سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مع الاحتفال بيوم المرأة العالمى.. نساء مصر بعد الثورة تعرضن لكشف العذرية والتحرش الجماعى والضرب والتصريحات المعادية.. مركز النديم: ما يحدث انعكاسا لمناخ معادى للحقوق والحريات بصفة عامة والمرأة خاصة
فى الوقت الذى تحتفل النساء عبر العالم بيومهن العالمى للمرأة الموافق 8 مارس من كل عام، واختلاف طقوس الاحتفال وأجواءه من بلد لآخر، حسب الاحترام الذى يكنه أفراد كل مجتمع لنسائه، ودرجة التزام الدول ومدى احترامها لحقوق النساء ضمن القوانين المسطرة والأعراف المتوافق حولها، وقدرتها على تطويع قوانينها لملائمة المواثيق الدولية والمعاهدات المبرمة بخصوص تمتع المرأة بحقوقها الوطنية والإنسانية، تفحصنا الأوراق النسائية فى مصر بعد ثورة يناير فتصدر المشهد تعرضهن لفض العذرية والتحرش الجماعى والضرب والتصريحات المعادية لهن، وهو ما وصفه المهتمون بأوضاع المرأة من حركات نسائية ومنظمات حقوقية أنه يعكس مناخا سياسيا معاديا للحقوق والحريات بصفة عامة والمرأة بصفة خاصة". أكدت تقارير حقوقية خلال العام الماضى كيف شاركت نساء مصر فى ثورة يناير ضد نظام الرئيس السابق حسنى مبارك بقوة، وسطرت بدمائها فصولا للتضحية من أجل الوطن وجُردت من ملابسها خلال الفترة الانتقالية تحت قيادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالإضافة لواقعة فحص (العذرية) كضريبة لمشاركتها فى تظاهرات هاتفة بسقوط الحكم العسكرى وكيف توقعت نساء مصر أنها ستتنفس الصعداء حين وصل الإخوان المسلمين للحكم ظنا منهن أنهن ستعيشن فى أجواء من الوسطية وإعطائها حقوقها التى منحها لها الإسلام، وحصدت منها مكتسبات عديدة على مر ال20 عاما الماضية، لكن الرياح عادة تأتى بما لا تشتهى السفن فكان أشد قسوة عليها من النظام السابق. وكان مشهد الاعتداء بالضرب من قبل جماعة الإخوان المسلمين على سيدة خلال مظاهرات بمحافظة القليوبية الاثنين الماضى هو آخر مشهد صاحبته حملات إدانة حقوقية من قبل المنظمات الحقوقية بمصر، وعلى رأسها المجلس القومى للمرأة الذى أكد على أن تلك الواقعة تعد انتهاكاً صريحاً وواضحاً على حقوق الإنسان وعلى الدستور والقوانين المختلفة بمصر. بالإضافة إلى كم التصريحات المعادية للمرأة والتى أثارت جدلا كبيرا بشأن الفلاحات المصريات ونساء مصر، وهو ما وصفته الناشطة النسائية وعضو المنظمة الدولية لحقوق الإنسان ماجدة نجيب فهمى، بأنها تصريحات أساءت لكل نساء مصر ولم تكن تتوقع أن تصدر من مسئول رسمى للدولة وليس أى مسئول وإنما رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل. وأشارت مجدة أن تصريح رئيس الوزراء فتح الباب لكل المعاديين للنساء بأن يطلقوا وابلا من الكلام السام والجارح والمهين على النساء فى وسائل الإعلام مثل تصريحات لشيوخ كأبو إسلام واتهم سيدات مصر الحرائر بأنهن سافرات عاريات صليبيات أرمل "ليس لهم رجال تلمهم". وفى سياق متصل، كانت هناك مجموعة من المفارقات الساخرة حول التحرش الجماعى بالنساء والفتيات فى المظاهرات، وأكدت الدكتورة ماجدة عادلى، مدير مركز النديم لضحايا العنف، أنها جاءت بهدف إقصاء النساء من المشاركة السياسية من خلال تحرش جماعى منظم تجاههن. فى الوقت الذى خرجت القوى الإسلامية تعلن بأن تظاهراتها لا تشهد أى تحرش جنسى، وأن السيدات والفتيات يتعرضن للتحرش والاعتداء الجنسى فى تظاهرات القوى المعارضة فقط، فى محاولة منهم لضرب المعارضة وكسب جولة جديدة من جولات الصراع معها، لكنهم تورطوا هم الآخرين فى ترك علامة على جسد المرأة المصرية خلال فترة ما بعد ثورة يناير، وقاموا بالاعتداء عليهن. وأشارت عدلى إلى أن التصريحات المعادية للمرأة جميعها لم تكن تنطلق من فراغ إلا فى ظل هذا المناخ السياسى المعادى للحقوق والحريات بصفة عامة والمرأة بصفة خاصة". بينما أكدت السفيرة ميرفت التلاوى، رئيس المجلس القومى للمرأة، أن النساء فى مصر بمثابة سبايا فى ظل حكم الإخوان، ويدمرون كل المكتسبات التى حصلت عليها النساء خلال الأعوام الماضية من تشريعات وقوانين تحمى حقوقهن وتوفر لهن مناخ للمشاركة. ورصد المراقبون حدوث واقعة الاعتداء بالضرب على سيدة فى الدقهلية بالتزامن مع تظاهرات 17 حركة نسائية اندلعت لمناهضة فكرة "أخونة القوات المسلحة" وللتأكيد النسائى على دور الجيش ومساندة نساء مصر له أيضا. وبالتوازى مع انتهاك حقوق النساء فى ظل حكم الإخوان وجه القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى الفريق أول عبد الفتاح السيسى، التحية والتقدير للمرأة المصرية وخاصة زوجات ضباط الجيش اللاتى يتحملن مسئولية كبرى من أجل تفرغ أزواجهن للعمل خلال حفل تكريم الضباط الذين انتهت مدة خدمتهم فى يناير 2013 مساء السبت الماضى 2 مارس بنادى الجلاء للقوات المسلحة.