اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس بافتتاح أعمال الدورة ال 12 لقمة دول التعاون الإسلامية في القاهرة أمس الأربعاء. أزمات عديدة
ففي دولة الإمارات العربية المتحدة، قالت صحيفة "البيان" إن افتتاح أعمال الدورة ال 12 لقمة دول التعاون الإسلامي تزامن مع أزمات عديدة تمر بها المنطقة من تحديات أمنية تعيشها دول الربيع العربي إلى المخاطر المحيطة بالشعب السوري والتي تطال وجوده وصولا إلى استحقاقات الملف الفلسطيني والاعتداءات الإسرائيلية.
وتحت عنوان "تحديات القمة الإسلامية"، قالت الصحيفة إن القمة بالتأكيد ليست هي الآمر الناهي للفصل في هذه التحديات، فالأزمة السورية التي تدخل شهرها ال 23 أصبحت أزمة مركبة لها جوانبها الإنسانية والعسكرية والسياسية وتكاد كل واحدة تصبح مستقلة عن الأخرى بسبب المعالجات المنفردة لكل ملف عن الآخر وبالتأكيد فإن دفع القمة للأطراف في سوريا في اتجاه الحل السياسي سيكون له الأثر الإيجابي في التخفيف من معاناة السوريين.
وقالت إنه قد لا يكون جديدا إدانة القمة الإسلامية للتهويد الذي تشهده مدينة القدسالمحتلة لكن وضع العالم في تفاصيل الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين يشكل إضافة إلى أعمال المؤتمر خاصة في ظل وجود لجنة القدس التي ستقدم تقريرا حول الأوضاع في فلسطين برئاسة العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وأضافت أن دعوة القمة مؤتمر المانحين إلى عقد مؤتمر خاص لتنمية مدينة القدس تعتبر من الخطوات التي يجب التحضير لها بشكل مكثف كي لا يصبح مجرد مؤتمر لجمع الأموال بل أن يكون حجم هذه الأموال يفوق حجم التهديدات التي تحيط بالقدسالمحتلة.
وحذرت الصحيفة من أن ملف الانقسام المذهبي في المنطقة على درجة خطيرة من الانعكاسات وهو الملف الوحيد الذي يمكن أن تنفرد به القمة في طرق معالجتها والحد من تداعياتها الخطيرة.
وأكدت "البيان" - في ختام افتتاحيتها - أن الأحداث الحالية تجعل مهمة الحد من هذه التوترات واحدة من أولويات التي يجب أن تركز عليها القمة الإسلامية وهى بحاجة إلى لجنة متابعة للإحاطة بالمكونات السياسية الطارئة لمثل هذه التحديات الكبيرة والخطيرة.
سوريا ومالي
وفي دولة قطر، لفتت الصحف إلى أنه ظهرت في خطابات عدد من الرؤساء والزعماء الإسلاميين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر لغة ودعوات إلى آليات وأساليب عمل جديدة تحكم العالم الإسلامي وتساهم في مواجهة التحديات التي يواجهها العالم ورأت أن التطلعات الشعبية تجاه القرارات المرتقبة من القمة ستصب في دعم التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الإسلامية.
فمن جانبها، قالت صحيفة "الراية" "إنه كان من الطبيعي أن تهيمن المأساة الإنسانية التي تشهدها سوريا منذ ما يقارب العامين والتدخل العسكري الفرنسي في مالي على أجندة قمة منظمة التعاون الإسلامي بحثا عن حلول توقف نزيف الدم وتوفر الحماية للشعب السوري".
كما أن التدخل العسكري الفرنسي في مالي لم يكن محل رضا وإجماع لدى الدول الأعضاء في المنظمة الإسلامية، حيث عبرت العديد من الدول عن تأييدها لحل سياسي للأزمة في مالي وليس حلا عسكريا.
وأشارت إلى أنه ووفقا لجدول أعمال القمة، فإن القادة سيعقدون جلسة خاصة لمناقشة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، حيث ينتظر الشعب الفلسطيني من القمة دعما ماديا وسياسيا يمكنهم من مواجهة مخططات حكومة الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تهويد مدينة القدسالمحتلة والمقدسات الإسلامية فيها ويوقف الزحف الاستيطاني الإسرائيلي الذي يتوسع في أراضي الشعب الفلسطيني وأصبح يهدد مستقبل الدولة الفلسطينية
وأوضحت صحيفة "الراية" أن بإمكان منظمة التعاون الإسلامي - التي تمثل 56 دولة يبلغ عدد سكانها قرابة 1,5 مليار نسمة وتعد سوقا كبيرة - أن تلعب دورا مهما ومؤثرا على الصعيد الدولي، بحيث تستطيع إذا اتحدت إرادتها أن تجبر العالم على احترام رأيها وتقدير مصالحها في إصدار تشريعات دولية تعالج ظاهرة "الإسلاموفوبيا" وتمنع الإساءة للأديان السماوية ورموزها إضافة إلى وضع حد لما تتعرض له الأقليات المسلمة في العديد من دول العالم من انتهاك لحقوقها الإنسانية.
