اهتمت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور فى مقال تحليلى كتبه هاورد لافرانشى بالتعليق على دعوة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لزعماء كل من مصر وفلسطين وإسرائيل إلى البيت الأبيض، للتباحث بشأن عملية سلام الشرق الأوسط المحتضرة، خلال زيارات متفرقة إلى واشنطن فى غضون الأسابيع المقبلة، وقالت إن الإدارة الأمريكية عازمة على ملاحقة حل الدولتين لفض النزاع العصيب بين فلسطين وإسرائيل. تشكل هذه الدعوة تبنى الإدارة الأمريكية للنهج الذى يروج لخلق دولة فلسطينية، وهو الأمر الذى قد ينتج عنه وقوع صراع بين إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية حول أولويات كل منهما. موقف الحكومة الإسرائيلية الجديدة بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو، إزاء عملية السلام، أصبح مبهماً وغير واضح المعالم، خاصة بعدما أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها ستعلق مصير عملية السلام فى حال رفضت إيران التخلى عن برنامجها النووى، والذى تراه إسرائيل أكبر تهديد لوجودها. ومن ناحية أخرى، يواجه الرئيس الأمريكى اختباراً حقيقياً متمثلاً فى الوصول إلى تسوية بين طرفى النزاع، فالحكومة الإسرائيلية من ناحية تجنبت تأييد حل الدولتين، ورفضت مجرد ذكر بناء دولة لفلسطين. ومن ناحية أخرى، الفلسطينيون مقسمون بين مؤيد ومعارض لحركة فتح العلمانية والحركة الإسلامية حماس، تلك الحركة التى طالما نظر إليها الغرب باعتبار أنها منظمة إرهابية. وتذكر الصحيفة أن الطرف الثالث فى المفاوضات تمثله مصر، والمعروف أن الرئيس المصرى مبارك، لم تطأ قدماه أرض الولاياتالمتحدة منذ عام 2004، وهو الأمر الذى أثر بشكل أو بآخر على مسيرة عملية السلام فى السنوات الأخيرة وأضر بها، على الرغم من محاولات إدارة الرئيس السابق جورج بوش لإنعاشها وبث الحياة فيها من جديد.
