يرى الخبراء الزيارة التى سيقوم بها الرئيس الأمريكى باراك أوباما للقاهرة، تأكيدا للدور المصرى المتصاعد فى مواجهة النفوذ التركى والإيرانى. وهى أكبر رد على المهاجمين لمصر والمشككين فى دورها الإقليمى. أكد الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن هناك منافسة بين ثلاث عواصم رئيسية للرسالة التى سيوجه منها أوباما خطابه للعالم الإسلامى وكان أول تلك المدن هى "جاكرتا" عاصمة أندونيسيا وذلك لوجود عدد كبير من المسلمين بها حوالى 32 مليون مسلم بالإضافة أنه قضى بها جزءا كبيرا من طفولته أما الجانب الثانى فكانت "اسطانبول" أو أنقرة وذلك على أساس أن تركيا كانت آخر دولة بها الخلافة الإسلامية بالإضافة أن بها منظمة المؤتمر الإسلامى وأنها عضو فى حلف الناتو، وكانت العاصمة الثالثة هى القاهرة وذلك لأنها عاصمة العالم العربى وبها جامعة الدول العربية إلى جانب أنها عاصمة السلام فهى أول من اتخذت مبادرة السلام بالإضافة إلى أنها تعتبر علما من أعلام العالم الإسلامى فيها الأزهر الشريف بالإضافة إلى أنها صديقة للولايات المتحدة. وأضاف سعيد أن أوباما غلب كل الاعتبارات للمدن الأخرى للقاهرة مما يعنى ثقل وحجم دور مصر فى العالم العربى والإسلامى. فى حين ترى، الدكتورة أميرة الشنوانى خبيرة العلاقات السياسية والدولية وعضو المجلس أن ما أذيع من أن الرئيس باراك أوباما سوف يوجه خطابا للعالم الإسلامى من القاهرة، هو أكبر دليل على أن مصر لها وزنها فى العالم العربى والإسلامى، وأنها تلعب دورا كبيرا بالنسبة إلى مشاكل منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها الصراع العربى الإسرائيلى المتمثل حاليا فى استمرار احتلال إسرائيل للأراضى الفلسطينية وهضبة الجولان السورية والقدسالشرقية، والتى تعارض مصر عملية التهويد التى تقوم بها إسرائيل حاليا فى القدس. ولا شك فى أن الإدارة الأمريكيةالجديدة ودعوتها إلى إسرائيل للانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووى، هو خطوة جريئة جدا من الإدارة، وتتوافق مع الخط المصرى فى هذا المجال، حيث تطالب مصر بضرورة أن يكون الملف النووى الإسرائيلى موازى فى نفس الأهمية للملف النووى الإيرانى وضرورة أن تنضم إسرائيل إلى هذه المعاهدة كخطوة فى جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. وأضاف الدكتور حسن وجيه أستاذ المفاوضات الدولية بجامعة الأزهر، أن تلك الخطوة كانت متوقعة لأن مصر عاصمة إسلامية مستقلة وبها الأزهر الشريف، ولذلك يجب أن يوجه منها الخطاب إلى العالم الإسلامى، حيث أن مصر لها علاقات متوازنة مع الدول الإسلامية كلها ومع العالم أجمع واستراتيجية مع أمريكا، وأن الأمر فى محله. حيث يعتمد الرئيس الأمريكى باراك أوباما على عملية التحرك على جبهات متعددة والتحول من فكرة عملية السلام، ومحاولة حث الأطراف إلى الاختراق مباشرة إلى الوصول إلى اتفاق على المستوى الدولى والشعبى، حيث أن الرئيس الأمريكى دائم المحاولة للوصول إلى حلول، وأن لغة الخطاب مع إسرائيل لطلب الوصول إلى حل، وهو فى إطار الفصل وليس التحرك فى عمليه السلام. ومن المتوقع أن تكون التحركات كثيفة من تركيا إلى القاهرة ثم إلى الرياض، وذلك من أجل إيجاد حل وليس لمباشرة عملية السلام كما يشاع، لأن تلك الكلمة قتلت ولم تأت بحل أبدا.