حياتى أسطر كراس، بها العديد من الناس، بعضهم يرحلون، بل أعنى معظمهم، وما يتبقى فى الكراس سوى أسطر قليلة بها علامات من خدوش أقلامهم. حين قراءتى لتلك الأسطر يؤلمنى بعضها ويسعدنى أسطر منها ويغمرنى الحنين إلى الأسطر الباقية وهى قليلة. وحينما أنظر إلى تلك الأسطر لا أرى سوى الهوامش ليس عليها من حارس، فكم تمنيت من حذف أسطر كثيرة منها، التى تجرح قلبى بالم وحين أتذكرها لا أشعر سوى بالندم. ليتها تعبر عن مأساتى التى أحياها، عن وحدتى فى كل ليلة وضحاها، عن هجر الأحبة لى، فليتنى أستطيع محو تلك الأسطر أو حرقها، إنهم أناس لا يشعرون بشىء سوى الجفاء، لا أستطيع أن أعطيهم أى أسماء، إننى أرى ما يحدث لى بمعرفتهم ما هو سوى ابتلاء! سقط قلمى منى فهو الذى اعتاد مرارا وتكرارا كتابة اسمه، فيداى سليمتان ما بهما من شىء فمن أين جاء هذا الشعور، تأملت للحظة، وسرعان ما فهمت ما يدق ليؤلمنى كل ليلة هو أجل قلبى من فعل ذلك، أما تزال تعشقه! إلى متى! وكيف وهو مصدر أحزانك وآلامك! كم أنت غريب أيها القلب!. عقلى يعجز عن الكف عن مزاولة التفكير به، وقلبى لا يدق لأحد سواه إلى متى تلك المعاناة؟ فإن الماضى انتهى، وانتهى دمع عيونى، وقد خابت بهم ظنونى وتركتهم للحياة، ولا مزيد الآن من الجراح، وأرى الآن بوضوح طريقى طريق الفلاح.