تتحدث صحيفة فورين بوليسى عن وقائع جلسة نقاشية هذا الأسبوع بجامعة إليوت، حضرها وفد مصرى مكون من ثلاثة أعضاء هم: حسام بدراوى، العضو البارز فى الحزب الوطنى، ود. عبد المنعم سعيد رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى، ومنير فخرى عبد النور أمين عام حزب الوفد المعارض. وتعد هذ الجلسة تمهيدا لزيارة مبارك للولايات المتحدةالأمريكية، وتحدث الوفد من خلالها عن المشهد السياسى بالقاهرة. وخلال الجلسة، أعرب المشاركون، عن أملهم فى تحسين العلاقات الأمريكية المصرية بعد بضع سنوات من الاضطرابات، وكان هناك جانب من المناقشات خارج أجندة العمل سمح الوفد من خلالها للطلاب، ومنهم أمريكيون من أصول مصرية، ولأعضاء هيئة التدريس بطرح الأسئلة ووجهات النظر. وتشير الصحيفة إلى أن فريق الحوار كانت مهمته الأساسية هى تقديم صورة أكثر تفاؤلاً عن السياسات المصرية فى مواجهة الشائعات المتداولة فى واشنطن. وذكرت الصحيفة أن الوفد كان يمتلك وثائق تفويض إصلاحية من قبل المعايير المصرية الرسمية، وحصة من الكراهية العميقة لتيار الإخوان المسلمين. وقد ركز المتحاورون فى نقاشهم على الكثير من النقاط الإيجابية فى السياسات المصرية أكثر مما يذكره عادة المراقبون الأجانب، وقاموا برسم صورة إيجابية لمصر، حيث ديناميكية سن القوانين وحرية وسائل الإعلام ونمو القطاع الخاص وتزايد دور المجتمع المدنى النشط فى الساحة السياسية، والتغيير داخل الأحزاب السياسية الرئيسية بما فى ذلك الحزب الوطنى الديمقراطى وجماعة الإخوان المسلمين. وأشادوا بالنشاط الواقع فى المجتمع المصرى والأحزاب والساحة السياسية، ولكن كل هذا أثار اعتراض أحد المصريين الأمريكين الذى عاد لتوه من القاهرة منذ شهر فقط، حيث قال إنه قد يكون زار بلدا أخرى غير التى يجرى وصفها. ويقول مارك لينش كاتب التعليق إنه سأل فريق الحوار كيف يمكن لهم التوفيق بين هذه الطاقة الجديدة والنشطة فى المجتمع المصرى وبين دور أجهزة الأمن المصرية فى سحق الطاقة والحيوية السياسية فى البلاد أينما ظهرت، ثم طرح الطلاب والمستمعون من المصريين أسئلة عديدة فى هذا الصدد، ومنها كيف يمكن تبرير استمرار العمل بقانون الطوارئ؟ وكيف يمكن الإشارة إلى سعد الدين إبراهيم على أنه مثال على حرية الصحافة، لأنه لا يزال قادرا على نشر مقالاته فى الصحف المصرية، على الرغم من صدور حكم بالسجن ضده ونفيه حاليا؟ وبينما اعترف أعضاء الوفد الثلاثة بتجاوزات قوات الأمن المصرية إلا أنهم حاولوا وضعها فى السياق. وقال أحدهم –ولم تحدد الصحيفة أى منهم- إن قوات الأمن تفعل ذلك فقط ضد أولئك الذين يخرقون القانون ويتسببون فى حالة من الفوضى، والذين يستخدمون العنف، والجماعات التى لا تعترف بشرعية الدولة والتى، فى رأيه تشمل جماعة الإخوان المسلمين، وبالتالى فهو يبرر القمع ضدهم. وقال أحد الطلاب المصريين والذى أبدى تعاطفا مع حركة 6 إبريل إنه لا يعتقد بأن العديد من الناشطين فى مصر قد يتفقون مع هذا الوصف، واعترف عبد النور بأن قوات الأمن تقوم أحيانا بأفعال وحشية وخرقاء وعلى وجه التحديد مع "المدونين" تلك الأفعال غير ضرورية و لا مبرر لها على الإطلاق". وسأل الكاتب الذى كان حاضرا لنقاش الوفد المصرى عن تأثير الهجوم الإسرائيلى لقطاع غزة على مصر وحول العلاقات المصرية الأمريكية، ورد الوفد بالقول إن مصر كانت هدفاً لحملة من الإساءة من قبل حزب الله، كما أوضحوا أن الإخوان المسلمين تضرروا من الصراع بسبب انضمامهم لحزب الله ضد الدولة المصرية، حيث وضعوا أنفسهم ضد تيار الشعور بالوطنية المصرية. غير أن الكاتب يشير إلى أن مثل هذه الأقوال قد تكون إسقاطا أو تمنياً من جانبهم بحدوث ذلك، لأن وجهات النظر هذه جاءت من قبل أعضاء فى الحزب الوطنى الحاكم وآخر من حزب معارض، لكنه يكن عداء للإخوان المسلمين. وعلى الجانب الآخر، أشارت الصحيفة إلى لفتة مثيرة فى تقييم عبد المنعم سعيد لأداء الإخوان المسلمين. ففى الوقت الذى انتقد فيه سعيد دور الجماعة فى الأزمة، أشار أيضا إلى أن أعضاء البرلمان كانوا أكثر تحفظا فى الرد على "مؤامرة" حزب الله من قادة الإخوان مثل المرشد العام محمد مهدى عاكف. ويتساءل لينش أليس من الحقيقة أن المسئولين المنتخبين هم أكثر "مسئولية"عن منح حجة قوية لإضفاء الشرعية على جماعة الإخوان المسلمين والسماح لهم بالمشاركة بشكل كامل فى النظام السياسى؟ وفى ختام تعليقها أشارت الصحيفة إلى أن هناك الكثير مما تضمنته المناقشة حول التوريث المحتمل لجمال مبارك وأفكار الإصلاح السياسى.