات المصرية في مشاريع الأنفاق التي تنفذ أسفل قناة السويس، وتم التعاقد علي شراء 4 ماكينات للحفر من أفضل الشركات الألمانية العالمية ثم تقوم الشركات المصرية الوطنية الكبري بتنفيذ المشروع، وتم الاشتراط علي الشركة الألمانية، بأن يقوم مهندسوها بقيادة ماكينة حفر أول نفق لمسافة 100 متر، ثم يستمروا مع العمالة المصرية كنوع من التعاون معها من أجل اكتساب الخبرة، ثم يقوم مهندسونا بالعمل في باقي الأنفاق بأنفسهم، كما تم الاتفاق مع الشركة الألمانية بأنها سوف تستعين بالشركات المصرية في تنفيذ أي أعمال تطلب منها في هذا المجال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب أوروبا في الفترة القادمة. بالإضافة إلي تدريب 40 مهندساً من الشركات المدنية والهيئة الهندسية سافروا إلي ألمانيا للتدريب علي تشغيل وصيانة الماكينات كما تم طلب "محاكاة" للماكينات التي تم شراؤها لتدريب العاملين بمصر الذين لم يتمكنوا من السفر للتدريب، كما تم الإتفاق مع الشركة علي توفير مصنعين الحلقات الخرسانية اللازمة للمشروع في موقعي العمل ببورسعيد والإسماعيلية. 4 شركات رئيسية تعمل في مشروع الأنفاق منهم اتحاد بين شركتين في الإسماعيلية وهي "بتروجيت وكونكر" وشركتين تعملان في مشروع أنفاق بورسعيد وهي شركة" أوراسكوم والمقاولين العرب" وهناك من 20 إلي 24 شركة من الباطن تقوم بالمساعدة بعمالة مباشرة تصل إلي 3000 عامل مباشر. ويعد الاسمنت المستخدم في تجهيز الخرسانات من نوع مقاوم للعوامل الخارجية التي تطرأ علي التربة سواءً من مياه جوفية أو تسريبات من مياه المجري الملاحي.. ويتم تصنيعه في المصانع المصرية بمنطقة سيناء والوادي ويتم توريدها للمشروع بأسعار خاصة كما يتم دعم هذه القطع بحديد تسليح ذي كفاءة عالية و"تخانات" عالية مما يجعلها قادرة علي تحمل ضغط التربة والأحمال الثقيلة وضغط مياه قناة السويس. مشروع أنفاق قناة السويس ببورسعيد والإسماعيلية، تأتي في إطار عملية التنمية الشاملة للدولة المصرية، وفي إطار تنمية محور قناة السويس أيضا.