بعد مضى ما يقرب من أسبوعين، على ختام أعمال قمة منظمة المؤتمر الإسلامى، التى عقدت بالقاهرة منذ أسبوعين تقريباً بمشاركة قادة ورؤساء حكومات 27 دولة إسلامية، وعدد من المنظمات والوكالات الدولية المختلفة، يبدءون شىء لن يتغير فى أداء المسئولين سواء لتطوير أدائهم، أو البحث عن أساليب فعالة لإدارة مثل تلك القمم، للخروج بتوصيات يتم العمل على تحقيقها. وكالعادة ناقشت القمة عدة ملفات على رأسها التوسع الاستيطانى فى الأراضى الفلسطينية، والأزمة السورية، ولكن الأمر يبدو أنها مجرد مناقشات، واستمرار للغة الشجب والإدانة التى اعتدنا عليها كشعوب إسلامية وعربية، عقب ختام القمم والمؤتمرات. وتستمر فقدان فعالية مؤتمرات القادة الإسلاميين والعرب، بالرغم من حدوث الربيع العربي، الذى شهدته المنطقة العربية على مضى العامين الماضيين، وسقوط عدد من الأنظمة المستبدة- على رأسهم نظام بن على ومبارك والقذافى- وانتخاب رؤساء جدد، وكأن الأمر كان مجرد فصل رؤوس النظام الحاكم، والسياسات المتبعة ما زالت قائمة. وبالرغم من إجماع المشاركين فى القمة على تدعيمهم لتطلعات الشعب السورى المشروعة للحرية والعدالة والديمقراطية، إلا أنهم لم يحددوا آلية معينة لدعم جهود الشعب السورى ضد نظام الأسد المستبد. والتساؤل الذى يثير نفسه هنا بشأن موقف القادة الإسلاميين من الأزمة السورية: كيف تحاربون الحركات الجهادية، وجمود موقفكم يدعو الشباب للانضمام إلى الحركات الجهادية؟! وبالطبع، ومما لا يخفى على الجميع انضمام عدد من الشباب العرب المتعاطفين مع الأزمة السورية للجهاد ضد نظام الأسد فى الفترة الأخيرة، أبلغ مثال على ذلك كرد فعل على تخاذل صناع القرار فى بلداننا، ويعد المصرى محمد محرز آخر من استشهدوا، وما زال قتال نظام الأسد للسوريين، وما زال نزيف الدماء مستمر، وما زال القادة العرب والمسلمين يلهثون وراء السلطة دون أدنى إحساس بالمسئولية الملقاة على عاتقهم. ويزداد الأداء سوءاً بالتناقض الواضح بين توصيات القمة والواقع الفعلى، وليس أدل على ذلك من إدانة جميع المشاركين لانتهاكات حقوق الإنسان فى سوريا، بالرغم أن هناك العشرات من قضايا حقوق الإنسان التى تتم بصورة شبه يومية داخل الدول المشاركة ذاتها، ويتمثل ذلك فى إهانة المواطن بكافة الأشكال، والتعذيب فى أقسام الشرطة والسجون، وقمع الاحتجاجات، وإلقاء القبض على المتظاهرين، وكأن الأمر أصبح مجرد شعارات ساذجة يطلقها القادة الإسلاميين على نهج القادة الغربيين . وختاماً يتضح لنا من الأداء الهزيل للقمة الأخيرة، أن الأمر بالنسبة للشعوب الإسلامية والعربية لا يستدعى التفاؤل أو الأمل، لأن الثورات العربية قامت من أجل القضاء على الفساد، وبهدف تغيير السياسات القائمة، وليس مجرد استبدال أشخاص بآخرين ينتهجون نفس السياسات، وبذلك لا ننتظر تغيير قادم لمساعدة الشعب السورى أوحل القضية الفلسطينية، ويبقى الوضع على ما هو عليه!