وصف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، مساهمة الكويت بالسخية، وقال "نحن نقدر سمو الأمير وسخائه لأنه يدل على التزامه بالحث الإنسانى"، مشيرا إلى أن السوريين يعيشون فى أزمة تتفاقم يوما بعد يوم وأشعر بألم كبير عندما أفكر فى عدد القتلى الذين سيقعون حال استمرت هذه الأزمة، لافتا إلى أن هناك أربعة ملايين سورى فى حاجة ملحة للمساعدة. وأشار بان كى مون إلى أن سوريا التى كانت تستضيف قرابة الخمسين ألف لاجئ فلسطينى و300 ألف لاجئ عراقى، يعانى أهلها اليوم من خطر النزوح. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة الحكومة السورية إلى التوقف عن سفك الدماء، وقال "أدعو الحكومة لإيقاف سفك الدماء والقتل.. باسم الإنسانية أوقفوا هذا العنف"، لافتا إلى أنه لا يمكن للمساعدات الإنسانية بمفردها حل الأزمة السورية، التى لن تنتهى إلا بحل سياسى. وقال بان كى مون " نحن نطلب مليار ونصف المليار دولار لتمويل مشروعات إغاثة الشعب السورى ، وهذا الطلب أكبر طلب على المدى القصير نحتاجه اليوم ، ونحن ندرك الضغوطات التى تعانيها الحكومات على ميزانياتها ، لكن بدون هذه الموارد سيموت المزيد من السوريين ". من جهته أكد الملك عبد الله الثانى ، العاهل الاردنى على أهمية أنشاء صندوق دعم اللاجئين لمواجهة الأزمات فى بعض الظروف الاستثنائية خاصة بالدول العربية ، والتى ظهرت منها حاليا أزمة اللاجئين السوريين، لافتا إلى أن إنشاء هذا الصندوق سيوفر الدعم ولإمكانيات للدول التى تستقبل اللاجئين السوريين حتى تتمكن هذه الدول فى الاستمرار فى تقديم الخدمات الإنسانية للاجئين. وقال العاهل الاردنى "أستقبل الأردن عددا كبيرا من اللاجئين السوريين ومستمر فى استقبالهم، وتحمل ما فوق طاقته وإمكانياته". من جهته دعا المنصف المرزوقى، رئيس تونس، أصدقاء النظام السورى ورئيسه الذى وصفه ب"الديكتاتور " للتوقف عن آلة القتل فى سوريا، وقال "إننا أمام مأساة شعب عظيم وكبير احتضن على مر التاريخ مئات الآلاف من اللاجئين اللبنانيين والفلسطينيين والعراقيين، ومنح لكل العرب حق الدخول والإقامة، فهل من الممكن أن نتركه فى محنته الحالية". وأشار المرزوقى إلى أن تونس رغم وضعها الصعب كبلد تعيش فترة انتقالية دقيقة على أتم الاستعداد للمساهمة فى الجهد العام لمساعدة اللاجئين السوريين. الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولى عهد البحرين أكد من جانبه التزام المملكة بدفع 20 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين، إضافة إلى ما سبق وقدمته المملكة فى السابق بدفع 5 ملايين دولار بنى بها أربعة مدارى و500 مسكن بالأردن. من جهتها أعلنت الإمارات تقديمها مساعدات مادية قدرها 300 مليون دولار لدعم الوضع الإنسانى فى سوريا، وقال الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى إن دولة الإمارات وبتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بادرت منذ بداية الأحداث فى سوريا إلى الوفاء بمسئولياتها فى تقديم العون والإغاثة للاجئين السوريين فى دول الجوار". وأكد نهيان "أن المحنة التى يتعرض لها المدنيون فى سوريا تضع المجتمع الدولى أمام مسؤولية شرعية وإنسانية وأخلاقية ويتوجب عليه عدم البقاء مكتوف الأيدى فى تأمين الحماية التى يستحقها المدنيون السوريون"، داعيا إلى تضافر الجهود الدولية والإقليمية لتأمين الاحتياجات الإنسانية للاجئين والنازحين السوريين وتوفير الإغاثة العاجلة لهم لمواجهة الظروف الصعبة التى يعيشونها وضمان إيصالها إلى المستحقين من اللاجئين والنازحين والمدنيين المتضررين وخاصة فى ظل الأجواء القاسية لهذا الشتاء الشديد البرودة". ويشارك فى المؤتمر وفود تمثل 59 دولة على مستوى رؤساء دول وحكومات ووزراء وكبار المسئولين بمشاركة 13 منظمة ووكالة وهيئة تابعة للأمم المتحدة معنية باللاجئين بجانب منظمات إقليمية ومنظمات غير حكومية..وذلك بحضور معالى بان كى مون أمين عام الأممالمتحدة. وخلال افتتاح أعمال المؤتمر، تم عرض فيلم وثائقى يسلط الضوء على الحالة المأساوية التى يعيشها الشعب السورى واللاجئون فى محنتهم المستمرة منذ أكثر من 22 شهرا إلى جانب الجهود والمساعدات الانسانية التى تبذلها المنظمات الإنسانية والمتخصصة حول العالم لرفع المعاناة عنهم.