لو يعلم الكرسى الذى سقطت من فوقه رحمة لتفقد زراعها أنه سيكون سبباً فى هذا لما رضى أن يكون من ضمن أثاث بيتها . بدأت قصة فقد ذراع رحمة عندما وقعت من أعلى كرسى على ارتفاع 40 سم ، وهى تلهو فى البيت، جرى بها والدها شعبان على المقيم بقرية قصر بياض بالفيوم إلى مستشفى التأمين الصحى، وهناك شخّص د. «ج.س» حالة رحمة على أنها كسر مضاعف بأسفل العضد الأيسر، مع جرح سطحى وقام بخياطة الجرح، ووضع جبس من بداية الأصابع حتى نهاية الذراع ، وبعد يومين لاحظ الأب سوء حالة ابنته رحمة، وأنها لا تستطيع تحريك أصابعها. يقول والد رحمة: فى مستشفى التأمين قام د. «.ج.س» بشق الجبس فنزل صديد من ذراع ابنتى بكمية كبيرة ، وطلب منى الطبيب عمل أشعة «دوبلر» وذكر لى اسم مركز خاص، وقمت بعمل الأشعة بعدما اقترضت ثمن تكلفتها، وعدت إليه فأخبرنى بوجود ضغط على الأوعية الدموية، وتم تحويل ابنتى لمستشفى صيدناوى بالقاهرة. ورأيت يوما لا أتمنى أن يراه أى أب في الدنيا، فبعد دخول رحمة غرفة العمليات خرج الأطباء يسألوننى: أمامك دقيقة واحدة لتقرر، إما بتر ذراع ابنتك أو تنتظر لتراها وهى تموت بين يديك، دارت الدنيا بى ولم أجد اختياراً، ووافقت على بتر ذراعها. بعدها تقدمت ببلاغ للنيابة اتهمت فيه الدكتور «.ج.س»، إخصائى العظام بالإهمال في علاج ابنتى، كما أننى اتهمت إخصائى العظام بمستشفى صيدناوى بالتشخيص الخاطئ لحالة رحمة أيضاً عند المستشفى، وبناء علي طلب النيابة قام الطب الشرعى بتوقيع الكشف الطبى على ابنتى رحمة، وجاء التقرير ليثبت أن (اشتباه) إخصائى العظام بوجود غرغرينة غازية سبباً للبتر لم يقم عليه أى دليل علمى يقطع بصحته، كما أورد التقرير أن تشخيص مستشار الأوعية الدموية بوجود انسداد بالشريان الكتفى والساعد كسبب آخر للغرغرينة ، لم يقم عليه أى دليل علمى يقطع بصحته ويتعارض مع «أشعة دوبلر» التى سبق أن أجريتها في الفيوم قبل ساعة من تحويل المصابة . وأثبت التقرير وجود تعارض بين ما ورد في تقرير مدير مستشفى صيدناوى بأن موت العضلات والأنسجة كان نتيجة لقطع الشريان الرئيسى، وما جاء فى تقرير الأشعة التى أفادت بسريان الدم في الشريان الرئيسى وفروعه، وأن القطع في الشريان الرئيسى حدث أثناء قيام الدكتور «م.أ» أخصائي العظام باستكشافه على خلاف تخصصه. ولا يتمالك «شعبان» والد رحمة دموعه وهو يقول: «أنا شفت الذل اللى فى الدنيا علشان أولادى الخمسة، لكن قلة حيلتى منعتنى من إنقاذ بنتى رحمة ، اللى جنى عليها الدكتور، يا رب انتقم لى منهم» .