يشكو أحد المرضى، يبلغ من العمر 50 عاما، من وجود طفح جلدى، وتم تشخيصه على ما يسمى ليكن بلانس واكزيما، وأخذ بعض العلاجات على هيئة مراهم وأقراص، ولكن لم تحدث استجابة، وازدادت الحالة سوءا ونصحه أطباء الجلدية المعالجون باستشارة أستاذ كبد، ويسأل المريض: هل هناك علاقة بين الطفح الجلدى وأمراض الكبد، حيث إننى آخذ علاجا لأمراض الجلدية دون حدوث استجابة؟ يجيب الدكتور عمر هيكل، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد وعضو الجمعية الأوروبية لأمراض الكبد، قائلا: هناك علاقة بين الالتهاب الكبدى الفيروسى سى والطفح الجلدى، حيث قد يأتى على هيئة اكزيما أو ما يسمى "ليكن بلانس"، أو حكة جلدية مع طفح جلدى ذو قشور "اكرل نيكروليتك اريشيما"، وذلك لأنه وجد أن فيروس سى لا يؤثر على الكبد فقط، ولكن يتكاثر من خلال الأوعية الدموية وكرات الدم البيضاء إلى أماكن فى الجسم بعيدة عن الكبد، وهو ما يطلق عليه أعراض الالتهاب الكبدى الفيروسى سى البعيدة عن الكبد. ويبدأ الالتهاب الكبدى الفيروسى سى على هيئة التهابات وآلام فى المفاصل مثل مفاصل الركبة أو القدمين أو الرسغين أو على هيئة طفح جلدى، أو يؤثر على وظيفة الكلى، حيث إن أعراض فيروس سى قد تكون على هيئة التهاب بنسيج الكلى. ويتمثل العلاج فى الاعتماد على الفحص الطبى الشامل لتقييم حالة الكبد، وذلك بعمل صورة دم كاملة، ووظائف كبد كاملة، واختبارات فيروسات كبدية لمعرفة درجة ونشاط الفيروس، وكذلك موجات صوتية على البطن، والعلاج فى هذه الحالة يعتمد على درجة ونشاط الفيروس، وهو عبارة عن حقن الانترفيرون طويل المفعول والريبافيرين، ويؤخذ العلاج لمدة ثلاثة أشهر، وفى حال الاستجابة للحقن، واختفى الفيروس من الدم، بحيث يكون ال"بى سى أر" سلبى يتم استكمال كورس العلاج لمدة عام، ويضاف إلى هذا العلاج الموضعى للأمراض الجلدية. ومن المعروف علميا أن حوالى 20: 25% من حالات الالتهاب الكبدى الفيروسى سى قد تبدأ أو يصاحبها أعراض وأمراض إكلينيكية بعيدة عن الكبد. ونطمئن المريض أن الاستجابة للعلاج تكون عالية ونسبة الشفاء تكون بدرجة كبيرة.
