سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"أسوشيتدبرس": الشرطة تستعيد سمعتها السيئة مجددا والرئيس يحتاجها لإحكام قبضته على السلطة "الهشة".. مصادر أمنية: كثيرون داخل الجهاز الأمنى يرون أن الإخوان لا يصلحون للحكم
قالت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية، إن الشرطة المصرية استعادت سمعتها السيئة التى تعود لعهد حسنى مبارك، باعتبارها أداة للقمع، مع الاتهامات الموجهة لها بإطلاق النار بشراسة على المحتجين وضربهم، واستخدام القوة المميتة فى الاشتباكات التى شهدتها البلاد على مدار الأسبوع، وذلك فى ظل إفلاتهم تقريبا من العقاب، ودعم الرئيس محمد مرسى لهم. وأشارت الوكالة إلى أن قوات الأمن عادت للظهور مرة أخرى كطرف سياسى مهم، بعد أن أمضت العامين الماضيين منذ الإطاحة ب"مبارك" على الهامش، إما مستاءة أو غير قادرة على العودة بشكل كامل إلى الشارع. فضلا عن ذلك، فإن الرئيس محمد مرسى الذى طالما عانت جماعته من قمع الشرطة، أوضح أنه يحتاج إليها إلى جانبه لإحكام قبضته على السلطة التى لا تزال هشة، وفى خطابه يوم الأحد الماضى، شكر "مرسى" الشرطة على استجابتها بعد يوم من مقتل العشرات فى بورسعيد. ورأت "أسوشيتدبرس" أن رد الشرطة الساخط على الاحتجاجات والشغب الذى استهدفها أحيانا، حيث قتل ضابط وأمين شرطة، كشف عن عمق الاستياء بين قوات الأمن التى كان لها قوة كبيرة من قبل، فمنذ سقوط "مبارك" تراجعت روحهم المعنوية، وسقطوا فى حالة من الفوضى، لكن الآن تشير قوات الأمن إلى أنها تريد العودة إلى الوضع الذى كانوا عليه قبل سقوط "مبارك" عندما لم يكن أحد يسأل عن استخدامهم للقوى، وكانت لديهم صلاحيات غير محدودة للاعتقال. ونقلت الوكالة عن نجاد البرعى الناشط الحقوقى، قوله "إن الشرطة رأت فى الاحتجاجات فرصة لإظهار أنها قوية وقادرة ومستعدة لسحقها"، فرجال الشرطة يعلمون أن لديهم غطاء سياسة، ويردون باستخدام قدر من القوة غير المناسبة. وتقول "أسوشيتدبرس" إن خمسة وزراء للداخلية ترأسوا قوات الأمن خلال العامين الماضيين، ولم يستطع أى منهم أن يسيطر بشكل كامل على الصفوف غير المستقرة. وتحدثت الوكالة عن طرد ضباط الشرطة لوزير الداخلية من تشييع جنازة زميلهم الذى قتل فى أحداث بورسعيد، فالبعض مستاء مما يراه من عدم تسليح كاف للضباط فى مواجهة المهاجمين الذين استهدفوا بشكل متكرر مراكز الشرطة والسجون على مدار العامين الماضيين. كما أن هناك رفضا أيضا للعمل تحت رئيس قادم من جماعة الإخوان المسلمين، التى استهدفتها الشرطة على مدار سنوات فى عهد "مبارك"، فهناك الكثيرون فى الشرطة على سبيل المثال، مقتنعون بأن "مرسى" والإخوان غير صالحين للحكم ولا يستحقون العمل لأجلهم، حسبما يقول بعض مسئولى الأمن المطلعين على الأجواء داخل القوات الأمنية، والذين تحدثوا بشرط عدم ذكر اسمهم. ولفتت الوكالة الأمريكية إلى أن اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية السابق، يُعتقد أنه تمت إقالته بسبب رفضه استخدام القوة ضد المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، فى ديسمبر الماضى، وفشله فى منع الهجوم على مكاتب "الحرية والعدالة" والإخوان المسلمين. وبحسب الوكالة، حاول "مرسى" الذى جاء إلى السلطة قبل سبعة أشهر، أن يتودد للشرطة، ويثنى على الخطوات البسيطة التى قاموا بها لاستعادة النظام والقانون، واعتبرت "اسشيتدبرس" أن خطاب "مرسى" يوم الأحد الماضى منح الشرطة غطاء سياسيا رئيسيا، فشكر قوات الأمن على تعاملها مع الاحتجاجات، ووصف المحتجين بالبلطجية، أو بأتباع النظام السابق الذين يحاولون إسقاط الدولة، وهو ما يبرر أى تصرف من جانب الشرطة. ونقلت الوكالة عن هبة مورايف مديرة "هيومان رايتس ووتش" بمصر، قولها إن "مرسى" لم يأت على ذكر أى استخدام مفرط للقوة من جانب الشرطة، ولم يتعهد بتحقيقات فى الانتهاكات المزعومة، واعتبرت أن "مرسى" بشكل ما يتخذ قرارات أشبه بتلك التى اتخذها سابقوه، مشيرة إلى تخليه على ما يبدو عن خطط إصلاح الشرطة والتركيز بدلا من ذلك على محاولات كسبهم، ووصفت "مورايف" الرئيس مرسى بأنه قصير النظر فى هذا الشأن.