وأضافت أنه ومن هنا تأتي أهمية دعوة الرئيس المصري محمد مرسي "رئيس القمة" قادة الدول المشاركة إلى الاتفاق على تأسيس آلية ذاتية فعالة لفض النزاعات بالطرق السلمية، والتعامل مع كافة الأزمات التي تواجه الدول الإسلامية بما يحقق مصالحها ويرعى حقوق شعوبها ويحفظ استقلال قراراتها ويقلص التدخل الأجنبي المباشر وغير المباشر في أحوالنا الداخلية ويسهم في دعم السلم والأمن العالمي.
واختتمت "الراية" افتتاحيتها بأن منظمة التعاون الإسلامي بما تمثله من ثقل سياسي واقتصادي تستطيع أن تلعب دورا فعالا في السعي لإصلاح المؤسسات العالمية، والتأسيس لنظام "حوكمة" له آليات ديمقراطية حقيقية تمثل فيها دول العالم على قدم المساواة، بما يؤدي إلى نظام عالمي يدعم قيم العدل والحق والشراكة الإنسانية.
عودة مصر
أما صحيفة "العرب" فقد رأت أن القمة الإسلامية التي عقدت بالقاهرة أمس لم تكن قمة عادية، بقدر ما كانت إيذانا لعودة مصر، بثقلها التاريخي والإنساني والثقافي والاجتماعي، للصدارة، مدشنة بذلك مرحلة جديدة، ليس من تاريخها وحسب وإنما من تاريخ المنطقة برمتها.
وقالت الصحيفة إن ما يجعلنا نتفاءل ونحن نقرأ ما جرى أمس في مصر هو كلمة الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي، التي وثقت تلك المرحلة الجديدة، من خلال التركيز على العديد من القضايا الإسلامية التي باتت الشغل الشاغل للعالم اليوم، خاصة في ظل ما تمر به بلدان عربية من مخاض عسير تمثل في ثورات شعبية غيرت أنظمة ورسخت مفاهيم الحرية بعد عقود طويلة من حكم أنظمة مستبدة.
وأضافت أن الحضور الكبير لقادة ورؤساء وملوك وأمراء دول عربية وإسلامية لمصر لحضور القمة الإسلامية، مؤشر آخر على وعي تلك الدول والحكومات بحتمية الدور المصري القائد في أمتيه الإسلامية والعربية .. مشيرة إلى أن مصر قد ظلت طيلة عقود من حكم النظام السابق بعيدة عما يجري في محيطها العربي والإسلامي، ولم تتجرأ القاهرة في عهد النظام البائد على استضافة أي من القمم الإسلامية السابقة.
ولفتت إلى أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس محمد مرسي جسد هو الآخر طبيعة الدور الذي يؤمل من مصر أن تقوم به .. مضيفة أنه قد دعا قادة الدول المشاركة في القمة الإسلامية ال12 إلى الاتفاق على تأسيس آلية ذاتية فعالة لفض النزاعات بالطرق السلمية، والتعامل مع كافة الأزمات التي تواجه الدول الإسلامية خاصة في ظل عجز مجلس الأمن والمجتمع الدولي عن إيجاد حلول جذرية للعديد من مشاكل المنطقة، ولعل مثالها الأبرز سوريا.
واختتمت "العرب" افتتاحيتها بأن مصر اليوم تؤكد من جديد أنها مازالت قادرة على أن تكون فاعلة، ومؤثرة، فرغم كل ما تمر به من ظروف داخلية - تعد نتيجة طبيعية لمرحلة التحول من النظام القمعي الاستبدادي الشمولي إلى النظام الديمقراطي – إلا أنها تتفاعل مع قضايا أمتها، لترسل من خلال ذلك العديد من الرسائل بأن مصر الثورة عادت لتقود.
