من المتعارف عليه أن الذئب من أذكى الحيوانات وأمهرهم فى اصطياد فريسته، ولكن نعلم جيدا أن عند مواجهة الذئب لفريستة بعد إعداد الأكمنة لها يصبح الذئب فى كامل قوته وتصبح فريستة فى قمة ضعفها، بعد أن يدخلها الذئب فى شباكه ويقوم بافتراسها ويتركها غارقة بدمائها، ثم يأكل لحمها الشهى ويترك عظامها مبعثرة على الأرض، ويتركها ويبحث عن أخرى دون أن ينظر إليها مرة أخرى، ولكل ذئب طريقة مختلفة فى اصطياد فريسته، وهناك نوعان من الذئاب فهناك ذئاب تعيش بالصحراء تأكل لحوم فريستها وتترك دمائها وعظامها وهناك ذئاب متوحشة منتشرة لا تأكل اللحوم ولا العظام. ولكن لا يهدأ لهم بالا حتى يشاهدوا دماء فريستهم تسيل أمام أعينهم، وهم ما نطلق عليهم الذئاب البشرية لتصبح فرائسهم هن الفتيات الضعفاء اللاتى تسيقهن قلوبهم إلى الأكمنة المعدة لهم دون أن يشعروا بها أو يرونها ولهم طرق عديدة من الأكمنة للإيقاع بتلك الفتيات، وهى الطرق الخداعية فمنهم من يكون طويل القامة ووسيم الشكل وقوى البنيان ويحترف دعوة الفتيات للانجذاب إليه، ومنهم من يمتلك الكلام المعسول الذى يستطيع عن طريقه التأثير على قلوب وعقول الفتيات، ومنهم من يمتلك المال الذى يستطيع أن يزين به الطريق أمام أعين الفتيات حتى يصل إليها، ومنهم من يمتلك السلطة التى يفتح بها جميع الأبواب المغلقة أمام الفتيات مما يجعلهن يخضعن أمام رغباته ونزواته، ومنهم من يمتلك القوة التى ينقض بها على فريسته. وبرغم تعدد الطرق الخداعية وبرغم معرفة الفتيات لتلك الطرق، إلا أنهن دائما ما يقعن فى تلك الشباك، وتنتهى بهم الطرق إلى الغرف المغلقة بظهور الذئب البشرى بكامل قوته وأمامه فريسته بكامل ضعفها، ولا يتركها حتى يلتهمها ويفقدها أغلى ما تملك عفتها وكرامتها وعذريتها ويتركها غارقة بدمائها، ويتركها دون أن ينظر لها ويفر هاربا باحثا عن فريسة أخرى، فتصبح مصير الفرائس كالأتى، إما أن تذهب الفتاة وتعترف لأهلها فيقومون بقتلها، ومنهن من تهرب وتترك منزلها وتواجه الحياة بمفردها، ومنهن من تبحث عن ذئبها وتقدمه للقضاء، ويفتضح أمرها، ومنهن من يقدمن على الانتحار وتقابل ربها وهى كافرة، ومنهن من يحملن فى بطونهن أجنة ويتعرضون لعمليات الإجهاض فمنهن من تنجح وتحكم على الجنين بالإعدام. الجنين الذى لم يكن له أدنى ذنب فى قصة والدته، ومنهن من يفشلن بعمليات الإجهاض ويموتن ومنهن من تلدن ويصبح الطفل موصوما طوال حياته، ويصبح طفل بدون أب ومنهن من تلدن ويلقون بالأجنة أمام الملاجىء وفى الشوارع تأكلهم الكلاب، ومنهن من تقتلن جنينهن بأيديهن. فدائما البداية تكون لحظة سعيدة تدفع الفريسة ثمنها حياتها أو طوال حياتها، فهل هذا معقول؟ أين عقلك أيتها الفريسة؟ أين دينك أيتها الفريسة؟ أين عقائدك أيتها الفريسة؟ أين التربية أيتها الفريسة؟ أين أخلاقك أيتها الفريسة؟ أين تقاليدك أيتها الفريسة؟ أين كرامتك أيتها الفريسة؟ أين قوتك أيتها الفريسة؟ أين عذريتك أيتها الفريسة؟ لو بحثتى أيتها الفريسة على إجابة فلن تجدى سوى ضياعهم ولتنظرى إليهم وهم تذروهم الرياح أمام عينيك، فهل هذا معقول فما يحدث ما بين الذئب والفريسة لا يعيب الذئب بشىء، ولكن اللوم كل اللوم على الفريسة، ولكن يفر الذئب بعيدا ويجعل المولى عز وجل قدرته فى هذا الذئب بأن يريه ما فعله بفريسته تفعله ذئاب أخرى غيره بأمه أو بأخته أو بابنته، وهذا بالدنيا حتى يقف بين يدى الله فى الأخرة ويلقى حسابه. تذكرى أيتها الفريسة دائما فكرة الصاعق الكهربائى، الصاعق له ألوان مختلفة تنجذب إليها كافة أنواع الناموس وعندما تحاول الوقوف عليه يهديها صدمة كهربائية فيفتتها فتموت فى الحال، أيتها الفريسة لا تخضعى لمكائد الذئاب وكونى واثقة بنفسك وحكمى عقلك قبل قلبك، وتذكرى أنه إذا كان الشاب يريدك حقا ويحبك حقا، فتأكدى أنه سوف يدخل بيتك من الباب، وأنه سوف يحافظ عليكى بغيابك قبل حضورك.