قالت مجلة فورين بوليسى إن منسق جبهة الإنقاذ الوطنى والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعى، عندما تحدث لل "بى بى سى"، أمس، عن تدخل الجيش فى الأزمة الحالية فى البلاد لم يكن يدافع عن الفكرة، لكنه كان يشير إلى احتمال وقوع هذا كنتيجة طبيعية للصراع الذى يمزق البلاد. وبغض النظر عن حديث البرادعى، يشير إتش إيه هيللر، الزميل بمعهد بروكينجز، فى مقاله بالمجلة إلى أن هناك سيناريو معين يدور فى فكر بعض النخبة السياسية، يشير إلى أن الرئيس محمد مرسى هو من تسبب فى فوضى عملية الإنتقال نحو الديمقراطية وعلى الرغم من أنه منتخب، لكنه فشل فى مهمته. وأضاف أن هذا السيناريو يقوم على حقيقة أن الاضطرابات السياسية والاستقطاب دليل كاف على فشل الرئيس، فيما أن الكارثة الاقتصادية التى على وشك أن تقع على البلاد ستكون ببساطة نتيجة منطقية لذلك، وهو ما يدفع باحتمالات تدخل الجيش لإنقاذ البلاد. وربما ينهى هذا حكم الإسلاميين، لكن الإخوان سيظلون حريصين على دور فى المستقبل السياسى فى البلاد. ويتابع المحلل الأمريكى، أن السيناريو يفترض أن الجيش، الذى يدرك الأخطاء التى ارتكبها فى عهد المشير محمد حسين طنطاوى، قد يكون أكثر لطفا هذه المرة ليمهد الطريق لوضع دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية جديدة قبل أن يغادر المشهد. وربما وقتها يتحدث المجتمع الدولى برفض للخطوة، لكنه سيكون راضيا إلى حد ما، إذ إنه لم يكن راغبا قط فى ظهور نظام إسلامى. وسوف تطرح المعارضة وقتها قيادة بديلة ربما تدفع مصر إلى الأمام. ويقول هيلر إن هذا السيناريو ربما يكون شيقا للحديث عنه لكنه ليس واقعيا تماما. فربما يتدخل الجيش بالفعل، مثلما فعل فى ظل حكم مبارك. ومع ذلك فإن مرسى ليس مبارك. ففى المرة الأولى تدخل الجيش لأنه كان واضحا أن الغالبية العظمى من الشعب لا تريد مبارك وأصرت على رحيله. ورغم أنه بالتأكيد أن مرسى لا يحظى بشعبية، فإنه لا يزال لم تخرج الغالبية العظمى تطالب بأن يلقى نفس المصير. وإذا ما تدخلت المؤسسة العسكرية، فإنه لا يجب على أحد أن يتوقع أن يكون الواقع أسهل. ويحذر هيلر أن الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين من السلطة، يسفر عن رد هذا التنظيم السرى بقوة مضادة. ويوضح أنه فى ذلك الوقت قد يفقد الإخوان المسلمين السيطرة أمام القوات المشتركة من الجيش والشرطة، لكن الجماعة لن تكون مستأنسة، لذا يحذر هيلر من حمام دم إذا ما أراد الثوار وضع خصومهم السياسيين جانبا. ويتابع أنه إذا ما سيطر الجيش على السلطة، فهذه القيادة لن تختلف عن المجلس العسكرى السابق. واحتمال مرحلة انتقالية أخرى لن تكون أفضل مما كانت عليه. بالطبع، لا أحد يعرف كيف سيتصرف العسكر الجدد، لكن المؤكد أنهم سيعملون على حماية مصالحهم التى تتضمن إستقرار مصر وتحصين إستقلال الجيش والحكم الذاتى. ويخلص خبير بروكينجز إلى أن فشل مصر لم يعد خيار بالنظر إلى الإعتبارات السياسية والإقتصادية والأمنية. وكل ما ذكره مسبقا لا يجب أن يشكل مفاجأة لأى قوة سياسية فى مصر سواء المعارضة أو الإخوان المسلمين. ومع ذلك، يشير إلى أن الحقيقة غير المريحة أن السبيل لتجنب هذه النتيجة ليست فى ملعب المعارضة. فتدخل الجيش أو عدم تدخله سيتم وفقا لحساباته الخاصة. فيما تقع مسئولية تجنب هذا السيناريو على الرئاسة. ويجب على الرئاسة أن تكون على وعى أن الأغلبية الواسعة داخل المعارضة تريد تجنب مزيد من الإضطرابات فى البلاد. ويختم هيلر مشددا على أن الرئاسة فى حاجة إلى شركاء راغبين فى الخدمة فى حكومة إنقاذ وطنى حقيقية تسعى لحل الأزمة السياسية من جانب وتعمل على الفور على الإنعاش الاقتصادى.