وحشية الأسد
وبدورها، أشارت صحيفة "الوطن" القطرية إلى أنه يرى المراقبون أن القمة تنعقد في توقيت سياسي بالغ الأهمية، لتأثرها بعدة متغيرات بعد نجاح الثورات في دول الربيع العربي، وبداية عهد سياسي جديد يعطي اهتماما أكبر لقضايا الحريات وحقوق الإنسان والحكم الرشيد.
ويأمل المراقبون صدور ما يلزم من قرارات وتوصيات تعبر عن تطلعات الشعب السوري بعد أن طالت معاناته لعامين من المواجهات مع النظام الرافض لكافة الحلول والمبادرات السلمية بالإضافة إلى التطلع الشعبي لصدور قرارات قوية لدعم ومؤازرة الشعب الفلسطيني في نضاله الطويل من أجل استعادة حقوقه المشروعة.
ومن جانبها، قالت صحيفة "الشرق" إن أحداث سوريا والأفعال الوحشية لنظام بشار الأسد قد طغت على أعمال القمة وفرضت نفسها على مداولات القادة والمسئولين .. مشيرة إلى دعوة قادة الدول الإسلامية إلى ضرورة تغليب لغة الحوار وإنهاء انتقال السلطة للخروج من هذا النفق المظلم.
وأكدت أن ملايين السوريين يترقبون مخرجات اجتماع قادة الدول الإسلامية، متطلعين لحلول تعيد إليهم الأمن والاستقرار، كما يتطلع لنتائجها أكثر من 1,5 مليار مسلم في العالم أنهكتهم الحروب والظروف الاقتصادية البالغة السوء.
مخاطر كثيرة
وفي سلطنة عمان، قالت صحيفة "عمان" إن اجتماعات القمة ال(12) لمنظمة التعاون الإسلامي تعقد في ظل تطورات صعبة تنطوي على مخاطر كثيرة، ليس فقط بالنسبة للدول والشعوب الإسلامية، ولكن أيضا بالنسبة لكثير من الدول والشعوب على امتداد العالم.
وأضافت الصحيفة تحت عنوان "قضايا ملحة أمام قمة التعاون" أن هذه القمة، التي تختتم اليوم، تشكل مناسبة هامة للدول الأعضاء من أجل السعي لتحقيق التقارب والتعاون والتنسيق بين الدول الإسلامية، لتحقيق مصالح الدول والشعوب الإسلامية من ناحية، وحشد الطاقات الإسلامية، من أجل العمل على حل المشكلات التي تفرض نفسها على أكثر من دولة وشعب عربي ومسلم.
وأكدت الصحيفة أنه من المأمول أن تسهم مشاورات القاهرة في دعم فرص الحوار بين الفرقاء السوريين، وفتح الطريق لوقف القتال وتقديم مزيد من الدعم والمساعدات للشعب السوري، ذلك إلى جانب العديد من القضايا العربية والإسلامية الملحة أمام القمة،التي تنتظر الشعوب العربية والإسلامية ما ستسفر عنه من نتائج.
سقف التنازلات
وفي لبنان، أكدت صحيفة "الشرق" أن اللقاء المصري - الإيراني - التركي - خطوة جديدة باتجاه الحل في سوريا والمحادثات تركزت على سقف التنازلات أبرزها مصير الرئيس السوري بشار الأسد، حيث أنه لن يستطيع العودة إلى الوراء وأن نظامه ما بعد الحل، من الطبيعي أن يكون مختلفا عما قبل الحل.
وأوضحت في مقال لها اليوم الخميس أن كل الأحداث المتتالية توحي باحتمال خسارة الأسد للمعركة التي يخوضها، حتى أن أقرب الحلفاء إليه وتحديدا موسكو وطهران أصبحتا مقتنعتين.
وكان موقف رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أسطع تعبير حين قال إن الأسد يخسر سلطته يوما بعد يوم. وقالت على رغم محبة الروس للأسد فهم عاجزون عن مساعدته ميدانيا.
ولفتت إلى أن النظام في سوريا الذي يبحث مع الجميع عن حل سياسي للأزمة بات مجبرا، على تقديم تنازلات وتنازلات كبيرة جدا.وكل الجهود اليوم تنصب على تحديد سقف هذه التنازلات وتحديدا حول بقاء الأسد في منصبه أو عدم بقائه والجميع يبحث عن مخرج.
وأشارت إلى أن اجتماع القاهرة جاء للبحث عن حل متوازن للتوافق الروسي الأمريكي على حل الأزمة السورية ولو كان على حساب الأسد، ولو بعد حين.