نقابة الصحفيين تختلف عن غيرها من النقابات الأخرى فهى نقابة رأى، ومن حق أى زميل صحفى أن يدلى برأيه بكل شفافية وحرية.. لكن لم أكن أنتظر أو أتخيل يوما ما أن يصل التعبير فى الرأى حول أزمة الصحفيين مع وزارة الداخلية إلى هذا الحد المفزع، تشكيك وخيانة وتراشق بالألفاظ واتهامات وخداع وكذب وادعاءات وغيرها من الألفاظ الأخرى. لم يفكر المتراشقون بالألفاظ لثانية واحدة فى رأى الشارع المصرى فيما يحدث؟ وكيف ينظر إلينا المواطن العادى أو بائع الخضار أو غيرهم ليتهم يشاهدون الفيس بوك حتى يعرفون بأنفسهم كم الشتائم والسباب التى توجه إلينا أقلها هى أن الصحفيين ليس على رأسهم ريشة أو أنهم يعتقدون أننا دولة داخل الدولة كل ذلك نحن الصحفيون الذين سمحنا به بعد أن تراشقنا بالألفاظ والاتهامات بالخيانة وتم تعنيف النقابة، هناك من يدعى أن الإخوان هم الذين يحركونها وآخرون يرون أن اليسار هو الذى يحكمها وهناك من يرى غير ذلك، ونسى الجميع أن الصحفى هو الوحيد الذى لم يستفد من ثورتى يناير ويونيه بخلاف النقابات الأخرى التى كانت تنظم مظاهرات واحتجاجات فئوية وضغطت بالفعل على الحكومات المختلفة حتى تم الاستجابة لهم وزيادة مرتباتهم وتعديل وظائفهم وغير ذلك. ولم يعرف كثير ممن يتهم الصحفيين بالحصول على أموال الدولة أن مرتب الصحفى يحتل المركز 35 من بين مرتبات العاملين بالدولة تقريبا، وأن أبناءنا فى الوظائف الأخرى يحصلون على أضعاف مرتباتنا. وبعيدا عن ما تسفر عنه الأزمة يمكن القول إن الصحفى فقد هيبته واحترامه فى الشارع المصرى ولدى العديد من الجهات الأخرى بعد أن كان الجميع يكن له كل احترام وتقدير، فلا بديل عن إعادة النظر فى التراشق بين الزملاء حتى نصحح نظرة المجتمع إلينا وإن كان هذا الأمر يحتاج وقتا طويلا.