أعلم أن كلمة "عوانس" موجعة للنفس ومؤلمة ومستفزة أيضًا، إلا أنه لا توجد كلمة تحل محلها مثل "عازبات" أو "غير المتزوجات"، فكلها لا تؤدى المعنى المقصود ممن فاتها قطار الزواج وكبر سنها وطال انتظارها ل "ابن الحلال".. وإلى وقت قريب، لم تكن ثقافة العوانس قد غزت مصر بالشكل الطاغى هذه الأيام، بعد أن بات شبح "العنوسة" يهدد بنات الأكارم والعائلات وبنات ذوى الحسب والنسب.. ويدل على هذا أن عوانس مصر تفوقن فى العدد على13 مليون فتاة عانس، ولم يصبح الرقم الكبير سرًا يخفى مثل سر إذاعة رقم عدد الأقباط فى مصر المحروسة مثلا.. بالرغم من أن العوانس يشارك فيها الأقباط المسلمين، لأنها مسألة اجتماعية مشتركة، ولا تستغربوا أن يشارك فيها الرجال أيضًا.. فكثير من عوانس مصر رجال!! ولأن "العنوسة" أصبحت ظاهرة اجتماعية مقلقة ومرهقة للأسر والبيوت، فقد أنشأت فتيات مصر العوانس مليونية على "الفيس بوك" باسم: "عاوزين ننزل نتجوز"، وهو قمة الترجمة لإقرار "العنوسة" فى مصر، بعد أن كانت الفتاة تستحى أن تنطقها أو تحب أن تندرج فيها، وقمة الثورة على "العنوسة" للدرجة أن تصبح مليونية لهن للزواج بعد أن كانت الحكاية قاصرة على مسلسل تليفزيونى اسمه "عاوزة أتجوز". المهم أن "عوانس مصر" غاضبات من الشيخ خالد عبد الله، مذيع قناة "الناس"، لأنه دعا المصريين للزواج من السوريات اللاجئات، والعلة فى ذلك قوله: "من أجل نصرة القضية السورية".. هل كلام الشيخ خالد يوجع بنات مصر "العانسات"، لأنه يريد أن يصيد فى مياه خارجية عن إقليم مصر وقديمًا قالوا: "جحا أولى بلحم ثوره"؟.. أم أن الرجل رأى من مفهوم "بلاد العرب أوطانى" أن العرب كلهن كتلة واحدة ومشاكل سوريا هى مشاكل مصر والعكس، ولذا نبه على مشكلة اللاجئات السوريات فحفز الرجال على الزواج منهن؟ لو كان الأمر كذلك، فلاجئات الصومال ما أكثرهن، ومشكلتهن سابقة عن مشكلة لاجئات سوريا، وأعتقد أنهن أرخص بكثير مهرًا وتكلفة من شقراوات سوريا؟ وعلى ذكر الصومال، أنقل لكم قصة وقعت لشيخ خليجى ثرى أيام حرب البوسنة والهرسك، قالوا له: إن هناك لاجئات "بوسنيات" قادمات للمملكة، فقال احجزوا لى اثنين للزواج منهن، فقالوا يا شيخ هناك عربة كاملة محملة بلاجئات من الصومال هل نحجز لك واحدة، فصرخ بعلو صوته: "خلاص بطلنا"! وحتى لو أعلن الشيخ خالد أنه يكون هو أول من يطبق الحملة على أرض الواقع وأنه يقدم على الزواج بسوريتين؛ تنفيذًا لما سماه ب "زواج السترة"، ولو طلب الزواج بأربعة كنصاب شرعى إن لم تكن عنده زوجة مثلاً فلن توافق بنات مصر كلهن سواء من الوجهين البحرى والقبلى، لأنهن يعلمن أن "الزيت إن احتاجه البيت حرم على الجامع"، ولأنهن مستمسكات بالمثل الذى ذكرته سابقًا "جحا أولى بلحم ثوره".. غير أن الشيخ خالد واجه معترضات كثيرات لدعوته ووجد له مخرجًا منهن، حيث طالب المعترضات على حملته والمتعللات بأن نساء مصر أحق برجالها أن يتجرأن ويقدمن على خطوة مماثلة للزواج من سوريين لمناصرة القضية، شريطة أن ينتقلن مع الزوج إلى سوريا.. وهى دعوى ليست عاقلة ولا منطقية، إذ كيف تهرب الزوجات السوريات مع أزواجهن من سوريا وأحيانًا بدون أزواجهن بعد قتلهم فى المذابح، ويتركن مسقط الرأس والوطن ثم تذهب المصرية إلى هناك أرض المذبح والمقتل بعد أن كانت أرض المحشر والمنشر؟ الناس حائرون يتساءلون: من الأولى مصر أم سوريا؟ ولم ندعو المصريين لذلك، والمصريون يكادون يحرمون التعدد – إلا قليلاً منهم- لأن ثقافتهم لا تتوافق وثقافة التعدد، لا من حيث المسكن ولا القدرة المالية ولا حتى القدرة الجسدية لأن أغلبهم مطحون فى عمله ليلا ونهارًا، فيكون قد "شطب الزيت والبنزين" يعنى "جاب آخره"، فلا وقت له للتفكير فى الزواج من أخرى؟ هل ستوافق زوجة الشيخ خالد على أن يتزوج هو من مصرية عليها، فضلاً عن سورية شقراء قد تسبب له الكثير من المتاعب الناتجة عن الغيرة الزوجية، وما أدراكم لما تكون الزوجة مصرية والضرة سورية؟؟ إن السبب الأكبر- فى نظرى- من تفشى ظاهرة العنوسة فى مصر هى إقبال شباب مصر على الزواج من "الأجنبيات" أى "الخواجات" فى أوروبا، وترك بنات البلد "يعنسن" أو "يبرن"- من البوار- بعد أن استهوت الظاهرة الشباب العامل فى مجال السياحة، والشباب المهاجر للتعليم أو العمل للخارج، فكيف لو زدنا عليها تنفيذ الزواج من سوريات فى الوقت الراهن وترك بنات مصر يلطمن الخدود ويشققن الجيوب، حزنًا على حالهن، وسخطًا لترك الشباب لهن، حتى تمر السنون تلو السنين، فتصبح البنت التى كان يضرب بها المثل فى الحيوية والنشاط والصبوة "عانس" وإن لم تحتج إلى "ختم النسر" لتوثيق "شهادة العنوسة" التى تحملها؟! ***************************** ◄أوباما للرئيس مرسى: نرفض الفيلم المسىء للدين الإسلامى والقيم الأمريكية. = أخيرًا يا سى أوباما نطقت بالحق بعد طول صمت؟ ◄طنطاوى: دخلت “الحمام” فخرجت ووجدت “محمد مرسى” رئيسًا. = عنوان فى حوار صحفى مع مصطفى بكرى على شبكة "ريماس".. والعنوان فيه إسقاط على الاثنين، ومن أراد التأكد عليه قراءة الحوار الطويل جدًا، وأغلبه عن الإخوان والمجلس العسكرى. ◄العثور على مقبرة جماعية فى منطقة "القدم" بدمشق بها 25 جثة. = منه لله ابن الأسد غير الكريم هذا الذى ذبح شعبه ولا يزال، ومنه لله المجتمع الدولى الذى يرى ويسمع ولا يتكلم. ◄الكاتب الصحفى على مكى: الجميلات لا يضعن صورهن فى "الفيس بوك" و"تويتر". = وجهة نظر محترمة، خاصة أنها تحذر الشباب من الانخداع بصور الجميلات المزيفات، وهن فى الأصل عوانس يحاولن أن يصطدن الشباب فقط. ◄◄ آخر كبسولة: ◄ نداء زوجى ضاحك.. قال ساخر أمين، فى ثوب ناصح أمين: "عزيزى الزوج، هل تعلم أن كروت الشحن لموبايلك التى تشتريها لزوجتك نصفها يذهب على الكلام عليك، ونصفها الآخر يذهب للكلام على أهلك"؟!. دمتم بحب [email protected]