سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هيومان رايتس فرست: تصريحات كيرى الإيجابية فى مصر ليست كافية للتغلب على الشكوك تجاه السياسة الأمريكية.. واشنطن لا تستطيع السيطرة على الأحداث بالقاهرة لكن بإمكانها الوقوف بجانب قيم حقوق الإنسان
قالت منظمة «هيومان رايتس فرست» الحقوقية الأمريكية إن التصريحات الإيجابية لوزير الخارجية الخارجية الأمريكى جون كيرى، خلال زيارته لمصر مطلع هذا الأسبوع، لن تكون كافية للتغلب على الشكوك بشأن اتجاه السياسة الأمريكية نحو شريك إقليمى حيوى. وأشارت المنظمة، فى بيان لها أمس الثلاثاء، إلى أن كيرى كان محقا فى توضيح أن مزيدا من الدعم لمصر من الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولى ومستثمرى القطاع الخاص سيكون مرتبطا بالتقدم الذى تحرزه مصر فى بناء التوافق السياسى والعدل، إلا أن كيرى ومعه إدارة أوباما فى حاجة إلى أن يكونوا أكثر وضوحا فى تحديد رد فعلهم ما لم يتم إحراز التقدم فى هذه المجالات. وقال مسئول المنظمة نيل هيكس، إن دعوة «كيرى» للتوافق بين القوى السياسية فى مصر تم رفضها بشدة من قبل قيادات المعارضة الذين رفض بعضهم لقاء كيرى، ووصفوه كلماته الحميدة بالتدخل الخارجى غير المرغوب فيه فى شئون مصر الداخلية. وأضاف هيكس أن ممثلى منظمات المجتمع المدنى الذين التقوا مع وزير الخارجية الأمريكى لم يكونوا مقتنعين بتعهدات أمريكا بدعم حقوق الإنسان والعدالة وسيادة القانون. وشدد على أن عقودا من دعم ديكتاتورية حسنى مبارك- إلى جانب ما يراه العديد من المنتقدين استجابة فاترة لتصرفات الرئيس محمد مرسى وحزب الحرية والعدالة المناهضة للديمقراطية- جعلت قسما كبيرا من المعارضة العلمانية والليبرالية، متشككا فى الاهتمام الأمريكى بتعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية فى مصر اليوم. ويؤكد مسئول المنطقة الأمريكية أنه لا يوجد الكثير الذى يمكن أن يفعله «كيرى» إزاء سياسات الماضى، لكن باعتباره وزيرا جديدا للخارجية فى الفترة الثانية لحكم الرئيس أوباما، فأمامه فرصة لإعادة تركيز السياسة الأمريكية نحو مصر على تعزيز قيم الحرية وحقوق الإنسان العالمية. ووفقا لما يقوله هيكس، فإن هذا سيتطلب من الولاياتالمتحدة أن تقوم باتخاذ مواقف واضحة ضد المحاولات المستمرة لتقييد عمل منظمات حقوق الإنسان المستقلة، واستمرار ملاحقة الصحفيين بما يخنق حرية الصحافة، والقيود على الحق فى التظاهر السلمى. وأوضح أنه على الولاياتالمتحدة أن تجد طرقا أخرى لحماية حقوق المرأة والأقليات الدينية وتعزيز إصلاح القطاع الأمنى، وكلها قضايا تحدث عنها كيرى فى زيارته للقاهرة. وخلص هيكس قائلا: «إن حكومة الولاياتالمتحدة لا تستطيع أن تسيطر على الأحداث السياسية فى القاهرة، ولكن يمكن أن تقف بشكل أكثر وضوحا واستمرارية إلى جانب قيم حقوق الإنسان العالمية، وهذا يتطلب رد فعال من جانب الساسة الأمريكيين ابتداءا من مستوى السفارة، بانتقاد انتهاكات حقوق الإنسان التى لا تزال تحدث، ودعم هؤلاء الذين يتبنون ويدافعون عن الحريات الديمقراطية فى مصر». وختمت هيومان رايتس فرست بيانها بالقول إنه للبناء على زيارى كيرى، يجب على المسئولين الأمريكيين الآخرين أن يعززوا الدعم الأمريكى لهذه المبادئ فى الأسابيع القادمة، وبهذه الطريقة، فإن الولاياتالمتحدة يمكن أن تمارس فى نهاية المطاف تأثير إيجابى على عملية التحول المضطربة فى مصر، وتبدأ ببطء فى إعادة بناء الثقة والمصداقية التى فقدتها.