فى واقعة ليست هى الأولى من نوعها فى مصر، شاهدنا حادث الاعتداء الغاشم على المواطن المصرى حمادة صابر من قبل جهاز الداخلية، ورأينا جميعاً ردود الأفعال المتباينة على الحادث والذى ما زالت أصداءه مستمرة حتى الآن، حمادة المواطن الذى لم يكن معروفاً بالأمس أصبح اليوم حديث الشارع المصرى ومواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام المرئى والمكتوب، حمادة صابر الأب الفقير الذى تمت تعريته وسحله وضربه أمام العالم أجمع، والذى أكد منذ يومين لوسائل الإعلام على أن قوات الأمن لم تعتد عليه، عاد مرة ً أخرى ليغير أقواله فى مداخلة تليفونية فى برنامج 90 دقيقة على قناة المحور، واستمعنا لحديث حمادة صابر المسحول الذى كشف للمصريين أجمع حقيقه الضغوطات التى مارستها الداخلية عليه لتغيير أقواله فى محاوله لإلصاق تهمة التعدى على حمادة بمتظاهرى الاتحادية ونفى التهمه عن قوات الأمن ، فى حين صرحت ابنة المجنى عليه رندا التى أكدت فى مداخله تليفونية مع الإعلامية ريهام السهلى على أن والدها يتعرض لضغط كبير، والتى كشفت فى الوقت نفسه مخاوف والدها وعدم قدرته عن الافصاح عن الحقيقة كاملةً، وعن رغبته فى الخروج من مستشفى الشرطة ولم تنته القصة عند هذا حيث إنه فى يوم الاثنين 4/2/2013 بعد مثول حمادة صابر أمام النيابة لتصحيح أقواله واتهام ضباط الشرطة وجنود الأمن المركزى بالاعتداء عليه، وبعد أن أمرت النيابة بتحويل المجنى عليه إلى الطب الشرعى ونقله من مستفى الشرطة، تفاجئنا بابنة المجنى عليه تصرح بأن مستشفى المطرية التعليمى رفضت استقبال حمادة وأن الأطباء تركوه أكثر من ساعتين فى سيارة الإسعاف ورفضوا الكشف عليه وهو ما أكده شقيق المجنى عليه فى اتصال هاتفى على أون تى فى. حمادة المسحول قصة وطن رأيناها على مدار أربعة أيام ومازالت القصة مستمرة ولم تكتب نهايتها حتى الآن، فالمواطن المعروف إعلامياً بمسحول الاتحادية الذى كان يخشى بطش رجال الداخلية خوفا على نفسه وعلى أسرته المكونة من أربعة أفراد قرر العدول عن أقواله، والسبب كما صرح هو إصرار أسرته فى الصعيد وخاصة إصرار نجله أحمد ونجلته راندا بالعدول عن أقواله وقول الحقيقه لاسترجاع كرامتهم أمام الناس، حتى أنه صرح بأن أبناءه قالوا له "لا إنت أبونا ولا عايزين نعرفك لو مقلتش الحقيقية" حمادة الذى وجد نفسه فى لحظات" قصه" يتحدث عنها الناس ويسخر منها البعض ويتعاطف معها البعض الآخر ويدافع عنها البعض ويهاجمها البعض قرر أن يخوض معركة لاسترجاع حقه الذى أهدر فى عهد الرئيس محمد مرسى بعد ثورة انتفضت من أجل انتزاع حقوق الإنسان للمواطن المصرى بعد أن ضاعت حقوقه طوال أعوام على أيدى نظام مبارك ، حمادة المسحول الذى انقسمت أسرته إلى فريقين بين مؤيد لأن يخفى حمادة الحقيقة لكى لا يتم البطش به وبأسرته وبين معارض يطالبه بقول الحقيقة، هو تماما حال المصريين فكما انقسم أبناء الوطن المصرى إلى قسمين بين مؤيد لنظام الحكم يناصره ويدافع عن شرعيته ومعارض لهذا النظام. يا سادة لو كنا فى دولة تحترم المواطن لكان أقل رد فعل من رئاسة الجمهورية إقالة قنديل ووزير داخليته وتقديم هؤلاء للمحاسبة ولا أريد أن أسمع عن شخص يحدثنا عن أن الداخلية اعتذرت وأنها ستقدم المسئولين عن الحادث للمحاكمة، فالاعتذار وحده لا يكفى، وإن كانت هناك نية لتقديم المتسببين فى هذا الحادث فلماذا لم يحاسب طنطاوى ومجلسه العسكرى على الأحداث الدامية فى عهد المجلس العسكرى؟؟؟ ولماذا لم يتم تقديم من قاموا بسحل وتعرية الفتاة المصرية سابقا إلى المحاكمة، فقط يتحدثون معنا عن شرعية الرئيس وحقوق مؤسسات الدولة فأى شرعية تتحدثون عنها فى ظل أن دماء المصريين التى سالت على مدار ثلاثة أعوام وما نشهده من وقائع خطف واختفاء وتعذيب للنشطاء مثل شريف الصيرفى وأصغر معتقل مصاب بالسرطان ووفاة صابرين بدون أن تسترجع حقها، إن ما يحدث فى مصر من إعادة إنتاج للممارسات الأمنية فى قمع المتظاهرين، بخلاف فشل النظام عن تحقيق أى إنجاز على مدار الشهورالماضية يسقط شرعية الرئيس التى تدافعون عنها حقاً إنه لمن العار أن تجد خبرا يتم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر "جيكا وكريستى والجندى".. ثلاثة شهداء انتخبوا مرسى وسقطوا برصاص داخليته، أفلم يحن الوقت لتطهير جهاز الداخليه ألم يحن الوقت ليعامل المواطن المصرى طبقاً لحقوق الإنسان؟؟ الأب الذى أقر بحقيقة الحادث وأكد لنا جميعا حقيقة ما رأينا كشف لنا كم نحن صغار فى الوقت نفسه، وكيف أن شيئا لم يتغير فى مصر بعد ثورة فى رأيى أنه الآن أصبح من الواضح أنها لم تكتمل ولم تتحقق أهدافها بعد فالرئيس فاشل والحكومة فاشلة والمعارضة فاشلة والإخوان فاشلون.