هناك شخصيات عربية كلما مر الزمان لا يستطيع محو تاريخها ومواقفها المشرفة تجاه الأمة العربية وتظل الأجيال تتذكر وتتناقل بكل فخر واعتزاز بصماتها المحفورة بأحرف من نور في سجل بطولات القادة العرب في تاريخ المنطقة. أتحدث اليوم بمناسبة ذكري نصر أكتوبر المجيدة عن حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه كأحد أبرز القادة العرب الذي شهدت جميع دول العالم العظمي لموقفه الشجاع من حرب أكتوبر وتحديه العالم أجمع من أجل مصر الشقيقة بمقولته الشهيرة التي أحدثت دويا عالميا أخل بتوازن القوي لصالح الأمة » النفط العربي ليس أغلي من الدم العربي « فكانت هذه العبارة التي أعلنها من لندن أمام العالم أجمع أن تحدث أثرا كبيرا في رفع معنويات قواتنا المسلحة وتؤثر بل وتغير من تفكير واستراتيجيات الغرب والولايات المتحدةالأمريكية تجاهنا. لم يتوقف الشيخ زايد رحمه الله عند هذا الحد وواصل دعمه اللا محدود لمصر وسوريا وأرسل خليفته وابنه الأكبر الشيخ خليفة بن زايد الرئيس الحالي للإمارات إلي مصر للمشاركة في الحرب والتبرع بكل ما يستطيع لدعم قواتنا المسلحة وفتح ميزانيته لشراء الأسلحة. الشيخ زايد مآثره كثيرة، ومواقفه لن يمحوها التاريخ أبدا، وكلما مرت علينا ذكري أكتوبر ستظل الأجيال المتعاقبة تتذكر موقفه من مصر وشعبها وليس هذا فحسب بل الدعم والمساندة التي قدمها في كل المجالات وفي كل الأوقات فهو صاحب المبادرة الشهيرة عقب موقف الدول العربية من كامب ديفيد وإعادة العلاقات مع مصر حيث قال كلمته الشهيرة: «لن يكون للأمة العربية وجود بدون مصر.. كما أن مصر لا يمكنها بأي حال أن تستغني عن الأمة العربية«. وهكذا أبناؤه من بعده يسيرون علي نهجه مستلهمين حكمته وارثين حب مصر من أبيهم، فما قدمه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي ودعمه ممثلا للإمارات مع 30 يونيو وما بعدها وتنفيذ عشرات المشاريع التنموية في أرجاء مصر تؤكد أنهم أبناء بررة لحكيم العرب والوالد القائد المحنك العروبي الذي يقف مع القضايا العربية غير مبال من أي رد فعل من الغرب حتي عندما هددوه بحماية عرشه كان الرد بسيطا وعفويا وحاسما «نحن بدو، حياتنا في الصحراء، تمر وحليب، لن نجوع». في ذكري أكتوبر تحية إلي روحه الطاهرة التي ترقد في سلام في أبو ظبي وتعيش بيننا في مصر.