دعا العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى الجمعة البابا بنديكتوس السادس عشر إلى بدء حوار جديد بين المسيحيين والمسلمين والعمل "معا من أجل تجديد الالتزام بقيم الاحترام المتبادل". وقال الملك عبد الله فى كلمة له فى مطار الملكة علياء الدولى خلال استقباله الحبر الأعظم الذى بدأ زيارته للمملكة فى مستهل رحلته للأراضى المقدسة "يجب أن نجدد اليوم التزامنا معا بقيم الاحترام المتبادل. ويجب أن نؤسس هنا والآن حوارا عالميا جديدا، قوامه التفاهم والنوايا الطيبة". واستشهد الملك الذى ينتمى إلى الجيل الثالث والأربعين من أحفاد النبى محمد (ص) بقول الرسول الكريم "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه", مضيفا "قبل تسع سنوات، فى سنة يوبيل السلام، وقفت فى هذا المكان لأحيى سلفكم قداسة البابا يوحنا بولص الثانى. وأكدنا معا أهمية التعايش والتناغم بين المسلمين والمسيحيين". وأعرب عن أمله بأن "نستطيع معا توسيع الحوار الذى بدأناه، حوارا يقبل بخصوصية هوياتنا الدينية، ولا يخاف من نور الحقيقة، حوارا يعظم قيمنا وروابطنا المشتركة والعميقة". وكان إسلاميو الأردن طالبوا البابا بالاعتذار عن تصريحات سابقة له ربطت الإسلام بالعنف قبل مجيئه إلى المملكة. وحض زكى بنى أرشيد أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامى، الذراع السياسية للجماعة، الحكومة الأردنية فى رسالة بعث بها إلى رئيس الوزراء نادر الذهبى على "طلب اعتذار علنى من بابا الفاتيكان عن التصريحات المسيئة لديننا الحنيف ولرسولنا الكريم". وكان البابا ألقى خطابا فى 11 سبتمبر 2006 فى جامعة بألمانيا، استشهد خلاله بإمبراطور مسيحى كان قد انتقد بعض تعاليم الرسول محمد على أنها "شريرة وغير إنسانية" وتحدث عن تناقض بين الإسلام والعقل، ما أثار احتجاجات وغضبا فى العالم الإسلامى. واعتذر البابا عن هذه التصريحات فى مناسبتين، ثم نظم لقاء استثنائيا مع سفراء الدول الإسلامية المعتمدين لدى الفاتيكان.