3 آلاف عامل ومهندس يواصلون العمل ليلا ونهارا لتحقيق الإنجاز في عامين بسواعد الرجال، وعزيمة الأبطال يصنعون مستقبل أفضل لبلدهم، العمل متواصل 24 ساعة، 3 ورديات يومياً، أصوات الماكينات لا تنقطع أبداً، مئات الأيدي العاملة تري في عيونهم نظرة التحدي، تجدهم كل في موقعه علي ماكينة عملاقة يصل طولها إلي 90 متراً، وارتفاعها 13 متراً، يؤمنون بمقولة رئيسهم »إحنا بنتحدي التحدي»، يفتخرون بالعمل في ذلك المشروع الذي سيخدم أبناء الوطن، هذا الوصف هو للمشهد العام لمشروع حفر الأنفاق أسفل قناة السويس بمدينة الإسماعيلية الذي قامت »الأخبار» بزيارته وقضاء يوم كامل مع العمال في هذا المشروع العملاق الذي سيربط سيناء بالوطن الأم، وفقاً لخطة الدولة لتنمية أرض الفيروز . وتولي الدولة أرض الفيروز أهمية خاصة وأولوية في مشروعات التنمية التي تقوم بها في كل ربوع الوطن ، وعندما كانت تنمية سيناء تبدأ من ربطها بالوادي فقد بدأ تنفيذ مجموعات أنفاق للسيارات والسكك الحديدية لتحقيق ذلك الهدف. 6 أنفاق بأطوال 41 كيلومترا يشقها أيادي المصريين أسفل القناة من العاملين بالشركات المدنية الوطنية الكبري، ومعاونة كبري الشركات العالمية التي تعمل في هذا المجال.. للانتهاء من المشروع خلال عامين.. خاصة انه تم الانتهاء من 2700 متر مداخل ومخارج الانفاق. في جولة »للأخبار» بالمشروع، شاهدنا الرجال وهم يعملون علي ضفة القناة الغربية .. يتحدون الصعاب يصنعون المعجزات، حيث إنه جار حالياً إنشاء مجموعتين من الأنفاق أسفل قناة السويس بمنطقة جنوب بورسعيد، وشمال الإسماعيلية وتتكون كل مجموعة من نفقين للسيارات »بمعدل نفق لكل اتجاه مرور» ونفق للسكة الحديد، وتم تصميم هذه الأنفاق بقطر خارجي 12.6 متر، وعلي عمق 16 – 20 مترا أسفل منسوب قاع المياه لقناة السويس ويبلغ إجمالي أطوال هذه الأنفاق 41.3 كم . وكان الكثيرون يتساءلون عن »متي يمكننا أن نحفر أنفاقنا بأنفسنا؟».. ليأتي القرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن يتم مشاركة الشركات المصرية في مشاريع الأنفاق التي تنفذ أسفل قناة السويس، وتم التعاقد علي شراء 4 ماكينات للحفر من أفضل الشركات الألمانية العالمية ثم تقوم الشركات المصرية الوطنية الكبري بتنفيذ المشروع ، وتم الاشتراط علي الشركة الألمانية، بأن يقوم مهندسوها بقيادة ماكينة حفر أول نفق لمسافة 100 متر، ثم يستمروا مع العمالة المصرية كنوع من التعاون معها من أجل اكتساب الخبرة، ثم يقوم مهندسونا بالعمل في باقي الأنفاق بأنفسهم، كما تم الاتفاق مع الشركة الألمانية بأنها سوف تستعين بالشركات المصرية في تنفيذ أي أعمال تطلب منها في هذا المجال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب أوروبا في الفترة القادمة. وقد تم تدريب 40 مهندسا من الشركات المدنية والهيئة الهندسية حيث سافروا إلي ألمانيا للتدريب علي تشغيل وصيانة الماكينات كما تم طلب »محاكاة» للماكينات التي تم شراؤها لتدريب العاملين الذين لم يتمكنوا من السفر إلي ألمانيا، كما تم الاتفاق مع الشركة علي توفير مصنعين حلقات الخرسانية اللازمة للمشروع في موقعي العمل ببورسعيد والإسماعيلية. 4 شركات رئيسية تعمل في مشروع الأنفاق منها اتحاد بين شركتين في الإسماعيلية وهي »بتروجيت وكونكر» وشركتان تعملان في مشروع أنفاق بورسعيد وهما »أوراسكوم والمقاولون العرب» وهناك من 20 إلي 24 شركة من الباطن تقوم بالمساعدة بعمالة مباشرة تصل إلي 3000 عامل. ويعد الاسمنت المستخدم في تجهيز الخرسانات من نوع مقاوم للعوامل الخارجية التي تطرأ علي التربة سواءً من مياه جوفية أو تسريبات من مياه المجري الملاحي.. ويتم تصنيعه في المصانع المصرية بمنطقة سيناء والوادي ويتم توريدها للمشروع بأسعار خاصة كما يتم دعم هذه القطع بحديد تسليح ذي كفاءة عالية و»تخانات» عالية مما يجعلها قادرة علي تحمل ضغط التربة والأحمال الثقيلة وضغط مياه قناة السويس. ومشروعات أنفاق السيارات والسكك الحديدية، التي تتم في محافظاتالإسماعيلية وبورسعيد والسويس؛ تأتي في إطار عملية التنمية الشاملة للدولة، وفي إطار تنمية محور قناة السويس أيضا، وهناك ماكينتا حفر تعمل في مشروع أنفاق الإسماعيلية؛ وهي »ملكية مصرية وغير مستأجرة» كما توجد ماكينتان أخريان تعملان في أنفاق بورسعيد وهما أيضا ملكية مصرية خالصة. وترجع أهمية الأنفاق إلي أنها ستربط الضفة الغربية من قناة السويس بالضفة الشرقية في سيناء، وستساهم في عملية سهولة نقل البضائع والركاب، كما أنها ستساهم في رفع المعاناة عن المواطنين، وذلك بسبب انتظارهم وانتظار السيارات بأنواعها المختلفة، خلال استقلالهم للمعديات ونفق الشهيد أحمد حمدي بالسويس، سواء كانت تلك السيارات محملة ببضائع أو ركاب.. كما أن مصانع الرخام في سيناء ستقوم بتصريف منتجاتها في الدلتا وباقي الجمهورية.. وستقوم بتسهيل حركة المستثمرين وتشجعهم علي استصلاح الأراضي في وسط سيناء.