سميرة إبراهيم ناشطة سياسية مصرية اعتقلها الجيش وتمت محاكمتها عسكرياً، وأثناء اعتقالها تم توقيع كشف العذرية عليها، واحتجت سميرة على هذه الإهانة لعرض المصريات وفضحت تلك الكشوف المهينة، وكانت قنبلة مديوية للرأى العام وشجاعة فى وقتها لا توصف لفتاة صعيدية تتعرض لمسائل خاصة بالعرض والشرف ومواجهة جريئة للمجلس العسكرى فى أوج عنفوانه. اهتمت وسائل الإعلام الدولية بسميرة واختصتها الإدارة الأمريكية بالاهتمام ورشحتها لاستلام جائزة الشجاعة الدولية فى يوم المرأة العالمى، وسافرت سميرة لأمريكا وهناك تم الكشف عن أن سميرة كتبت تغريدات على حسابها على تويتر تعادى إسرائيل والسامية، أخطأت سميرة حينما أنكرت تلك التغريدات، ولكن خطأ أمريكا أكبر فى التحقيق معها فى الخارجية الأمريكية وإنهاء حجز الفندق وترحيلها قبل ميعاد سفرها إلى مصر، ومعاملتها بطريقة مهينة بعد أن كانت ذاهبة فى أمان لتكريمها، ولم تتدخل الدكتورة باكينام الشرقاوى مساعدة الرئيس الموفدة الرسمية لأمريكا فى نفس وقت الأزمة فى رفع الضغط والإهانة عن بنت مصر فى الغربة أو فى لوم الإدارة الأمريكية. من المؤكد أن التصريح ضد مقتل أبرياء خطأ إنسانى، لكن أيضاً شىء مشين أن تكيل أمريكا كل شىء بمكيال إسرائيل، وهنا من اللافت للنظر تمسك أمريكا بمرسى واعتباره رئيساً (شجاعاً) فى علاقته بإسرائيل، فى حين أن سميرة تقل شجاعة عن مرسى لأنها تعتبر إسرائيل بلدا محتلاً لأراضٍ عربية. ومن المثير أيضاً عدم التعامل رسمياً مع أزمة سميرة بنت مصر فى الخارج حتى ولو على أساس قيم الأهل والعشيرة والنخوة والإغاثة، وهى قيم عربية دينية أصيلة، والتعامل مع أمريكا من مراتب الخضوع والذلة والمسكنة، فرئيس لا يتحدث عن كرامة مواطنيه لا يستحق مكانه. ثم إنى أيضا أود أن أشير إلى الهرولة للجوائز التى لا تأتمر بالمعايير الدولية، التى تتحكم فيها أمريكا فقط، فيجب التعامل معها بحذر وريبة، لأنها تفترض فى حائزيها صداقتهم لإسرائيل ورضاءهم عنها، وهو أمر قد يرفضه بعد من يرشحون لتلك الجوائز، لذا وجب الحذر والحيطة، لأن "الحداية لا ترمى الكتاكيت"، كما يقول المثل المصرى القديم.